كتب – عمر الشيباني
سالم الغيلاني: هدفنا تطعيم الكوادر بالمعلومة ونستهدف تطوير الطب الرياضي
المشاركون يؤكدون على الاستفادة الكبيرة وأهمية مواصلة إقامة الدورات التخصصية
قال الدكتور سالم الغيلاني، مدير دائرة الطب وعلوم الرياضة بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي في وزارة الثقافة والرياضة والشباب: إن دورة العلاج بالإبر الجافة تعد من التقنيات المعمول بها دوليًا، وتساعد في عملية الاستشفاء من الإصابات الرياضية، كما أن الدورة لا تعد الأولى ولن تكون الأخيرة، وإنما ستكون هناك دورات وورش تقوم بها الدائرة بالتعاون مع أصحاب الاختصاص تتم من خلال مركز الطب وعلوم الرياضة، مشيرًا إلى أن في كل دورة يتم استهداف عدد معين من الأخصائيين، إضافة إلى تطعيم الكوادر الحالية بكوادر أخرى ليتسنى للجميع الحصول على المعلومة. متابعًا أنه يجب على المنتسب لهذه الدورات من الأخصائيين في مجال الطب الرياضي أن يكون لديه خلفيات في مجال العلاج، مع الأمنيات بتواصل الجهود وتواصل الفعاليات للنهوض بالجانب العلاجي في مجال الطب الرياضي، مضيفًا إلى أنه هناك العديد من الفعاليات التي تتطلع المديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي القيام بها من خلال دائرة الطب وعلوم الرياضة والغاية هي أن تتكلل بالنجاح.
جوانب نظرية وعملية
جاء ذلك في ختام دورة العلاج بالإبر الجافة التي نفذتها دائرة الطب وعلوم الرياضة بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي في وزارة الثقافة والرياضة والشباب ضمن خطتها السنوية؛ لتطوير وتأهيل أخصائي المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية، وصقلهم بأحدث العلوم الحديثة والمتطورة التي تسهم في تعافي الرياضيين وتقليل فترة علاجهم.
أقيمت الدورة بمركز دائرة الطب وعلوم الرياضة لمدة يومين بمشاركة (25) أخصائي وأخصائية علاج طبيعي. وحاضر في هذه الدورة المحاضر هيثم بن خالد الرحبي، الحاصل على رخصة دولية كمحاضر في هذا المجال، واشتملت على الجانبين النظري والعملي، وعلى أحدث العلاجات المستخدمة في الإصابات الرياضية مثل: الصابات العضلات، وإصابات الأعصاب وغيرها من الإصابات الأكثر عرضه للرياضيين.
قدم المحاضر في اليوم الأول معلومات وافية عن الإبر الجافة، والحالات المرضية التي تستخدم فيها الإبر الجافة، والحالات التي يمنع استخدامها، بعدها تطرق المحاضر إلى الإصابات الرياضية للعمود الفقري، بينما اليوم الثاني اشتمل على دورة عن إصابات باقي مفاصل الجسم مثل: مفصل الكتف، والورك والركبة وغيرها. وفي ختام هذه الورشة سلم الغيلاني شهادات المشاركة والرخصة الدولية لاستخدام الإبر الجافة للمشاركين.
دورة تخصصية
بعد ختام الدورة، قال الرحبي أخصائي علاج طبيعي: الدورة اشتملت على التشنجات العضلية والتقلصات الموجودة في الأنسجة اللينة، كما ركزت على كيفية التخلص من هذه التشنجات العضلية التي يستطيع الجسم من خلالها ممارسة وظائفه الطبيعية بشكل طبيعي بدون تقلصات أو آلام أو تأثير على الحركة الباي وميكانيكية في الجسم، وأشار إلى أن الإبر تستخدم لحقن الأماكن التي بها شد عضلي أو بها تقلصات عضلية أو التكتلات النسيجية في الجسم للأنسجة اللينة، وبالتالي تعمل على ترخية هذه الأنسجة وتعود لشكلها الطبيعي الذي من المفترض أن يكون عليه لتأدية وظائفها بشكل طبيعي، مبينًا أن هذه الدورة تم إدخالها إلى سلطنة عمان منذ عام 2016 لكنها توقفت في فترة الجائحة، موضحًا أن المخرجات من الدورة جاءت للأشخاص المختصين في المجال الرياضي، والمجال الحركي العظمي العضلي، مضيفًا أن سرعة العلاج من خلال هذه الإبر أسرع من الطرق التقليدية، وبالتالي يسرع في إدخال المريض في التمارين العلاجية؛ لأن الإبر لا يمكن تكون هي علاج كلي، وإنما علاج لتهيئة الجسم للتعافي بشكل أسرع، وأضاف: إن هذه الدورة هي تخصصية والشخص الذي يدخلها يصبح لديه رخصة لممارسة الإبر الجافة، وهناك العديد من الأشخاص الذين يمارسون هذه الطريقة من العلاج لكن ليس لديهم رخصة، وفي حالة حدوث أي حادثه يعد الشخص غير محمي، لعدم امتلاكه الشهادة التي تؤهله لاستخدام الإبر، وتابع أن الأشخاص المشاركين في الدورة مؤهلين ومرخصين بشكل كامل، ويكونون تحت الحماية أو التأمين الصحي، كما بين أن الأشخاص الذين لم يأتوا للدورة سيفقدون جانب كبير في تسريع العلاج للمرضى واضطرارهم العودة للطرق التقليدية في العلاج.
كما تطرق في حديثه عن الجانب النظري والعملي للدورة، مشيرًا إلى أن الأشخاص قبل دخولهم الجانب العملي لابد من عمل اختبار لهم عن طريق الاتصال المرئي الذي تم من خلاله شرح وظائف الأعضاء المتعلقة بالتشنجات العضلية، وتقلصات النسيج اللين في الجسم، وتأثير الإبر على الجسم من الناحية الفسيولوجية، وأخلاقيات العمل وضرورة توقيع المريض على ورقة الموافقة قبل بدء العلاج. وتابع أنه بعد الانتهاء من الدورة النظرية التي تم اجتيازها من قبل الأشخاص المشاركين تم البدء بعد ذلك في التطبيق العملي وتغطية الجانب العضلي، حيث تم في اليوم الأول تغطية عضلات أسفل الظهر والتشنجات والأرداف والأربطة والنسيج الرابط ومشاكل الرقبة، موضحًا أن الأشخاص المشاركين في الدورة يجب عليهم عمل تطبيق عملي لمدة ستة أشهر بعد اجتياز المستوى الأول، وبعد ذلك البدء في المستوى الثاني، وتغطية بقية العضلات مع استخدام التحفيز الكهربائي للعضلات، والأبحاث الحديثة في مجال الإبر الجافة.
معرفة كبيرة
من جانبه أكد الدكتور عبدالحميد الكيتاني، أحد المشاركين بالدورة أنه فخور بإقامة هذه الدورة بوجود المحاضر هيثم الرحبي،إضافة إلى إعطاءه المعلومات الكافية عن كيفية استخدام الإبر الجافة في معالجة الإصابات العضلية مثل آلام الظهر والرقبة ومشاكل مفصل الركبة، وأوضح أن الدورة شملت الجانب النظري الذي كان بنظام الاتصال المرئي مع ضرورة النجاح في الاختبار النظري قبل الانتقال إلى التطبيق العملي، مثنيًا على التنظيم الجيد للدورة والمحتوى الذي تضمنته، إضافة إلى تمكن المحاضر من شرح المادة بشكل مفصل، وتابع أن جميع المنتسبين أصبح لديهم معرفة كبيرة عن الإبر الجافة مع اجتيازهم للمستوى الأولى، مبينًا أنه يتبقى هناك مستوى ثانٍ يتم البدء فيه بعد إجراء منتسبي الدورة التطبيق العملي لمدة ستة أشهر على أقل تقدير، ويرى أنه مع الممارسة يصبح لدى الشخص الإمكانية في استخدام الإبر الجافة ومعالجة الحالات العضلية بأنواعها.
أحدث العلوم التطبيقية
وقال خليل البوسعيدي، أخصائي علاج طبيعي بدائرة الطب وعلوم الرياضة بالمديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب والمشرف على الدورة: هذه الدورة أقيمت ضمن خطة الوزارة؛ لتطوير وتأهيل أخصائي الأندية والمنتخبات الوطنية، مشيرًا إلى أنه من خلال هذه الدورة بإمكان الأخصائيين معرفة كيفية استخدام الإبر الجافة، والحصول على الرخصة الدولية لممارسة الإبر الجافة، موضحًا أن فائدتها للأخصائيين في وجود أحدث العلوم التطبيقية التي تضاف لشريحة الأخصائيين التي تسرع من فترة العلاج للرياضيين، مبينًا أنه تم اجتياز المستوى الأول من قبل جميع المنتسبين وعددهم (25) مشاركًا مناصفة بين الأندية والمنتخبات الوطنية التي شملت الجانب الرياضي فقط، ولم يتم التطرق لجميع الأخصائيين، كما أشار البوسعيدي إلى حجم الفائدة التي حصل عليها منتسبو الدورة في تعلم أساسيات العلاج بالإبر الجافة، والتطبيق النظري والعملي لكل المشاركين، كما أكد على ضرورة تكرار مثل هذه الدورة مستقبلًا التي تهتم بتأهيل الأخصائيين في الجانب الرياضي.
تنظيم جيد
أما المشارك مازن العرفي فأكد أن الدورة تعد مهمة خاصة بالنسبة لأخصائي العلاج الطبيعي بشكل عام، وأخصائي العلاج الطبيعي المهتمين بالإصابات الرياضية، والتأهيل في الصالات الرياضية بشكل خاص، موضحًا أهمية الدورة التي تهتم بعدة جوانب سواء في توقيتها أو تنظيمها، مشيرًا إلى أن العلاج بالإبر الجافة تعد طريقة حديثة تم تطبيقها واستخدامها منذ ما يقارب (12) عامًا، وتعنى بالإصابات العضلية المزمنة من تقلصات وحالات كثيرة تعنى بتأهيل الإصابات العضلية، وأضاف: إن الدورة لمدة يومين، وتعد ضمن المستوى الأول وهو مستوى المبتدئين، كما أن العدد محدود لحضور هذه الدورة، مضيفًا أنه تم التعرف من خلال هذه الدورة على علاج الأطراف، وعضلات مفصل الحوض وأسفل الظهر وأعلى الظهر والرقبة والطريقة المثلى لاستخدام الإبر، وعدد الإبر التي يتم استخدامها عند العلاج، ومعرفة طريقة الاستخدام السليم، وكيفية التخلص من الإبر، حيث يتم تقييم المنتسبين لهذه الدورة من قبل محاضر الدورة سواء النجاح باجتياز الدورة من عدمه، مبينًا أنه في حالة نجاح المنتسب في هذه الدورة يصبح لدية رخصة لعلاج الإصابات بالإبر الجافة، وبعد النجاح في المستوى الأول يتم التطبيق العملي للمشاركة في المستوى الثاني، وأشاد العرفي بالتنظيم الجيد، والفائدة الكبيرة التي خرجت به لجميع المنتسبين لها.
استفادة كبيرة
وقالت المشاركة كاملة القاسمية: إن الدورة اشتملت على أحدث العلوم الطبية التي تستخدم في الإصابات الرياضية، مبينةً أن الدورة حوت الجانب المرئي والعملي فيما يخص أحدث التقنيات للإبر الجافة وفائدتها السريعة لعلاج إصابات الملاعب مع تعزيز الشفاء لدى الرياضيين، مشيرةً إلى أن محاور الدورة بدأت بالتعريف عن الإبر الجافة، واستخدامها وفوائدها والحالات التي لا يجب أن تستخدم فيها لإصابات الظهر؛ لتجنب أي أعراض جانبية.
وأضافت: إن في اليوم الثاني استكملت الدورة التي كان محتواها إصابات المفاصل مثل: الركبة والكتف وغيرها من الإصابات الرياضية، مؤكدة استفادتها الكبيرة من الدورة في تطبيق تقنيات الإبر الجافة لدى الإصابات الرياضية، وتطرقت القاسمية للحديث عن مخرجات الدورة، وتطبيق ما أخذته لعلاج اللاعبين وذلك لتعزيزه الشفاء لدى اللاعبين، وإعطائهم فائدة أكبر ليقدموا الأفضل في الملاعب، كما ترى أنه بالإمكان تطبيق ما تعلمه من الدورة، ومشاركته مع المختصين في المستشفيات مع اقتراح إقامة ورش عمل صغيرة تستهدف الرياضيين.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/الإبر-الجافة-والإصابات-الرياضية-أبرز-محاور-دورة-الطب-وعلوم-الرياضة