فيما أوصت بنشر البحوث العلمية لتاريخ وحضارات المحافظات والمدن العمانية
متابعة ـ سعيد بن علي الغافري :
■■ اسدل الستار أمس على ختام فعاليات ندوة (الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني) التي احتضنتها قاعة المهلب بن ابي صفرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بولاية عبري، حيث رعى حفل الختام سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة بحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والمشاركين من المختصين والباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث. ■■
وفي كلمته نيابة عن المشاركين في اعمال الندوة قال الدكتور ناصر بن علي الندابي استاذ التاريخ المساعد بجامعة الشرقية :(أن محافظةُ الظاهرةِ لا يحصى تاريخها، ولا تحوى أمجادُها، ولا تستوعَب أحداثُها، فكلُّ حجرٍ ومدرٍ فيها، ينطقُ لك بحدثٍ وقعَ على ساحتِه، حيث كَشّفتْ البحوثُ المُقدَّمةُ، جوانبَ التميزِ التي حظيتْ بها هذه المحافظةُ، في الجوانبِ السياسيةِ والعسكريةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، وقد أعدَّ هذهِ البحوثَ، ربابنةٌ مهرةٌ، من الأكاديميينَ والباحثينَ والكُتَّابِ، والمهتمينَ بالدراساتِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ، وأدبِ الرحلاتِ).
وقدْ تناولت الندوةُ على مدار يومينِ، محاورَ مختلفةً بينَ التاريخِ والسياسِة، و الاقتصاد والاجتماع والثقافة، حيث أشار الدكتور طالب بن سيف الخضوري مدير عام مساعد للمديرية العامة للبحث وتداول الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في بيان التوصيات التي خرجت بها الندوة بعد أن ناقشت 27 بحثا شارك فيها 30 باحثا ومختصا من داخل وخارح السلطنة، تتمثل في مواصلة العمل في عمليات التنقيب والمسح الأثري في محافظة الظاهرة، وإيلاء مزيد من الجهود القائمة في الاستثمار السياحي لمختلف المواقع الأثرية والتاريخية فيها، كذلك مخاطبة الجهات ذات العلاقة بإنشاء متحف تاريخي يتم من خلاله إبراز المعالم التاريخية والمقتنيات الأثرية والوثائق والمخطوطات التي تزخر بها محافظة الظاهرة، وإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المعمقة في الجانب الأثري والحضاري والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمحافظة الظاهرة. بالاضافة الى إبراز الشخصيات الفاعلة حضاريا في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي كان لها تأثير في تاريخ محافظة الظاهرة. ومواصلة الجهود في تشجيع المواطنين على تسجيل وثائقهم ومخطوطاتهم التي ترصد جوانب مختلفة من تاريخ محافظة الظاهرة وأيضا تسجيل التاريخ الشفوي المتعلق بأهم شخوصها. بالاضافة الى زيادة الاهتمام بدراسة الموروثات الثقافية وأنماطها المختلفة سواء المادية منها أو غير المادية ومقارنتها بالموروثات الثقافية في بقية محافظات السلطنة.
كما أوصت الندوة بمقترح مشروع متكامل بمسمى طريق القوافل من عمان إلى شبة الجزيرة العربية وإبراز محافظة الظاهرة كمركز إقليمي اقتصادي نظرا لموقعها الاستراتيجي كمطقة حدودية وبوابة عبور لداخل السلطنة وخارجها فضلا عن توثيق الرحلات البرية بالجمال وسيرا على الأقدام وإبراز تلك الطرق ومساراتها المختلفة وإعداد خارطة لتلك المسارات من الطرق، وتكريم الشخصيات المؤثرة والفاعلة التاريخية من خلال إحياء سيرتها للأجيال وتسمية المعالم بأسمائها وإدراجها في المناهج الدراسية. كذلك أوصت الندوة انتاج مواد فلمية (بصيغة 3D) لتوضيح تاريخ محافظة الظاهرة بشكل خاص والتاريخ العماني بشكل عام مواكبة التطور الحاصل في تقنيات انتاج المعرفة والتي تستهدف الأجيال القادمة.
واثراء ثقافة الطفل من حيث اصدار قصص تحتوي على معلومات تاريخية عن الولايات والمحافظات التي يعيشون فيها. وجمع الحكايات الشعبية الخاصة بكل محافظة من محافظات السلطنة وترتيبها بصورة علمية منظمة تستفيد منها الأجيال القادمة استثمار الإعلام للحكايات الشعبية في عرضها للجمهور وتجسيدها بصورة درامية تحافظ على هويتها.واستمرارية إقامة الندوات التاريخية المعنية بالمحافظات والمدن العمانية. كما اوصت الندوة اصدار ونشر البحوث العلمية التي قدمت في الندوة في السلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.