بمناقشة 27 ورقة عمل .. افتتاح فعاليات «الظاهرة فـي ذاكرة التاريخ العماني»

تغطية وتصوير ـ سعيد بن علي الغافري:
رعى صباح أمس معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة فعاليات ندوة (الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني) والمعرض المصاحب له، بتنظيم من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وذلك بقاعة المهلب بن ابي صفرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري، وبحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وسعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة وعدد من كبار المسؤولين، والمشاركين في أعمال الندوة التي تستمر حتى اليوم الثلاثاء، فيما يستمر المعرض الوثائقي المصاحب لها حتى 26 من الشهر الجاري.

واستعرضت الندوة 27 ورقة علمية قدمها عدد من الباحثين والاكاديميين، وألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة رحب من خلالها بالحضور، موضحا أن :عمان عبر تاريخها أنتجت فكراً وثقافة وضربت أروع الأمثلة في التسامح واحترام الآخر وساهمت في دعم رسالة الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ونبغ العمانيون في علم الفلك الذي كان له دور كبير في بناء أساطيل بحرية شقت عباب البحار واكتشفت طرقاً ومسارات بحرية ساهمت في تطور التبادل التجاري عبر القارات، وكان لهذه الحنكة البحرية دور رائد في التواصل وبث رسالة الإسلام التي ترسى عليها سلطنة عُمان دعائم نهضتها وانفتاحها الخارجي مع دول العالم ، وإيلاء الإرث التاريخي عناية خاصة لما انجزه الإنسان العُماني في مختلف مجالات الحياة وإسهامه في البناء الحضاري الإنساني لتشكل تلك الانجازات العمانية تاريخاً حضارياً تليداً تحكى شواهده وآثاره وسجلاته ورسوماته ومبانيه قصة تاريخ حافل بالبطولات والانجازات التي امتدت إلى الأجيال الحاضرة وتستمر بعون الله إلى المستقبل تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.

وأضاف رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: (أن المؤتمرات والندوات تمثل أهمية خاصة في دراسة التاريخ الحضاري للسلطنة وتتبع ما حققه الانسان العماني على مدار الحقب التاريخية المختلفة وأولت الهيئة اهتمامها أدراكاً منها بتحقيق الأهداف المرجوة والغايات المنشودة التي أنشئت من أجلها، ومنها استغلال الوثائق والدراسات والبحوث ومختلف المصادر الاستغلال الأمثل دراسة وبحثاً وإصداراً وأصبح ذلك منهجاً تعمل عليه الهيئة بتنظيم سلسلة من الندوات والمعارض الوثائقية لإبراز الجوانب الحضارية والتاريخية للمحافظات والمدن العُمانية ).

وقد عرضت الندوة فيلما وثائقيا عن المعالم الحضارية والتاريخية للمحافظة وموقعها الاستراتيجي كمعبر للقوافل التحارية وللمعتمرين والحجيج ودورها التاريخي والانساني والفكري والعلمي، وعلى هامش فعالياتها قام معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة بافتتاح المعرض المصاحب للندوة والذي ضم أكثر من 1280 وثيقة من الوثائق والمحفوظات والمخطوطات العمانية والصحافة والطوابع والعملات والكتابات والمراسلات والتي توضح الجوانب التاريخية للمحافظة والوجه التاريخي العريق الذي تزخر به السلطنة عموما وولايات محافظة الظاهرة خاصة.

وتسلط الندوة على مدى يومين من خلال أوراق العمل الضوء على عدد من البحوث والدراسات في عدد من الجلسات، تناولت أمس تاريخ محافظة الظاهرة أحداث وشخصيات خلال الفترة من (1 ـ 4) هجرية، بالاضافة الى التاريخ السياسي للمحافظة في عهد النباهنة من (5 ـ 10) هجرية، ودور المحافظة في تثبيت سلطة دولة البوسعيد في عمان (1744 ـ 1871م)، كما ستستعرض العلاقات السياسية بين اهالي الظاهرة والحكومات العمانية منذ عام (1900 ـ 1975م)، والقوى العسكرية العمانية في الفترة بين عامي (1941 ـ 1959م)، تاريخ محافظة الظاهرة من خلال كتاب بين بريطانيا والخليج (1795 ـ 1870م)، كما ضمت أوراق العمل الحديث عن مدينة عبري من خلال الكتابات الغربية من الفترة (13 ـ 14) هجرية.

وستتطرق الندوة اليوم في جلستها الختامية الى عدد من الأوراق تتحدث عن الانتاج الزراعي بمحافظة الظاهرة، ونظام الافلاج في ولاية عبري. بالاضافة الى الجانب الموسوعي لدى علماء محافظة الظاهرة (الفلكي عمر بن مسعود المنذري انموذجا)، وملخص دراسة حول تكاملات حال السرور للشيخ صالح بن عبدالله بن مسعود العزري، وقراءة في وثائق الوقف (محافظة الظاهرة انموذجا)، بعدها سيتم فتح باب المناقشة والحفل الختامي لفعاليات الندوة.