عمّان «العمانية»: يضمّ كتاب «حكاية على حكاية»، الذي حرّرته وقدّمت له سالمة بنت سالم المرهوبية، مزيجًا من نصوص مستمدّة من حكاياتٍ منقولةٍ شفهيًا، أو مكتوبة، سواء عربيّة مرجعُها القرآنُ الكريم أو الأمثالُ أو الرواياتُ والسّير، أو الحكاياتُ العالميّةُ ذاتُ الأمثولات الإنسانيّة. ويؤكد الكتاب الذي صدر عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع «الآن ناشرون وموزعون» بالأردن (2022)، انشغال الإنسان بالحكاية منذ الأزل، فقد «ألْهته الحكاية عن همّه، وأنْسَته حزنَه، وعلّمته قيما مستفادةً سينقلُها للأجيال التّالية، وينقل لها من خلالها خبراتِه وحكمته في الحياة». كما أن الإنسان اعتنى بالحكاية «لأنّها جاءته في ثوب قدسي؛ لارتباطها بالكتب السماويّة، فزخرت تلك الكتب بالحكايات المرتبطة بخلق الإنسان ونشأته، وصراعه مع نفسه، وعدوه في حياته، وطاعته وعصيانه». وترى المرهوبية في تقديمها للكتاب الذي جاء في 112 صفحة، أن الإنسان من شدة عنايته بالحكاية اهتمَّ بتدوينها وكتابتها وروايتها وحفظها ونقلها جيلًا بعد جيل، فأدخل عليها الكثير من التغييرات والتطويرات، وصارت الحكاية مجالًا واسعًا للكتابة والزيادة والتأليف والخيال. فتناسلت الكتابات التي نقلت لنا تلك الحكايات العالمية منها والعربية على وجه التحديد من مثل: «ألف ليلة وليلة»، و«كليلة ودمنة»، و«المستطرف في كل فن مستظرف»، و«قصص العرب ونوادرها». وتشير المحررة إلى أن الكتاب الذي زُيّن غلافه بلوحة للفنان العماني موسى عمر، لم يغفل ما تناقله الخلف عن السلف في موروثهم الشعبي الشفهي من تلك الحكايات التي تقاطعت مع سابقاتها من حكايات عالمية وعربية، مما يدل على مدى الاتصال والتواصل بين الشعوب على اختلاف ألسنتها وأجناسها، فجاءت مصادر الحكاية متنوعة وزاخرة، بما أتاح للحكايات المجال للتوسع والتمدد والبقاء محفوظة إما مروية شفاهة وإمّا مكتوبة، وهذا ما أسهم في توليد فكرة إعادة إنتاج بعض هذه الحكايات ونسجها وصياغتها في حلّة لغوية جديدة تُحفَظ من خلالها الفكرة والقيمة التي نقلتها تلك الحكايات لنا، متسقةً مع لغة العصر الذي تُروى فيه. ويضم الكتاب الحكايات التالية: «قصر الملح» لسالمة المرهوبية، «أمنيات بريئة» لهدى النجار، «الأميرة والعقرب» لحسني النجار، «غافة الوفاء» و«خود» لأحمد المقبالي، «مدرسة الصبر» و«جرة الوفاء» و«من أحق بصحبتي» لمحمد الزعابي، «ليلى والثعبان» لسعيد الزعابي، «نفايات شعب» و«وريثة العرش» لليلى عبدالله، «روح جبر الحذاء» لضحى المسرورية، «السوء» لمحمود علي»، «إمّا وإمّا وإمّا» لهالة حمد الحضرمية، «المسمار» لسعاد علي العريمي، «مدرسة الأميرات» ليسرى سعد، «أبو زيد الهلالي» لميا الصواعي، «أنا خير منه» لوفاء الفارسية، «الطبع» لخميس قلم، «موت عوض» لأحمد الناصري، و«1003» لوليد النبهاني.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/حكاية-على-حكاية-نصوص-تتعالق-مع-الموروث-الشفهي