غدًا .. سلطنة عمان تحتفل بيوم الشباب الخليجي

تكريم 42 مجيدا في المجال الشبابي والرياضي

تحتفل سلطنة عمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب بيوم الشباب الخليجي الذي يصادف السادس من يونيو من كل عام، بعد أن تم تخصيصه يومًا سنويًا للشباب الخليجي وذلك ضمن قرارات الاجتماع الخامس والثلاثين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس «مارس 2022» مما يظهر الاهتمام الكبير بالشباب من قبل قادة دول مجلس التعاون، وذلك في تمام الساعة العاشرة من صباح الغد بقاعة الكرستال بفندق جراند ميلينيوم برعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام. ويأتي هذا اليوم تكريما للشباب الخليجي المبدع واحتفاءً به، وإيمانًا بدور الشباب الرائد في النهوض بالأمم وتجسيدا لأحد مظاهر الاهتمام به، وتفعيل أطر التعاون المشترك بينهم للرقي بالمجتمع الخليجي وزيادة اللحمة الخليجية من خلالهم، وليكون هذا اليوم حافزا لدى الشباب لتقديم إبداعاتهم وتفجير طاقاتهم لإظهار الأفضل، وتحفيز الشباب المنجز والمجيد للسعي نحو التميز وتحقيق المزيد من الإبداع والابتكار ودفعهم للمواصلة، وفرصة لتمكين الشباب وإيجاد الفرص المناسبة لهم التي تتوافق مع طموحاتهم واهتماماتهم. إن هذا اليوم مساحة للتنافس الشريف بين الشباب الخليجي لتقديم أفضل ما لديهم من مهارات وإبداعات، ونشر ثقافة التميز والإبداع بينهم، ولقد أثبت الشباب الخليجي كفاءته في العديد من المجالات بامتلاكه إمكانيات وقدرات إبداعية عالية، ومؤكدًا حضوره بين شباب العالم بحصاد العديد من الإنجازات والجوائز العالمية.

صقل مواهب الشباب

ولأن الحدث مرتبط خليجيا، فإن هناك أهدافا حددت من أجل هذا اليوم، ولعل أبرزها إبراز جهود دول المجلس وقرارات المجلس الأعلى ولجنة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس الخاصة بالاهتمام وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، وكذلك إبراز جهود الجهات ذات العلاقة الحكومية بدول المجلس لتذليل كافة العقبات وتسخير كافة الإمكانيات لخدمة الشباب، وأيضا تسويق وتعزيز الوعي بمفهوم تمكين الشباب، وتنظيم أنشطة إعلامية لدعم الشباب والتركيز على قضاياهم، وإيجاد الحلول لتوفير الدعم اللازم للشباب.

فعاليات مصاحبة

وسيشهد الحفل تكريم العاملين بالقطاع الشبابي والمجيدين من الشباب والبالغ عددهم 12 مكرما، وكذلك تكريم 30 مجيدا من الرياضيين، واحتفاء بيوم الشباب الخليجي تنطلق اليوم في مركز نزوى الثقافي نهائيات البطولة السادسة للمناظرات والتي تستمر يومين، وتزامنا مع الاحتفال بيوم الشباب الخليجي تقام اليوم جلسة حوارية عبر تقنية التواصل المرئي بعنوان: «العمل الشبابي الخليجي إلى أين»، كما تقام اليوم 4 مبادرات، الأولى مبادرة «ساعد» التي ستقام في قاعة مكتب والي السيب، وهي عبارة عن ورشة اجتماعية تدريبية لتنمية الأسر المنتجة بالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بولاية السيب، ومبادرة «تعليم الخط العربي» وهي ورشة لتعليم طلبة المدارس أساسيات الخط العربي، وتقام في مركز منح الثقافي، ومبادرة «وعي مالي» التي تستهدف 40 مشاركا لزيادة وعي الاستثمار المالي، والمبادرة الأخيرة «تمكين» وهي تعليم وتدريب الشباب من خلال محاضرة وعمل ميداني لأساسيات التصوير.

التعاون في القطاع الشبابي

وانطلاقا من مبدأ الإيمان بأهمية الشباب في صناعة مستقبل الأمم والرقي بالمجتمع في كافة مجالاته، أولى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية العناية الكاملة بقضايا وشؤون الشباب، وبناء عليه أصدر المجلس الأعلى لدول الخليج العربية العديد من القرارات في مجال الشباب، ففي الدورة الخامسة والعشرين المنعقدة في البحرين ديسمبر 2004 تم اعتماد مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن موضوع قضايا الشباب ووسائل رعايتهم، وإحالتها إلى اللجان الوزارية المختصة لتنفيذها، وفي الدورة الثامنة والعشرين المنعقدة في قطر ديسمبر من عام 2007 تم اعتماد استراتيجية رعاية الشباب.

وخلال الدورة الثالثة والثلاثين المنعقدة في مملكة البحرين عام 2012 اعتمدت مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن استراتيجية الشباب وتعزيز روح المواطنة لدول مجلس التعاون، وجاء التوجيه بضرورة الاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، وبموجب هذا التوجيه السامي عُقد المؤتمر الأول للشباب (نمو وارتقاء) في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر 2013 الذي شكل الانطلاقة الحقيقية للوقوف على تطلعات شباب دول المجلس.

بينما في عام 2013 أكد المجلس الأعلى في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة في الكويت على استمرار الأمانة العامة في تنفيذ قرارات المجلس الخاصة بالاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، وتكليف اللجان الوزارية في مجلس التعاون بالنظر في التوصيات والآراء الأولية للشباب ووضع آليات التنفيذ لما يمكن تطبيقه في إطار مجلس التعاون، والتأكيد على الأجهزة المسؤولة عن شؤون الشباب في دول المجلس بتكثيف النشاطات والفعاليات الشبابية المشتركة، مع التركيز على اختيار البرامج والفعاليات وفق أولويات واهتمامات الشباب، واستمرار الأمانة العامة للمجلس في تنظيم المؤتمرات وورش العمل التي تتناول اهتمامات الشباب وتطلعاتهم، إضافة إلى تأسيس برنامج دائم لشباب مجلس التعاون بهدف تنمية قدراتهم وتعزيز القيم الإيجابية وروح القيادة لديهم، والمساهمة في العمل الإغاثي والإنساني، وتتولى الأمانة العامة الإشراف ومتابعة التنفيذ.

وفي الدورة الخامسة والثلاثين المنعقدة في قطر ديسمبر عام 2014 جاء التوجيه باستمرار الأمانة العامة في تنظيم الفعاليات الشبابية المتضمنة ورش العمل والبرامج واللقاءات والدورات التدريبية، مع مراعاة تغطيتها لاحتياجات الشباب وتطلعاتهم، وإشراك الشباب في التخطيط والتنفيذ، وتكليف اللجان الوزارية -كل في مجال اختصاصه- بدراسة توصيات ورش العمل الشبابية، وتتولى كل لجنة وضع الآليات التنفيذية لما يمكن تطبيقه في إطار مجلس التعاون.

العمل الشبابي المشترك

يهدف العمل المشترك في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية في هذا المجال إلى تحقيق العديد من الأهداف أبرزها، تحقيق التواصل بين أبناء دول المجلس من خلال تنظيم اللقاءات المشتركة والتواصل الإلكتروني، وتحقيق المساواة بينهم، وتنسـيق المواقف بينهم في المحافل الدولية، وتشـجيع الدراسات والبحوث في مجالات الشـباب والرياضة، والتعاون مع المنظمات والمجموعات الإقليمية والدولية، ووضع أطر عمل مشـتركة في مجال الشـباب والرياضة والمجال الكشفي، ووضع لوائح عمل مشـتركة موحدة، وتوحيد المسميات والأطر والهياكل والاختصاصات في الإدارات والأجهزة والمؤسسات الشبابية والرياضية، وتحقيق استراتيجية موحدة للعمل المشـترك، وتشجيع الشباب على المشاركة في اتخاذ القرار من خلال تنفيذ استراتيجية رعاية الشباب، ووضع الأنشطة والبرامج، وتنفيذ أنشطة متخصصة لتقييم وتطوير البرامج والأنشطة لشباب دول المجلس.

وخلال الأعوام الماضية، وتحقيقا للأهداف التي وضعتها دول مجلس التعاون في مجال العمل الشبابي المشترك، فقد تم إقرار إطار العمل المشترك في مجال الشباب والرياضة وهو يحدد المبادئ والمرتكزات والمنطلقات التي ترسم توجهات العمل الشبابي ومساراتها، وتم إعداد استراتيجية رعاية الشباب الموحدة، واعتماد إطار العمل الكشفي المشترك متضمنا التصورات التنفيذية للنشاطات المشتركة والأسس التي تنظم العلاقات بين الجمعيات والهيئات الكشفية، كما تم العمل بالمناهج الكشفية لكل مراحل الكشافة، وأقر مبدأ المساواة في معاملة أبناء دول المجلس الموجودين في أية دولة منها معاملة أبناء الدولة نفسها في الاستفادة من المؤسسات الشبابية والرياضية.

البرامج والأنشطة الشبابية

كما يُنظم سنويًا عدد كبير من اللقاءات والمهرجانات والمعارض الفنية ومعسكرات العمل واللقاءات الاجتماعية والعلمية والكشفية والإعلامية والثقافية، والعديد من الدورات والندوات، وتقام هذه البرامج والأنشطة بالتناوب بين الدول الأعضاء، حيث ينظم سنويًا ما لا يقل عن ستين نشاطًا، وينفذ على مستوى التمثيل الخارجي العديد من معسكرات العمل الخارجي المشترك، والمعارض والمهرجانات الثقافية، والرحلات الكشـفية والعلمية، ورحلات بيوت الشـباب، والمشاركات الرياضية الخارجية، كما يجري التعاون مع المنظمات والمجموعات الإقليمية والدولية لتنفيذ العديد من الأنشطة المشتركة، وتم تنظيم العديد من اللقاءات والمهرجانات الفنية ومعسكرات العمل واللقاءات الاجتماعية والعلمية والإعلامية والثقافية والتي شملت الآلاف من المشاركين فضلا عن تأثيرها غير المباشر على كل فئات مجتمع دول مجلس التعاون.

وكان أهم هذه المناشط هو المؤتمر الأول للشباب «نمو وارتقاء»، في 21 نوفمبر 2013، ناقـش الشباب خلاله ستة محاور رئيسية وهي مجلس التعاون وطموحات الشباب، والصحة والرياضة وصناعة الترفيه، وبناء المجتمع والمبادرات الشبابية، والأمن في عيون الشباب، وسياسات التعليم والتدريب والابتكار، والتوظيف وبناء المهارات، وشارك في المؤتمر المسؤولون بالوزارات والأجهزة المعنية بالشباب، ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والداخلية، كما شارك فيه أكثر من 800 شاب وشابة من جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون ممن يمثلون الفئة العمرية من 18 إلى 30 عامًا، وقد كان للجهود التي بذلتها الوزارات والأجهزة المعنية بالشباب أبلغ الأثر في تحقيق المؤتمر للأهداف المرجوة.

وتبنّى المؤتمر عددا من التوصيات المهمة، تتمثل في إنشاء مجلس خليجي للمبادرات الشبابية على مستوى دول مجلس التعاون، يتكون من مجموعة من الشباب من مواطني دول المجلس، وبرعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتأكيد على أهمية تعميم الاستفادة من التجارب الشبابية الناجحة على مستوى دول المجلس، والاستفادة من تجارب عالمية ناجحة، ومنها تجربة سفينة شباب العالم وتحويلها إلى تجربة خليجية بمشاركة شباب دول المجلس، وأهمية إيجاد بيئة مجتمعية تحقق الدعم المعنوي للشباب الخليجي المبادر وتوثيق تلك المبادرات على المستوى الرسمي والمجتمعي، وحفظ حقوق المبادرة من الشباب الخليجي، وأهمية وضع خريطة طريق للمشاريع والمبادرات الشبابية وفق مراحل محددة تبدأ من اختيار الأفكار وإيجاد بيئة مناسبة لتوليد أفكار عديدة في مجال المشاريع والمبادرات الشبابية، ووضع خطط عمل تسهم في بلورة وتنفيذ الأفكار المناسبة مع الاستفادة من الطاقات الشبابية على مستوى المدارس والجامعات، ثم اختيار المشروع أو المبادرة الناجحة، مع أهمية إيجاد التكريم اللازم للمبادرات الناجحة وتوثيقها.

وقد عرضت الأمانة العامة التقرير والتوصيات الصادرة عن المؤتمر على المجلس الأعلى في دورته الرابعة والثلاثين (الكويت في ديسمبر 2013)، فأصدر عددا من القرارات في هذا الشأن ومنها مباركة الجهود التي تقوم بها الأمانة العامة لمتابعة تنفيذ قرار المجلس الأعلى الخاص بالاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، وتكليف اللجان الوزارية في مجلس التعاون بالنظر في التوصيات والآراء الأولية للشباب، كل في اختصاصه، وتتولى كل لجنة وضع الآليات التنفيذية لما يمكن تطبيقه في إطار مجلس التعاون، والتأكيد على الأجهزة المسؤولة عن شؤون الشباب في دول المجلس بتكثيف النشاطات والفعاليات الشبابية المشتركة، مع التركيز على اختيار البرامج والفعاليات وفق أولويات واهتمامات الشباب، ودراسة إنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة في دول المجلس، والتعاقد مع جهة متخصصة لوضع آليات عمل الصندوق، والرفع بذلك إلى المجلس الوزاري في دورته القادمة، وإنشاء موقع إلكتروني تفاعلي شامل يخاطب الشباب في مجلس التعاون، ويكون قناة تواصل دائمة بين الشباب والأمانة العامة لمجلس التعاون، على أن يتضمن قاعدة بيانات إلكترونية لرصد المشروعات والمبادرات الشبابية الخليجية الرائدة، واستمرار الأمانة العامة وبشكل دائم في تنظيم مؤتمرات وورش عمل دورية تتناول اهتمامات الشباب وتطلعاتهم، وتأسيس برنامج دائم لشباب مجلس التعاون، بهدف تنمية قدراتهم وتعزيز القيم الإيجابية وروح القيادة والمساهمة في العمل الإغاثي والإنساني، وتولت الأمانة العامة الإشراف على متابعة تنفيذ ذلك مع الجهات المعنية في دول المجلس.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/غدا-سلطنة-عمان-تحتفل-بيوم-الشباب-الخليجي