أبواب خشبية شامخة تعكس هندسة وفن الإنسان العماني

المصنعة ـ من خليفة الفارسي:
تعد حرفة النجارة من الحرف العمانية التقليدية التي امتهنها الكثير من الآباء والأجداد، حيث يكمن إبداع النجار العماني في تلك النقوش الرائعة التي حفرها بحب وشغف على سطح الأبواب التي تكون جزءا رئيسيا من المنزل، تعكس أصالة ومهارة تلك المهنة.
غالبا ما تصنع تلك الأبواب من خشب الساج، حيث تنقش فيها كتابات لآيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم وآثار، تستخدم كأبواب للقلاع والحصون لتظل باقية وشاهدا على عصر تاريخي مخلد.
تتراوح النقوش الخشبية التي خلدتها الأبواب والنوافذ بين الشكل الهندسي المتقن أو الرسوم المستمدة من الطبيعية، ففي عدد من المنازل بقرى ولاية المصنعة يفوح عبق الماضي الجميل من تلك الأبواب التي نقشت بأيادٍ عمانية ليتحدث أصحابها عن متانتها وجودتها ومكانتها لديهم منذ أكثر من 50 عاما.
وفي جولة لـ(الوطن) بقرى ولاية المصنعة، التقت بعدد من أصحاب البيوت القديمة التي زينتها الأبواب الخشبية ذات النقوش الجميلة، حيث يشير جمعة بن فاضل البريكي أحد أصحاب تلك البيوت إلى أنه تم تركيب بابه الخشبي بمنزله، الذي تم نقشه في العام 1970 على يد عبد الرحمن بن محمد الفارسي حين اشتراه والده المتوفى فاضل البريكي بمبلغ متواضع آنذاك، ليبقى هذا الباب محطا للأنظار لما يحتويه من نقوش جميلة وأشكال هندسية مميزة. بدوره يشير أحمد بن محمد بن عمر الزدجالي إلى قدرة النجار العماني القديم وتميزه في النقش على الألواح بكل دقة ومهارة دون أن يستخدم وسائل التقنية الحديثة، ومن أشهر النجارين عبدالرحمن بن محمد الفارسي، وكان من المعروفين بتلك المهنة في القرية، وله العديد من الأبواب التي صنعت في تلك الفترة من السبعينيات والتي ما زالت شامخة دون خدوش حتى وقتنا الحاضر ولم تجر عليها أي صيانة رغم عوامل الطقس. ويتمنى خليفة بن جميل النعماني وهو من أصحاب تلك البيوت التي زينتها تلك الأبواب الشامخة، لو كانت هذه الحرفة ما زالت مستمرة لدى النجارين حتى الآن لإعادة عبق الأجداد والآباء فأبوابها ما زالت تحتفظ بالمتانة وما زالت تتمتع بجماليتها.