أنهى فريق عمان للسباقات بقيادة المتسابق الدولي أحمد الحارثي منافسات الجولة الثالثة من بطولة لومان الأوروبية للسيارات جي تي أيه في المركز التاسع التي أقيمت على حلبة مونزا بإيطاليا، وذلك في سباق صعب كما كان متوقعًا من الفريق، وخاصة بعد نتيجة التجارب التأهيلية الرسمية، وبعد قرار اللجنة المنظمة في سباق هذه الجولة بتقليص قوة الدفع في المحرك بحوالي (15) حصانًا، وتحميل سيارة فريق عمان للسباقات استون مارتن فانتاج جي تي أيه بحوالي (25) كيلو جرام، ووزن إضافي طوال السباق، جاءت كل هذه الأحداث لتضع الفريق العماني خارج حسابات الفوز بهذه الجولة رغم قيام المتسابقين الثلاثة أحمد الحارثي، والبريطاني سام ديهان، والدنماركي ماركو سورنسن ببذل أقصى ما باستطاعتهم من جهد في سبيل الحصول على مرتبة أفضل من المرتبة التاسعة التي حققها الفريق مع نهاية الساعات الأربع للسباق.
عدم تكافؤ
المتسابق العماني أحمد الحارثي كان أول الجالسين خلف مقود سيارة الفريق التي تحمل الرقم (69)، حيث انطلق الحارثي من الحارة السادسة في ترتيب الانطلاقة الرسمية للسباق بناءً على النتيجة المسجلة من الفريق في التجارب التأهيلية، وسعى الحارثي من خلال توليه القيادة إلى الاحتفاظ بهذا المركز على أقل تقدير؛ لحصد نقاط إضافية كونه يعلم تمامًا أن الأمور لم تعد تحت سيطرة المتسابقين الثلاثة، ولا استراتيجية الفريق الفني تي اف؛ لأن السيارة ليست بها قوة الدفع الكافية لمجاراة باقي السيارات وهي سيارات فيراري وبورشة، ومن هنا أيقن الحارثي أنه يجب العمل على البقاء أولاً خارج دائرة الحوادث، وكذلك الوصول إلى نهاية السباق بنتيجة تعزز من رصيد النقاط بعدما أصبح حلم تحقيق اللقب غير واقعي.
وأكد المتسابق أحمد الحارثي بأنها المرة الأولى التي نصادف فيها قرارًا مثل هذا النوع طوال مشاركاتنا السابقة، والكل هنا بالطبع غير راضٍ عن هذا القرار؛ لأنه قرار غير منصف بتاتًا للفريق، وحتى لوكان لفريق آخر، وأتمنى من اللجنة المنظمة إعادة النظر في تطبيق مثل هذه القرارات؛ كونها تسبب ضررًا بالفرق المشاركة، ونحن كنا جاهزين للمنافسة على اللقب، ولكن مثل هذه القرارات أرى بأنها مجحفة في حقنا، وأمامنا سباق مصيري قادم في برشلونة بعد (8) أسابيع من الآن، وعليهم مراجعة مثل هذه القرارات قبل التنفيذ.
وأضاف الحارثي: استخرجنا أقصى طاقة وقوة ممكنة من السيارة، ولم يكن لدينا أية قوة إضافية حتى يمكن أن نلحق بالفرق الأخرى، الفريق نفذ كل التعليمات بحذافيرها، ولم نخطئ في شيء طوال السباق، غير أن السيارة كانت مكتوفة اليدين من جهاز (الرسيتيركتر)، وأشكر الفريق على العطاء، حيث لم يكن التقصير منهم بل مسألة قوة دفع بالسيارة.
تراجع للخلف
ففي فترة قيادة الحارثي للسيارة حاول التمسك بالمركز السادس بقدر المستطاع، ومع ضغط الذي فرضته الفرق الأخرى، وسرعة سياراتها وخفتها كان من البديهي أن يتراجع الحارثي للخلف، فتراجعه إلى المركز السابع تاركًا المجال لسيارة الفيراري بالتجاوز لضعف قوة الدفع لدى سيارة استون مارتن فانتاج، ومن ثم تراجع مركزًا آخر ليصل إلى المركز الثامن، وعند أحد المنعطفات السريعة تسببت إحدى سيارات ال ام بي (3) في حادث بين (3) سيارات، الأمر الذي منح الفرصة للحارثي لتفادي الحادث، والظهور من جديد في المركز السادس، ومع دخول سيارة السلامة ورفع الأعلام الصفراء لأكثر من مرة بسبب الحوادث داخل الحلبة، ذهبت بعض السيارات إلى مرآب الصيانة لتغير السائقين، حيث دخل الحارثي لمركز الصيانة للتغيير بعدما يقارب ساعة وخمس وأربعين دقيقة من الجلوس خلف المقود، ليحل محله سام ديهان الذي دخل الحلبة وهو في المركز الثامن، ولكنه تراجع سريعًا أمام ضغوطات الفرق المنافسة ليصل تاسعًا ثم عاشرًا، وبعد أن أنهى فترته في السياقة عاد ديهان إلى مركز الصيانة، ولم يكن أمام السائق البديل ماركو سورنسن أية حلول لتعديل مركز الفريق لينهي السباق وهو في المركز العاشر مسجلًا نتيجة أقل ما يقال عنها بأنها خارجة عن إرادة الفريق والمتسابقين، لكن اللجنة المنظمة في السباق شطبت نتيجة أحد الفرق، وهي سيارة فيراري رقم (60) الأمر الذي جعل الفريق العماني يتقدم للمركز التاسع في الترتيب العام للسباق، فيما لا يزال الثلاثي أحمد الحارثي، وماركو سورنسن، وسام ديهان يحتلون المركز الثالث في ترتيب السائقين.
فريق عمان للسباقات المدعوم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وأوكيو وعمانتل، وشركة محسن حيدر درويش لأعمال حلول البنية التحتية والتكنولوجية والصناعية والاستهلاكية لديه الفرصة الآن للعودة إلى الواجهة من جديد في سباق برشلونة في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس المقبل، ليخلد الفريق خلال القادم لراحة إجبارية؛ لاستعادة الروح المعنوية التي كانت بجانب الفريق في السباقات الماضية، والعمل على وضع استراتيجية العودة بقوة من جديد حتى ينهي الموسم بأفضل صورة.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/الحارثي-تاسعا-في-ختام-سباق-الجولة-الثالثة-لبطولة-لومان-بإيطاليا