«عمان»: تلقى المجتمع العماني مساء أمس الأول الأحد نبأ فاجعا برحيل الطبيب والأديب العماني الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفارسي، عن عمر يناهز الـ 46 عاما، بعد صراع مع المرض، ونورد كلمة «المجتمع» ليس مبالغة، فالراحل يعتبر من الأطباء العمانيين المشهود لهم بالكفاءة المهنية، الذي ترك أثرا طيبا في تعامله مع مرضاه وكل من يقصده لتبقى في نفوسهم ذكرى طيبة ستعيش معهم دائما كلما ذكروه، وليس من المبالغة أن يبكيه مرضاه لرحيله المر، فيقول أحد المغردين، وهو «خالد الحامدي» في تغريدة له: «اليوم الصباح أمي تتصل تخبرني أن عبدالعزيز في العناية المركزة وهي تبكي، والآن وصل خبر وفاته… الطبيب الذي يعالجها من 4 سنوات، وكان يناديها بأمي ويخرج من مكتبه ليناديها بنفسه، ما أصعب هذا الخبر علينا، لم يكن طبيبًا فقط.. واسع الرحمة وعظيم المغفرة يا الله»، وأشباه هذه التغريدات في حق الدكتور الراحل كثيرة، تعكس تفاعل المجتمع معه وذكر مناقبه وأثره الطيب طبيبًا مخلصًا في عمله.
أثبت الراحل نفسه مهنيا، فقد منح مسمى «طبيب استشاري أول» رئيس قسم أورام الكبار بالمستشفى السلطاني، وحصل على عضوية الكلية الملكية عام 2006، وكان يعمل طبيبًا اختصاصيًا أول في قسم الأورام بالمركز الوطني للأورام بمسقط، وهو عضو بالاتحاد العالمي لمكافحة السرطان، والجمعيتين الأمريكية والأوروبية لطب السرطان.
وعلى الصعيد الأدبي يعد الراحل أحد رواد الأدب، فهو الروائي والقاص الذي أصدر عددا من الأعمال، منها «قريبًا من الشمس.. حوارات في الثقافة العمانية»، و«العابرون فوق شظاياهم»، و«مسامير»، و«ليس بعيدًا عن القمر.. حوارات في القصة العمانية»، و«رجل الشرفة.. صياد السحب»، و«الصندوق الرمادي»، و«وأخيرًا استيقظ الدب»، و«تبكي الأرض.. يضحك زحل»، كما له رواية مشتركة مع الكاتب سليمان المعمري وهي «شهادة وفاة كلب».
رحل الدكتور عبدالعزيز الفارسي تاركا وراءه أصدقاء كثرًا، فهو صديق الجميع في الوسط الطبي والوسط الأدبي، فليس بغريب أن ينعاه الكثير، وليس بغريب أن تشتعل منصات التواصل الاجتماعي لخبر وفاته وذكر مناقبه، وفي التالي يؤبن عدد من الأدباء والمثقفين والأصدقاء الرجل مسجلين مواقف من حياته:
عن عبدالعزيز الفارسي.. الفارس الذي غاب
«عبدالرزّاق الربيعي – كاتب وشاعر عماني»
استرجعت لحظة انتشار الخبر الحزين الكثير من المحطات والمواقف والتفاصيل التي جمعتني بالصديق الكاتب الراحل د.عبدالعزيز الفارسي، منذ عرفته في الملتقيات الأدبية، قاصا موهوبا، يدرس الطبّ، يتمتّع بحافظة عجيبة، فقد كان يلقي نصوصا تتجاوز العشر صفحات معتمدا على ذاكرته، وحين أسأله عن سبب عدم استعانته بالورق؟ يجيب: «لكي أعطي المفردات حقها فالورق يشوّش عليّ تركيزي»، وكنت عضو لجنة تحكيم في إحدى مشاركاته، فكنت أتتبّع النسخة التي بحوزتي، وأرى دقّة حافظته حتى في مراعاته للفواصل، والنقاط والتقاط النفس القصير والطويل عند إلقاء النص، وكأنّه يلقي نصّا شعريّا.
خارج الملتقيات ربطتني به صداقة عميقة، فقد رأيت الجانب الإنساني المشرق به، كان، رحمه الله، يتمتع بشخصية إيجابية، متفائلا، مبتسما، خدوما، أتذكّر سعادته عندما وجد في مكتبة في دبي نسخا من ديواني (خرائط مملكة القلب) الذي وزّع مع مجلة دبي الثقافية، ولم يكن العدد قد وصل مسقط بعد، فاشترى خمس نسخ وأصرّ على إيصالها لي في اليوم نفسه، وعندما تصفحته ووجدت خطأ طباعة قال لي: «استمتع بمنجزك ولا تتوقف عند صغائر الأخطاء»، وكانت تلك العبارة نبراسا وضعته في طريق لا يخلو من أشواك، وحفر.
ولا أنسى ما حييت أنه أحدث نقلة في حياتي عندما حثّني على التعاطي مع التكنولوجيا عام 2000م ، والكتابة على جهاز الحاسوب، بدلا من الورق، وألحّ عليّ في ذلك، وذات يوم صحبني إلى مقهى من مقاهي الأنترنت في منطقة الخوير، وشرح لي أجزاء جهاز الحاسوب وكيفية المراسلات عبر البريد الإلكتروني، وفتح لي حسابا، وواصل تعليمي في البيت بعد أن اقتنيت جهازا، وتعمّقت علاقتي به أكثر بعد أن سكن في شقة قريبة من سكني السابق ببوشر قرب فندق مجان، وعندما قرأ مخطوط كتابي« مدن تئن وذكريات تغرق» 2007 فوجئت به يكتب رأيا محفزا، ويسارع إلى دفعه للطبع، والتواصل مع دار الانتشار العربي ببيروت، فوضعت تلك الكلمة على الغلاف الأخير، بل قدّم رؤية نقدية في أمسية احتفائية أقامتها أسرة القصة في النادي الثقافي يوم 7/6 /2008 م بمناسبة صدوره، أدارتها الإعلامية باسمة الراجحية، وعندما حان وقت تقديم ورقته انسحب ليقرأ الكاتب سليمان المعمري ورقته بالإنابة، وكنت قلقا، ولم أفهم ما جرى، وحين كلمته بعد انتهاء الجلسة أبلغني أن الواجب الطبي ناداه فذهب لتلبيته.
واليوم يرحل الفارسي تاركا غصة في قلوب محبّيه، ولا نقول سوى ما قال سيدنا الرسول «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن» وعزاؤنا أنه ترك الكثير من القصص والكتابات، ومحبة دائمة في قلوبنا.
كنت جزءًا من حُلمه الأدبي بطريقةٍ ما
«أحمد الكلباني – كاتب وقاص عماني»
كنت جزءًا من حُلمه الأدبي بطريقةٍ ما، حيث حظيت بالعمل على روايته «تبكي الأرض يضحك زحل» في طور تحويلها إلى عملٍ مسرحي يجسد الكوميديا السوداء «لقرية جهنم»، حيث أصبحت الرواية مسرحية بعنوان «ولد السيل» من معالجة وإخراج محمد خلفان الهنائي، قدمت فيها دور «زاهر بخيت» وبه كنت أعيش صراعات عبدالعزيز الفارسي للحدود القصوى كما حدث مع زملائي، بعد مدة أثارت محادثة حول هذه الرواية مع سليمان المعمري شوقًا للعمل مرة أخرى في مشروع الكتاب الصوتي الذي تتبناه وزارة الإعلام، وطلب مني سليمان تأدية دور خالد بخيت هذه المرة وقبلت بكل سرور القرية المشؤومة التي باتت مألوفة لي حينها. في العملين كنت مضطرًا بشدة لمواجهة تجربة الفقد مرة كأب في دور «زاهر بخيت» ومرة بدور الابن «خالد بخيت» وفي الحالتين رمى بي عبدالعزيز الفارسي في هوةٍ جارحة من الألم، ولا أتم من هذا الوجع أكثر مما هو في فصله «قدسية الموتى»، حيث يجعل الموتُ الوجود من بعده استثناءً يقتصر فقط على ذاكرة الأوفياء التي يراهن على أبديتها عبدالعزيز أكثر من الذكرى الشريرة ومن ينصرونها. يقول: «أفتشُ بين القبور.. أحاول اختيار المكان الجميل الذي ارتاح فيه لا أريد جدارًا قربي.. أريد أن تدفنوني هنا، قرب هذه السدرة لتمتصني جذورها لتتغذى على عظامي حينها سأنبت نبقًا!» هكذا هو المستقرُ المتجذرُ في الأرض والذاكرة لدى عبدالعزيز، لم يجمعني بعبدالعزيز لقاء مباشر ولو لمرة رغم الأصدقاء المشتركين وفرص العمل التي أتيحت لي معه لكنه كان ثمينًا دائما في نظري حتى دون هذا اللقاء، وأراني الآن موجوعًا أتلبسُ «خالد بخيت» و أقرأ في شاهد قبرك يا عبدالعزيز – وأقتبس هذا من روايتك: «كنتَ جديرًا بحياةٍ أطول.. لكن الموت مستعجلٌ في بعض الأحايين».
عبد العزيز الفارسي، إلى ذمةِ الله
«معاوية الرواحي – كاتب عماني»
وماذا نقول للرحيل وهو يختار أجملنا ليرحل! عرفتُه عامَ 2004 في الملتقى الأدبي في صحار، كنتُ قد سمعتُ عنه الكثير من الأصدقاء المشتركين، من هلال البادي، ومن سليمان المعمري، ومن خميس قلم، عرفتُه في البدايةِ كاتبا للقصة، ثم روائيا، وكانت بيننا أيام كثيرة.
يختارك الموتُ بغتة يا صديقي. تقفزُ في ذاكرتي كل الأيام التي قضيناها معا، والليالي التي قتلنا وقتها سويا، وهكذا يشاء الموت أن يحرمنا منك، أن يأخذك في هذه الفجاءة المرَّة، قصيرة هذه الحياة ومُرَّة.
رحمك الله يا دكتور عبد العزيز. رحم الله قلبك الطيب، وعقلك الفذ. تطوف الآن كل ذكرياتنا في عقلي، وكأنها زجاج يجرح النفسَ بالألم. ذاكرة «تبكي الأرض يضحك زحل». سفرك، وابتعادك، وشقتك في السلطاني، ذاكرة جلسات الأصدقاء، وسهرات الزمن الجميل. أيام تواصلنا الأخير، واتصالي بك عندما كنتُ مع صديقٍ أخبرني عن عتبك علي. ليتني اتصلت بك أبكر مما أردت، ليتني التقيت بك، ليتني لم أقصر في حقك يا صديقي. ماذا عساي أن أقول الآن؟ رحمك الله، وأسكنك فسيح جناتِه. تركت في قلوبنا الكثير من الحب، والعطر، والود، وعشت نقيا محبا، والآن تموتُ وترحل! قاسية هذه الحياة، خطفتك قبل أوانٍ بعيدٍ، وتركتنا حيارى نضرب الأخماس في الأسداس، ونخلط الدمعَ بالذاكرة. رحمك الله يا صديقي. رحمك الله.
الطبيب المتمرس في عطائه
«د.يوسف الملا طبيب- مبتكر وكاتب طبي»
أحيانا نحن البشر ومع عمق الحزن لفقد عزيز، قد لا نجد الكلمات التي نستطيع أن نعبر بها عما يدور بداخلنا من مشاعر. وحينها فقط قد يكتفي ذلك الإنسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والأسى عبر دموع صامتة، أو ربما باسترجاع شريط الذكريات، وفي كل الأحوال يبقى الدعاء والتضرع إلى الله أن يتغمد برحمته الفقيد.
وبكل هذه المشاعر استقبلت الخبر المفجع برحيل الصديق العزيز الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفارسي، الأديب النبيه وصاحب القلم الجميل، ليرحل عن دنيانا تاركا لنا طيب عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته.
كان عبدالعزيز- رحمه الله- ليّن العريكة، طيّب المعشر، وعزيز النفس. مجتهدا في دراسته حينما كان طالبا بجامعة السلطان قابوس، ومثابرا في إكمال تخصصه في مجال الأورام. وكان مثالا يحتذى به في سيرته بصفته طبيبا متمرسا في عطائه، بل وكأني به من رعيل أولئك المتخصصين الذين يستحقون أن يقف الناس لهم تبجيلا و تقديرًا لعطائهم.
فلقد كان -رحمه الله- يسعى دائما أن يقابل ذلك المريض المتعب، جراء مرضه أو انتشار الورم بجسده الضعيف، فيحفزهم ويلقي الأمل في قلوبهم، فيقابلهم في عيادته بابتسامة عريضة تزرع الأمل لمرضاه، وتجدد عزيمتهم على متابعة العلاج. ولقد كنا نتواصل باستمرار بين الفينة والأخرى لأجل مريض ما، فكان صدره رحبا لمساعدة أي مريض، وهكذا كان ذلك الإنسان الذي لم يتوان عن تقديم أي مساعدة ممكنة.
من ناحية أخرى لم يكن الدكتور عبدالعزيز طبيبا فقط، لكنه كان أديبا وروائيا، رفد مكتبتنا العمانية والعربية برواياته الجميلة، والتي ما زالت بين أظهرنا، تتوج تلك الأخلاق النبيلة، والمناقب الحسنة له -رحمه الله-.
فيا أيها الصديق والأخ، اذكرك وقد شردت بي الذكريات، فأستحضر هنا بيتين من الشعر أذكرهما للخنساء؛ تقول فيهما:
أعينيّ جودا ولا تجمدا
ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا
رحمك الله أيها الصديق، وجعل مثواك الجنة. ستبقى حيا في وجداننا ووجدان كل إنسان عرفك.
خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
انطفأت ابتسامته فكيف سنواصل بدونها؟
«د. سعيدة الفارسي شاعرة وكاتبة عمانية»
فزعت لهذا الخبر غير المتوقع … والموت لا توقع له ولا تخير له فكما قال أسلافنا «لاتفرح بصحيحك ولا تيأس من سقيمك» بل إنه يتخير الأفضل كما قال ابن الرومي
توخَّى حِمامُ الموتِ أوْسطَ صِبيَتي *
فللهِ كيف اختارَ واسِطةَ العِقْدِ ؟!!
وقد كان الدكتور عبدالعزيز الجوهرة التي تتوسط العقد فعلا.. افتقدته طويلا وهو يكمل دراسته العليا في الخارج.. طبيب الإنسانية والابتسامة العريضة بجمال أخاذ لا تستطيع أن تصف من أين يأتي بإشعاعات الجمال في تلك الابتسامة سوى من روحه العبقة بإنسانيته.. كيف نرثيه وكيف نخفف عن أنفسنا قبل أن نخفف عن أهله.. فكلنا أهله ورفقته، فقد أدركت طبيبنا الشاب المتميز حرفة الأدب ومن تدركه هذه الحرفة مجبر أن يدفع ثمنها الباذخ العطاء وقد دفعه الفارسي برضًا وسماحة قلب، منذ عرفته أسرتني تلك الابتسامة الطفولية البريئة، كان قبل سفره دائم الحضور في المشهد الثقافي شعرا أو سردا يسكب روحه محبة ومشاعر جياشة لاتخطئها العين كان شاعري المشاعر محبا للشعر لغته الثرية المناخات تنضح شعرا وبلاغة.. رواياته وقصصه القصيرة بإهداءاته تضيئ رفوف مكتبتي وعندما أمر عليها تضحك زحل وابتسم لا شعوريا، ابتسامة سماوية لعلها هابطة من إيحاءات زحل، وترسم ابتسامته العذبة مداراتها النقية. عندما عاد غارفا من العلوم الطبية في تخصصه لم أره حاضرا في المشهد الثقافي إلا على حين صدفة، فلا شك أن جدية وجع تخصصه حالت دون استمتاعه بلذاذات الأدب. لقد كرس عبدالعزيز معظم وقته في بحوثه. ومارس مهنته بطاقات الحب الإيجابية الإنسانية الكامنة فيه وبمقدار توجع مرضاه تتسع ابتسامته لتبديد ذلك الوجع الدامي نخرا في الأجساد، وها هو الطبيب المداوي يموت ويترك حياته متوزعة في أجساد موتاه.. عبدالعزيز الفارسي الشاب الجميل الودود المبتسم اتصل بي ذات يوم معلقا على قصيدة نشرتها في جريدة عُمان عن الموت مبديا تأثره بالقصيدة قائلا: «أكاد أحسدكم أيها الشعراء كم أنتم قريبون من وهج ذواتكم ونتاجكم لصيق الذات تترجمون أوجاعها بعمق ومصداقية»، وكانت القصيدة بعنوان (قبل أن ترحل هات عنوانك) كُتبتْ رثاء في شخص رحل فجأة بدون سابق إنذار، فهل تماست القصيدة مع روح عبدالعزيز الشفيف تنبِئ بتشابه رحيله مع المرثي ولو بعد حين طويل، إنها ذبذبات الاستشراف المستقبلي التي يتميز بها من لديه كشف ورؤية شفيفة، ترى يا حبيبنا عبدالعزيز قبل أن ترحل أعطيتنا عنوانك لنستدل عليك؟؟
الكاتب المتميز في عطائه بين أقرانه
«م. سعيد الصقلاوي – شاعر وكاتب عماني »
تفاجأنا بهذا الخبر الموجع الذي حملته المقادير، عرفت الراحل منذ شبابه المبكر وكان متميزًا بعطائه من بين أقرانه، متميزا في أدبه ومهنته وقدرته على الحفظ، فيعيد تلاوة ما يكتب حفظا أمام الحاضرين من قصصه وكتاباته بقراءة عربية سليمة فصيحة.
ظل الكاتب الراحل فترة من الزمن يكتب إبداعاته ويصدرها في مجموعات قصصية، ثم انتقل بعد ذلك إلى كتابة الرواية، وأخذ بتجربة جديدة في فن الرواية، وهو فن الرواية المشتركة، فكتب مع الروائي سليمان المعمري، وكان لا يبخل بعطائه، ونحن في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء كنا سعيدين بهذا العطاء الذي كان يقدمه الدكتور عبدالعزيز الفارسي من خدمات وتعاون مع الجمعية، وكان دقيقا فيما يقدمه من آراء حول أي موضوع تُسنده الجمعية له.
لذلك فمثل هذا الإنسان المعطاء والمخلص والمتعاون والذي يترك أثرا في النفوس وفي الأدب والثقافة يعتبر مكسبا حقيقيا للأدب، وفقده فاجعة وشكل ألما حتى في نفوس الكتاب غير العمانيين الذين تواصلت معهم وأرسلت لهم نعي الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في وفاة الدكتور عبدالعزيز الفارسي، فأبدى الكثير ألمه ودعاءه الخالص للراحل ومنهم الكاتب البحريني الدكتور فهد حسين الذي يعرف عبدالعزيز معرفة طيبة ويعرف إنتاجه الأدبي والسردي، فكتب الدكتور فهد حسين في سياقات الدراسات الأدبية في سلطنة عمان عن الراحل وتناول إنتاجه بشكل مفصل. رحل الفارسي والناس تذكره بخلقه الرفيع وتعاونه الطيب معهم، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، ونحن نعزي أنفسنا بصفتنا كتابًا بهذا الفقد.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/عبدالعزيز-الفارسي-طبيب-يبكيه-المرضى-وأديب-ينعاه-الأدباء