صناعة الفخار ترسخ مفهوم الحفاظ على الهوية العمانية

العمانية: يرى الحرفي وصانع الفخار سليمان بن محمد الشحي أن على الأجيال أن تتواصل مع تراثها والثقافات الإنسانية الاجتماعية، فهي تنقل أفكارًا نوعية قد لا تتكرر في مجتمعات كثيرة، خاصة في ظل التسارع الذي أوجد الكثير من المتغيّرات في حياتنا اليومية. وقُدِّر للشحي أن يتعلّم صناعة الفخار من والده، الذي نلقها هو الآخر عن أبيه، فهي صناعة متوارثة تربط الإنسان بأرضه، وترسّخ مفهوم الحفاظ على الهوية العمانية وتجذّر واقعها، ويوضح الشحي أن تعلّقه بهذه الصناعة نتج عنه مشروع عرّفه على الكثير من الأعمال خارج محيطه الاجتماعي الذي ألفه منذ صغره. ويشير صانع الفخار -وهو أحد أبناء نيابة ليما بولاية خصب بمحافظة مسندم- أنه قد تعلّم صناعة الفخار بشغف كبير وهو في سن العاشرة من عمره تقريبًا، حينها كانت الظروف مواتية لينقل كل شيء عن أبيه، لكنّها تغيّرت فجأة لاحقًا بسبب ارتباطه بالعمل الرسمي في إحدى المؤسسات الرسمية التي عمل بها لسنوات طويلة. ويضيف الشحي: لقد عدت إلى صناعة الفخار مجددًا في عام 1993م، بعد (التقاعد)، لأمارسها دون أن أنسى جزءًا من مفرداتها، فأنا أصنع المباخر (المجامر) بأنواعها المختلفة، وهنا في نيابة ليما لدينا من يصنع دلال القهوة والفناجين وأنواعًا كثيرة أخرى صغيرة الحجم تستخدم في البيوت لحفظ الطعام والكماليات، وقد كانت ولا تزال مصدر رزق لنا ولعائلاتنا. ويقول الشحي: تستغرق عملية الإعداد لصناعة الفخار بكافة أنواعها أسبوعين تقريبًا، بدءًا من خلط الطين بأنواعه مع الماء، مرورًا بالعجن والتشكيل الذي يمر بمراحل متعددة، ثم نقوم بعملية النقش والتزيين، وفي نهاية المطاف تتم عملية التدفئة أو الحرق. ولا يرى سليمان الشحي أي تغيير طرأ على صناعة الفخار، وإنما عوامل التزيين هي الظاهرة نوعًا ما خاصة أن هذه الصناعة خرجت من محيط نيابة ليما، ووصلت إلى معارض تقيمها المؤسسات المعنية والداعمة للحرفي وصانع الفخاريات في سلطنة عمان. ويرى أن التسويق للمنتجات الفخارية أمر ضروري، فقد اكتسبت سمعة جيدة جدًا لدى السيّاح الذين يأتون لاقتنائها، فهي تمثل جزءًا لا يتجزأ من ثقافة سلطنة عمان وتاريخها الثقافي الإنساني. ويأمل سليمان الشحي أن تكون له ورشته الخاصة به بمستويات متقدمة لصناعة الفخار، خاصة أن أفراد أسرته لا يزالون يحتفظون بأسرار هذه الصناعة الفريدة، التي تشكّل مصدر دخل جيد لهم، فهذا العمل الحر أمر مهم له يساعده على الابتكار والتحفيز للإنتاج، حسب تعبيره.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/صناعة-الفخار-ترسخ-مفهوم-الحفاظ-على-الهوية-العمانية