كتبت – مريم البلوشية
تشتمل على محاضرات نظرية وتطبيقات عملية
تصوير – شمسة الحارثية –
تتواصل لليوم الثاني على التوالي فعاليات وأنشطة دورة تأهيل حكمات ألعاب القوى التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في دائرة الرياضة النسائية بالتعاون مع الاتحاد العماني لألعاب القوى خلال الفترة من 21-25 من هذا الشهر، وذلك بقاعة المحاضرات بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ويشارك في هذه الدورة 20 مشاركة يمثلن 20 ناديا على مستوى محافظات سلطنة عمان، حيث تشمل الدورة عدة محاور نظرية وعملية فتضمنت الجوانب النظرية مجالات ألعاب القوى المختلفة كسباقات العدو وسباقات ألعاب القوى، وفي الجانب العملي خضعت جميع المتدربات إلى تطبيقات عملية من خلال تحكيم بطولة الأندية لألعاب القوى للفتيات والتي ستقام عصر يوم الجمعة المقبل بمجمع الحرس السلطاني العماني وذلك برعاية المكرمة الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية نائبة رئيس مجلس الدولة، وقد ضم اليوم الأول حلقات عمل خاصة بقوانين مسابقات العدو مع التطبيق العملي، أما اليوم الثاني من الدورة فشمل حلقات تدريبية خاصة بقوانين مسابقات الوثب مع التطبيق العملي، فيما يتضمن اليوم الثالث قوانين مسابقات الرمي مع التطبيق العملي، وستخضع جميع المتدربات في اليوم الرابع لامتحان نظري وعملي.
تأهيل الحكمات
وحول تنظيم الدورة قالت هاجر الحكمانية أخصائية نشاط رياضي في وزارة الثقافة والرياضة والشباب: يأتي تنظيم دورة تأهيل حكمات ألعاب القوى لتجهيز كوادر فنية نسائية قادرة على إدارة المنافسات الخاصة بألعاب القوى بشتى أنواعها ومراحلها، ونتوقع أن تخرج هذه الدورة بمخرجات جيدة بوجود محاضرة دولية متمكنة ولها خبرة كبيرة في تحكيم ألعاب القوى، حيث إنه من المؤكد بأن الدارسات سيخرجن بأقصى استفادة، وكان هناك إقبال كبير من الفتيات على المشاركة في الدورة وهذه يدل على وجود حاجة كبيرة لتنظيم مثل هذه الدورات التخصصية لاكتساب الخبرة والمهارة المطلوبة وللتعرُّف على أهم صفات الحكمات وتأهيلهن لإقامة حلقات عمل خاصة في التحكيم في محيطهن والتي تشمل المدارس والجامعات والأندية الرياضية، وحرصت اللجنة المنظمة للدورة على استحداث بطولة الأندية لألعاب القوى للفتيات لإتاحة الفرصة لخريجات الدورة للمشاركة في تحكيم جولات البطولة حتى تكون كبداية وانطلاقة جيدة لهن وتشكل لهن حافزا كبيرا للاستمرارية في مشوار التحكيم وصقل أنفسهن أكثر لتحكيم منافسات واستحقاقات قادمة، ومن الممكن أن نرى حكمات وطنيات في الميادين في المستقبل القريب ويثبتن مدى قدرتهن وخبرتهن التحكيمية.
رغبة حقيقية
أما في الجانب الفني للدورة فقالت الدكتورة سميحة عمورة المحاضرة الدولية في ألعاب القوى وأستاذة مساعدة في جامعة السلطان قابوس: تعتبر هذه الدورة الأولى من نوعها في سلطنة عمان كونها خاصة بالفتيات فقط، حيث إنها جاءت بعد حاجة ماسّة لتأهيل كوادر نسائية عمانية في تحكيم مسابقات وبطولات ألعاب القوى وذلك لزيادة عدد ممارِسات ألعاب القوى وكذلك لترغيب الفتيات الأخريات للمشاركة في ألعاب القوى أكثر عندما تدار البطولات من قبل طاقم تحكيمي نسائي حتى تتوسع الدائرة النسائية الخاصة في هذه الألعاب، وبالرغم من أن أغلب المشارِكات في الدورة طالبات تخصص الرياضة من جامعة السلطان قابوس وجامعة صحار إلا أن خلفيتهن ومعرفتهن السابقة عن ألعاب القوى وقوانينها بسيطة فالمقررات الدراسية التي تتلقاها الطالبات في الجامعات الخاصة في ألعاب القوى غير كافية لتخريج حكمات متمرسات، فمثل هذه الدورات تعود بفائدة كبيرة عليهن، وقد شهدت الدورة منذ يومها الأول تفاعلا كبيرا بين المتدربات في جميع حلقات العمل وكذلك التطبيقات والتدريبات العملية المصاحبة للدورة، كما ظهرت بعض الفتيات بمستويات جيدة من الخبرة التحكيمية والمعرفة بقوانين ألعاب القوى، ولاحظت أن كل فتاة كانت تبذل أقصى جهد لديها لتطوير نفسها ومهاراتها لتكون قادرة على إدارة المنافسات المتنوعة في ألعاب القوى، وضمت الدورة جميع قوانين مسابقات الميدان والمضمار في ألعاب القوى منها مسابقات العدو والرمي والوثب بأنواعها المختلفة وجميع الأدوات والمهارات التي تحتاجها حكمات ألعاب القوى، ومما لا شك فيه أن لدى المتدربات رغبة حقيقية ليصبحن محكمات ذات شأن عال في المستقبل ولكن هذه الطموح يتطلب المزيد من العمل والمثابرة لكن ومن خلال هذه البداية الجيدة أصبحت لدينا مؤشرات بوجود قاعدة من الحكمات تحت مظلة الاتحاد العماني لألعاب القوى ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، وسنقيس مدى استفادة الفتيات من هذه الدورة من خلال تحكيمهن بطولة الأندية لألعاب القوى للفتيات التي ستقام في يوم الجمعة المقبل.
التعرُّف على قوانين ألعاب القوى
وقالت فاطمة بنت جمعة البريكية مشارِكة في دورة تأهيل حكمات ألعاب القوى: ما دفعني للمشاركة بدورة تأهيل حكمات ألعاب القوى هو رغبتي الكبيرة في التعرُّف على ألعاب القوى وأنواعها المختلفة عن قرب والتعمق في قوانينها وأساسياتها، وكذلك من الأسباب التي دفعتني للمشاركة شغفي في الرياضية بشكل عام والسعي لبناء كيان خاص بي مستقل في الرياضة وخصوصا في ألعاب القوى التي كنت أمارس بعضا منها منذ المرحلة المدرسية وتطوّر اهتمامي بها عندما التحقت بكلية التربية بتخصص تربية بدنية وعلوم الرياضة بجامعة السلطان قابوس، وشاركت في الفترة الماضية في العديد من المسابقات والبرامج التدريبية الخاصة بألعاب القوى وحرصت جدا على الانضمام إلى هذه الدورة من مبدأ زيادة خبرتي في قوانين ألعاب القوى، ومنذ انطلاق اليوم الأول للدورة لاحظت تطوّرا في معرفتي حول قوانين ألعاب القوى، حيث كانت لدي خلفية بسيطة جدا عن القوانين تعرّفت عليها في المقرر الجامعي الخاص في ألعاب القوى، وتعتبر ألعاب القوى من الرياضات التي تعتمد وبشكل كبير على اللياقة البدنية والتركيز والمهارات العقلية، والتمسنا خلال الفترة القليلة المنصرمة إقبالا كبيرا من الفتيات على ممارسة ألعاب القوى وكذلك وجود منتخب نسائي خاص في الاتحاد العماني لألعاب القوى، فمن الجيد جدا تكثيف مثل هذه البرامج التدريبية الخاصة في هذه الألعاب حتى يتم تشكيل كوادر فنية وإدارية نسائية بنسبة 100% للمنتخب النسائي في ألعاب القوى.
وتابعت: بعد الاطلاع على جميع المهارات الأساسية المطلوبة في تحكيم ألعاب القوى المختلفة قررت الاستمرار في تعلم المزيد واكتساب الخبرة في هذا المجال باستغلال جميع الفرصة المتاحة لتطوير نفسي ومهاراتي في التحكيم وكذلك المشاركة في تحكيم البطولات والمسابقات المحلية في ألعاب القوى الخاصة، لكن في الوقت نفسه نعاني من شح في تنظيم البطولات أو الدوريات الخاصة بالنساء في ألعاب القوى وهذه النقطة ضمن التحديات التي سنسعى نحن كطالبات تربية رياضية في جامعة السلطان قابوس إلى حلها عن طريق تنظيم أيام رياضية خاصة بألعاب القوى تندرج تحت مظلة الأنشطة الطلابية في الجامعة.
وقالت البريكية: في الجانب الآخر لاحظت تنافسا كبيرا بين الفتيات في الدورة التأهيلية، حيث إن كل فتاة كانت تحاول فرض وإثبات نفسها في التحكيم من خلال التطبيقات العملية، فمستوى المنافسة التي اشتعلت منذ اليوم الأول في الدورة يدل وبشكل كبير على طموح ورغبة الفتيات في مواصلة التعرُّف على ألعاب القوى وقوانينها وتطوير أنفسهن فيها، وهذا ما أكدته المدربة في تدريباتها النظرية والعملية خلال الدورة فكانت تناشد بأهمية استمرارية صقل أنفسنا في الجوانب التحكيمية الخاصة بألعاب القوى، إضافة إلى الاطلاع على التجارب النسائية من مختلف دول العالم في تحكيم ألعاب القوى، ومن أهم الخطط التي سوف أعمل عليها خلال الفترة المقبلة نقل تجربتي من هذه الدورة إلى زميلاتي في الجامعة بإقامة حلقات حول قوانين ألعاب القوى لزيادة عدد الحكمات العمانيات.
نشر اللعبة
من جانبها قالت المشارِكة مودة بنت محمود العبرية: تضمنت الدورة التأهيلية الخاصة بحكمات ألعاب القوى العديد من البرامج النظرية الثرية التي ساهمت في تعرُّفنا بشكل مفصّل على ألعاب القوى وأنواعها وأساسياتها وقوانينها، كما ضمت الدورة تدريبات وتطبيقات مهمة في الجانب العملي للمهارات الأساسية في قوانين ألعاب القوى، ومن أبرز الأسباب التي جعلتني أشارك في هذه الدورة تحقيق هدف كبير يتمثل في نشر ألعاب القوى بكافة تفاصيلها بين أكبر شريحة ممكنة من الفتيات من مختلف المراحل السنية على مستوى سلطنة عمان، ورفعت مشاركتي في هذه الدورة رصيدي في المجال الرياضي، فكانت لي مشاركات سابقة عديدة في مختلف الألعاب والرياضات، وتعدد هذه المشاركات لا يأتي من فراغ كوني طالبة تربية بدنية وعلوم الرياضة في جامعة السلطان قابوس، فجميع هذه التجارب ستضيف الكثير إلى مجال عملي ودراستي، فكل ما اكتسبته من هذه الدورة وبرامجها سأعمل بقدر المستطاع على إيصاله إلى زميلاتي في الجامعة بحكم أن المقرر الجامعي الخاص بألعاب القوى وحده لا يكفي لتشكيل قاعدة صلبة من الحكمات العمانيات في ألعاب القوى، وقد زادت الجوانب العملية في الدورة من مخزون معرفتنا بأنواع ألعاب القوى وكيفية ممارستها والوقف على أهم المهارات المطلوبة في حكمات هذه الألعاب، كما تشاركنا النقاش مع المشارِكات والمدربة خلال التطبيقات لتبادل المعرفة.
وأضافت العبرية: سنقيم للمجتمع بعد تخرجنا في هذه الدورة حلقات عمل للتعريف بالألعاب القوى ونشر ثقافتها واستقطاب عدد لا بأس به من الفتيات في التحكيم حتى تتوسع دائرة الممارِسات والحكمات والمدربات على المستوى الجامعي، ولكن في الوقت عينه هناك عدة عوائق تعيق التقدم النسائي في ألعاب القوى وهو عدم وجود مرافق نسائية خاصة تمكنها من الحفاظ على خصوصيتها ونأمل من الاتحاد العماني لألعاب القوى الوقوف على هذا التحدي وإيجاد الحل المناسب له.
برنامج متنوع
فيما قالت لجينة بنت حمود الشبيبية مشارِكة في الدورة: قدّمت لنا الدورة برنامجا متنوعا يضم حلقات عمل خاصة بها مساحة كبيرة للتعرُّف على قوانين أغلب ألعاب القوى، وقدمت المدربة جهدا كبيرا للخروج من الدورة بأكبر قدر من الفائدة، كما أن الشق العملي من الدورة حافل جدا بالتطبيقات العملية في كافة ألعاب القوى، فتعلمنا من خلالها أبجديات قوانين ألعاب القوى وبدأنا بالتحكيم البسيط كتجربة أولية وبعدها تعمقنا في المهارات التحكيمية، كما تعرَّفنا على أهم الصفات المطلوبة في الحكمات ومسميات الألعاب وقوانينها وخططها وطرق لعبها، واطّلعنا على أدوار الحكمات بشكل مفصّل وساهمت الدورة في رفع مستوى الثقة في التعامل مع اللاعبات أثناء تحكيم الألعاب المختلفة، وتعتبر هذه الدورة خطوة أولى لتأسيس قاعدة تضم حكمات عمانيات في ألعاب الهوكي فمن الممكن أن تكون لنا فرصة كبيرة وفريدة لنصبح ضمن الكوادر الفنية والتحكيمية الذي يتم تأهيلها وإعدادها وفق هذا الدورة للوصول للمستويات المطلوبة التي يطمح لها الاتحاد العماني لألعاب القوى، ومن أهم دوافع مشاركتي في الدورة هو كوني جزءا من هذه المنظومة الرياضية النسائية في سلطنة عمان وممثلة لطالبات التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة السلطان قابوس وأرغب وبشدة في زيادة خبراتي التخصصية الرياضية فجاءت الرغبة للتعرُّف على هذه الألعاب لنشرها والنهوض بها سواء داخل المجتمع الجامعي أو خارجه، وبكل تأكيد من الممكن أن نرى كوادر نسائية لديها قدرات ومهارات عالية في مجال التحكيم يُعتمد عليها في الاستحقاقات الخاصة بألعاب القوى على المستوى المحلي.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/تفاعل-كبير-في-اليوم-الثاني-من-دورة-تأهيل-حكمات-ألعاب-القوى