«عناق القمر» .. قصائد تفيض بالحكمة والحبّ لصلاح الغريبي

■■ عمّان ــ العمانية:

يقدم الشاعر العماني د. صلاح بن راشد الغريبي في ديوانه (عناق القمر)، مجموعة من القصائد ذات البعد الإنساني التي تعبّر عن عمق تجربة الشاعر، وقدرته على نقل هموم الحياة اليومية بأسلوب أدبيّ رصين.
جعل الشاعر ديوانه الذي يقع في 122 صفحة، في ثلاثة فصول سمّاها “قلائد”: قلادة الذكر والحكمة، وقلادة حب الأوطان، وقلادة الحب والعشق والهيام. ■■

ويعانق الغريبي القمر بأبياته حكمةً ووجدانًا، وحبًّا للوطن العربي الكبير، وعشقًا شفافًا نابعًا من الخيال والمشاعر التي تمرّ على الإنسان مرورَ الغيث على الأرض يحييها بإذن ربّها ويجعلها ربيعًا.

وجاءت لغة الشاعر خلال القصائد متناسبة مع أغراضه، فكانت طيّعة لكل سياق من السياقات، فتظهر قويةً حين يفخر بالوطن ويتغنى به، ورقيقةً ذات همس وشجن في مواضع المناجاة والغزل.

ويقول الغريبي في مستهل الديوان الذي صمم غلافَه خالد الراشدي، إنه أراد أن يكون ديوانه “قطرة من غيث المشاعر، وومضة تضـيء قليلًا في مشاهد الحياة القاتمة، وطمأنينة ليل بهدوئه في ضجيج انفعالات الأحياء والجمادات”. ويضيف: “أمام مشهد تلك الخرزات التي تصطفّ في خيط الذات، نظمتُ قلائد (عناق القمر) بخرزات من ومضات الحكمة ونبضات العشق التي ينبعث بعضها ليبقى، ويبرقُ بعضها لتترك أثرًا جميلًا في عمر إنسانيتي القصير”.

من جهتها، تبيّن د. إيمان آل ضبيان الكيلاني، أستاذة اللسانيات الحديثة والأسلوبية في الجامعة الهاشمية في الأردن، خلال تقديمها للديوان، أن قصائد الغريبي “نصوص شعرية رفيعة ذات بعد إنساني يعانق صاحبُها فيها القمر، إذ تعلو وتسمو بإنسانيتها وشفافيتها”، وتشير إلى أنها قصائد “تغنت بالذات ورصدت مدّها وجزرها وتردداتها وتموجاتها على الأبحر الشعرية العربية”، وأن الشاعر “عزف على نايها لحنه الخاص، بنفثاته الروحية التي وسمتها بوسمه، وطرّزتها بوشمه”.

ومن النصوص الوجدانية التي يظهر فيها أسلوب الغريبي في الديوان الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن، نقرأ:
“تكلمت لمّا يراني أحد
وقلبي بنار الضلوع اتّقدْ
وقلتُ إليكِ يكونُ لجوئي
فلمّا أتيتُ أفأتِ البَرَدْ
فأنتِ سماءٌ أظلّت حياتي
لروحي ونبضي أفضتِ المددْ
لآياتِ ربي فتحت فؤادي
كريمٌ رؤوفٌ رحيمٌ صمدْ
ففاضت بقلبي بها في حياتي
سطورٌ من الشعر تشفي الأوَدْ”.
ومن ابتهالاته نقرأ:
“الهمّ في صدري توغّلَ وابتلى
ويئستُ من نفسي ومن أحزاني
أشكو لربّي أنّ ذنبِيَ خانقي
كيف السبيلُ لرحمةِ الرحمن؟!
وسمعتُ صوتًا من قريبٍ خافِتٍ
لا تبتئس قد جئتُ بالتّبيان
لا شيء يُطفئ لهفة الحيران
إلّا ضياءٌ من هُدى الفرقانِ
فالجأ إليهِ تجد هُدىً يا ناشدًا
نورَ الحياة وراحةَ الإيمانِ”.
يُذكر أن الغريبي حاصل على درجة الدكتوراه في التواصل الثقافي وجمالية النص من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمغرب، وهو عضو في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.