اكتشاف 18 موقعا للفن الصخري، يحوي 236 لوحة صخرية بمسندم
كتب ـ محمود الزكواني:
تعكف وزارة التراث والسياحة على الدراسة ومواصلة البحث والتنقيب والتقصي وبشكل مستمر عن الكثير من المواقع الاثرية التي توجد في مختلف محافظات السلطنة.
وتواصل الوزارة جهودها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية بالمحافظة للعناية والاهتمام بجميع مفردات هذه الموروث التاريخي والحضاري والثقافي، وما يحويه من كنوز عظيمة، ذات مردود وقيمة تاريخية تمتد عبر سنين طويلة، لتجعله أحد موارد الاستدامة الدائمة للسلطنة، فالوزارة تستكمل أعمالها الجارية في مختلف المواقع الاثرية الحالية، بالاضافة أنها ما زالت في طور التقصي والبحث عن المواقع الاخرى التي لم تكتشف حتى الان.
موقع الطيخة الأثري:
وفي هذا الاطار أوضحت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع بعثة مشتركة من جامعة السلطان قابوس وجامعة بيزا، أنها تتقصى عن مستوطنة كبيرة ومتطورة يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف سنة مضت وتضم عدداً كبيراً من المباني الضخمة والمدافن.
وقد أظهرت نتائج التنقيب الأثري، أن الموقع سكن لأول مرة في الألف الثالث قبل الميلاد خلال العصر البرونزي المبكر.
ويمثل إحدى مستوطنات ثقافة ام النار التي شهدت ازدهارا كبيراً وواسعاً في السلطنة.
وأشارت : أن الموقع يضم أبراجا أثرية ضخمة ومستوطنة، إضافة إلى مدافن من الألف الثالث قبل الميلاد. وتبلغ مساحة الموقع أكثر من 6 هكتارات.
موقع العارض الأثري
كما ذكرت وزارة التراث والسياحة بأن موقع العارض الأثري يضم أبراجا ومدافن أثرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وتم التنقيب في برج يعود إلى الالف الثالث قبل الميلاد، حيث عثر فيه على كسر فخارية متنوعة، كذلك تم التنقيب في مدفن يعود إلى فترة حفيت وعثر بداخله على بعض الكسر الفخارية، إضافة إلى ذلك تم العثور على قناة مائية أثرية وتم اخذ بعض العينات ليتم دراستها وتأريخها بشكل أدق.
الفن الصخري في محافظة مسندم
من جهة أخرى أشارت وزارة التراث والسياحة لما تتميز به محافظة مسندم من مشهد طبيعي فريدٍ من نوعه، إذ تتميز بطبيعتها الجبلية، وساحلها الصخري الذي يتكون من أخوارٍ ورؤوسٍ شديدة الانحدار؛ حيث استوطن السكان السواحل الرملية الصغيرة بينها، فيما استقر الجزء الآخر من سكانها على الهضاب المرتفعة والأودية الداخلية.
وقد أفرزت هذه السياقات الطبيعية جملة من أساليب التكيف الثقافي، حيث أظهرت الدراسات الأثرية والأنثروبولجية على حد سواء ـ أن الفن الصخري يعد أحد وسائل التكيف وإدارة الموارد البيئية علاوة على ما تعكسه هذه الممارسة من أبعاد ثقافية مرتبطة بالجماعات القديمة التي استوطنت المحافظة، ووثقت تجاربها المادية والروحية على الأسطح الطبيعية في المشهد الطبيعي كالنتوءات الصخرية، والكهوف والملاجئ الصخرية إضافة إلى مختلف الشواهد الأثرية.
وأسفرت الدراسة المنهجية للفن الصخري عن اكتشاف ( 18) موقعاً للفن الصخري، يحوي 236 لوحة صخرية على اختلاف النطاقات الجغرافية التي تقع فيها هذه المواقع.
كما أوضحت الدراسة: أن أكبر نسبة ظهرت في الهضاب المرتفعة، وقد يكون ذلك عائداً الى سببين، الأول هو كثافة استيطان السكان للهضاب كونها من الأراضي القليلة الخصبة في المحافظة، إضافة الى توفر الاسطح الصخرية المناسبة لتنفيذ الفن الصخري.
كما أبرزت مواقع الفن الصخري بمحافظة مسندم اختلاف أنماط الاستيطان، وتأثير ذلك على محتوى اللوحات الصخرية فيها، إذ ارتبط الفن الصخري في نطاق جبال الحجر الغربي بمجموعة بشرية كبيرة، ومنظمة، ومستقرة عملت على توثيق جزء من حياتها الاقتصادية بتوظيف الفن الصخري لحفظ الملكيات، وإدارة شؤون المجموعة، فيما استخدم سكان رؤوس الجبال الذين يتبنون نمط حياة شبه متنقل الفن الصخري كأداة لتوجيه العابرين، وفرض نوع من الهيمنة على مسارات تنقلهم، ومواضع الرعي الخاصة بهم. كما اتسم الفن الصخري في المدافن بوحدة أسلوبية يمكن تمييزها، واستنتاج ارتباطها بثقافة تجمعها بعض المعتقدات المرتبطة بالموت.