كتبت – مريم البلوشية
هدف لتعزير المعارف وتطوير المهارات ورفع الوعي لدى أفراد المجتمع
تصوير – حسين المقبالي –
اختتمت مساء اليوم أنشطة وحلقات عمل البرنامج التدريبي لتعزيز النشاط البدني «سفراء الرياضة للجميع»، برعاية سعود بن بدر أمبوسعيدي مدير عام مساعد بالمديرية العامة للأنشطة الرياضية. وشهد حفل الختام تسليم الشهادات للمشاركين وكذلك تكريم الجهات الداعمة والمساهمة في البرنامج الذي جاء بتنظيم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في دائرة النشاط البدني، بنادي الأمل الرياضي.
وأتى تدشين هذا البرنامج في سبيل رفع الوعي لدى المجتمع بأهمية ممارسة النشاط البدني، وأثره الإيجابي الكبير على صحة الفرد على المدى الطويل ولتحقيق عدة أهداف منها تبني الجهات المعنية في مختلف محافظات سلطنة عمان ثقافة ممارسة النشاط البدني ومفاهيمه والتسويق لها بين أفراد المجتمع وتعزير المعارف وتطوير المهارات حول مفاهيم برنامج تعزيز النشاط البدني وكيفية مساهمة كل قطاع في زيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في المجتمع وتمكين الفئة المستهدفة من التدريب من معرفة تحديد المكونات التي يجب العمل عليها والتخطيط لتنفيذها وفق الخطة الوطنية متعددة القطاعات لتعزيز النشاط البدني.
تدريب وتأهيل
واستهدف البرنامج ثلاثة مرشحين من كافة محافظات سلطنة عمان العاملين في القطاعات ذات الصلة مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الصحة، حيث إنه أصبح من الضروري تدريب وتأهيل عدد من المرشحين في كافة محافظات سلطنة عمان لإيصال المعلومة الصحيحة وتوجيه أفراد المجتمع وتحفيزهم من أجل رفع الوعي مما يساهم في زيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في سلطنة عمان وتضم قائمة المشاركين في البرنامج كلًا من طلال المطيري وعبدالله الحجري وسلطان الحراصي وفهد اليعقوبي ومنار المعمرية ومحمود المجرفي وفائز الحمراشدي ومعتصم الوهيبي ورقية الحبسية ومازن العامري وعلي الخنبشي وعايدة المسلمية وعبدالله الكندي وعيسى العوفي ومروان اليعقوبي ولبانه العامرية وعبدالله الراشدي وعمر اليعقوبي وهشام العلوي وحمد الجفيلي وخولة الشبيبة وعايدة الرحبية وأحلام الهنائية وأحلام الخميسية.
برنامج متنوع
وضم اليوم الأول للبرنامج التدريبي حلقة عمل خاصة بالنشاط البدني تشمل تعريفه ومفاهيمه والتوصيات الخاصة به وقدمت الحلقة الدكتورة أمل السيابية رئيسة قسم الشراكة المجتمعية والقطاعية في دائرة المبادرات المجتمعية بوزارة الصحة، وتمحورت حلقة العمل حول عرض حقائق من منظمة الصحة العالمية حول ممارسة النشاط البدني وأهم الأمراض المرتبطة بغياب ممارسة النشاط البدني حيث إن الأمراض القلبية الوعائية تقف وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية إذ تتسبب في وقوع 17.5 مليون حالة وفاة سنويا تليها السرطانات 8.2 مليون حالة وفاة ثم الأمراض التنفسية 4 ملايين حالة وفاة والسكري 1.4 مليون وفاة، كما ضمت الحلقة أهم المهارات المناسبة ليصبح المشاركون في البرنامج قادرين على إيصال المعلومة الصحيحة لأفراد المجتمع، ويتوقع بعد البرنامج أن يتمكن المشاركون من ممارسة مهارات إيصال المفاهيم والتدريب الفعال في برنامج تعزيز النشاط البدني ويكونون بمثابة سفراء للرياضة للجميع في المحافظات التي ينتمون إليها، حيث تتمحور وظيفتهم في إلقاء وتقديم حلقات عمل ومحاضرات توعوية تثقيفية عن النشاط البدني وكيفية تعزيزه في المجتمع من أجل رفع مستوى الوعي وإيجاد جيل واعٍ بأهمية ممارسة النشاط البدني حيث ستكون هناك لجنة فنية تتابع مخرجات البرنامج التدريبي، فيما تضمنت حلقة العمل الثانية الرياضة الترويحية أهميتها وأهدافها وكيفية القيام بها ومهارات الإلقاء وإدارة الحوار وكيفية التحدث بطلاقة أمام الجمهور، وقام فريق خاص مكوَّن من خبراء وأكاديميين ومستشارين على تدريب المشاركين في جميع هذا المجالات، أما اليوم الثاني من البرنامج فتضمن حلقات عمل حول التمارين المكتبية والعلاج الطبيعي والإسعافات الأولية والتغذية.
ضرورة مجتمعية
وحول تنظيم البرنامج التدريبي لتعزيز النشاط البدني «سفراء الرياضة للجميع» قالت سميرة بنت شنين الشكيلية مديرة دائرة النشاط الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: جاء تنظيم هذا البرنامج التدريبي لتعزيز النشاط البدني بعد الحاجة الماسة التي التمسناها في المجتمع بضرورة وجود سفراء الرياضة للجميع الذين تم اختيارهم للمشاركة في البرنامج بناء على أسس ومعايير محددة منها امتلاكهم خلفية عن النشاط البدني والمفاهيم لبعض الجوانب الصحية المتعلقة بممارسة النشاط البدني وقدرتهم على تقديم محاضرات ودورات للمجتمع يساهمون من خلالها في نشر ثقافة النشاط البدني وتعريفة ومفاهيمه في محيطاتهم لمدى أهميته من أجل الوصول إلى مجتمع صحي خالٍ من الأمراض المرتبطة بالنشاط البدني، وفي الوقت نفسه بعد تطور أساليب الحياة المعيشية وأنماطها أصبحت ممارسة النشاط البدني مطلبًا أساسيًا في حياة كل فرد ولتأصيل هذه الفكرة وترغيبها لدى المجتمع كان لا بد من تأهيل مجموعة من الأشخاص من مختلف محافظات السلطنة يمثلون عدة قطاعات للقيام بهذه المهمة والمسؤولية الكبيرة ولاحظنا تفاعلًا وإقبالًا كبيرًا من المشاركين في حلقات العمل، حيث إن البرنامج التدريبي ضم مجموعة من حلقات العمل التخصصية في مجال الصحة والرياضة تشمل النشاط البدني والتغذية وبعض الرياضات وطرق التعامل مع بعض الحالات المرضية وأيضا حلقات عمل خاصة بطرق الإلقاء وكيفية تجهيز محاضرين وأهم الصفات والمهارات التي يحتاجها المحاضرون لإكسابهم وتعزيزهم بالمهارات الأساسية والمطلوبة حتى يصبحوا سفراء لنا في مجتمعاتهم وهم بدورهم سيقومون بنقل تجربتهم ومعرفتهم التي حصلوا عليها من البرنامج التدريبي إلى أفراد مؤسسات عملهم والمجتمع عن طريق عمل برامج تدريبية بخطة زمنية واضحة تهدف إلى التعريف بالنشاط البدني وأهمية ممارسته وارتباطه بالأمراض وسيتم تقييم أعمال خريجي البرنامج من قبل لجنة فنية تخصصية عن طريق الاستمارة يسجل فيها خريج البرنامج جميع المحاضرات والدورات التي سيقدمها في محافظته حتى يستمر في العمل لسنة كاملة لتحقيق الأهداف المرجوة منه كسفير الرياضة للجميع.
استراتيجية الرياضة العمانية
ومن جانبها قالت عائشة الجابرية أخصائية نشاط رياضي أول في دائرة النشاط الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: يعتبر انطلاق البرنامج التدريبي لتعزيز النشاط البداني بداية لسلسة من البرامج وحلقات العمل التي ستحرص الدائرة على مواصلتها خلال السنوات الأربع القادمة كخطة أولية لنشر مفهوم وأهمية النشاط البدني في المجتمع الذي أصبح يعاني بالكثير من الأمراض والمشاكل الصحية التي تنتشر بين مختلف فئات المجتمع، من هذا المبدأ سعت دائرة النشاط الرياضي بالوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة إلى العمل من أجل الحد من تفاقم المشكلة وذلك بزيادة عدد ممارسي النشاط البدني في المجتمع خصوصا بين الفئات التي تعاني من أمراض وتأهيل جيل واعٍ بممارسة النشاط البدني باعتباره ركيزة أساسية في نمط حياته خصوصا جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» التي اجتاحت العالم أجمع تاركة خلفها العديد من الآثار الصحية النفسية منها والبدنية فمؤشرات الإصابة بالسمنة ارتفعت بسبب الإغلاقات الكلية التي تسبب فيها فيروس كورونا والتي منعت أفراد المجتمع من ممارسة النشاط البدني في فترة ما حتى أصبحوا في منطقة الراحة وقلة الحركة وأيضًا لم تكن الجائحة السبب الوحيد في غياب النشاط البدني كذلك التقنيات والتطور التكنولوجي ساهم وبشكل كبير في قلة الحركة في المجتمعات لذلك بات علينا وبشكل عاجل وضروري في إعادة إحياء ممارسة النشاط البدني بمختلف الرياضات في مجتمعاتنا التي سيتكفل في نشرها مجموعة من الأشخاص الشغوفين والقادرين على حمل هذه المسؤولية ولقبناهم بسفراء الرياضة للجميع بعد تأهيليهم بالشكل المطلوب وبالمهارات الأساسية وبالمعرفة الضرورية في مجال الصحة والرياضة.
وشارك في تقديم حلقات العمل مجموعة من المتخصصين في النشاط البدني والصحة والتغذية لتقديم الاستفادة القصوى للمشاركين حيث إنهم بعد الانتهاء من البرنامج التدريبي أصبحوا قادرين على تصميم برامج صحية تشمل جانبي الرياضة والتغذية لكل فئة ومرض على حدة.
ويعتبر برنامج تعزيز النشاط البدني جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الرياضة العمانية التي تقع على عاتق الجميع المساهمة في نشرها لإيجاد مجتمع صحي وقادر على العمل لبناء وخدمة وطننا العزيز سلطنة عمان.
تفاعل كبير
فيما قالت الدكتورة أمل بنت محمد السيابية رئيسة قسم الشراكة المجتمعية والقطاعية في دائرة المبادرات المجتمعية بوزارة الصحة: حلقات العمل التي قدمتها في البرنامج التدريبي لتعزيز النشاط البدني كانت بإعداد وإشراف من وزارة الصحة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب لتأهيل مجموعة من الأشخاص يمثلون عدة قطاعات لتبني هذه المبادرة المجتمعية التي من المؤمل أن تساهم في رفع مؤشرات أعداد ممارسي النشاط البدني في المجتمعات العمانية، وتفاعل المشاركين أثناء تقديمي للحلقة العمل الخاصة بالصحة العامة أوضح مدى امتلاكهم لخلفية جيدة عن الصحة بشكل عام وكذلك أظهروا رغبة كبيرة للتعرف على المزيد من الخبرة والمعرفة في هذا المجال وقدموا مجموعة من الأسئلة والاستفسارات بحثا عن إجابات ستساعدهم في الإعداد للبرامج التدريبية التي سيقدمونها في مجتمعاتهم كما أثرينا حلقة العمل بنشاط جماعي عن طريق توزيع المشاركين إلى مجموعات لمعرفة أبرز التحديات التي من الممكن أن تصادف طريقهم عند أداء مهامهم بعد التخرج من البرنامج التدريبي والبحث عن الحلول المناسبة لها فلاحظنا أن هناك تنوعا في التحديات وتختلف من كل رقعة جغرافية ينتمي إليها المشارك ولكن في الوقت عينه كان جميعهم يتفقون ويسعون لتحقيق هدف واحد وهو تأصيل فكرة ممارسة النشاط البدني في مجتمعاتهم بوضع خطة استراتيجية واضحة تشمل جميع فئات المجتمع بالتركيز على فئات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والوراثية وترغيب فئة الأطفال في ممارسة النشاط البدني.
مخرجات عديدة
أما عايدة بنت صالح الرحبية رئيسة قسم التثقيف الصحي والمبادرات المجتمعية في المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط ومشاركة في البرنامج فقالت: حرصنا على المشاركة في هذا البرنامج من أجل اكتساب المهارات والمعارف التي ستساهم وتعزز إنجازاتنا لمهامنا الوظيفية وكذلك التطوعية بكوننا أصبحنا سفراء الرياضة للجميع بعد التخرج من برنامج تعزيز النشاط البدني، واكتسبنا من حلقات العمل جميع المهارات التي يجب أن يتصف بها المحاضر وأصبحت لدينا الثقة القدرة لتقديم دورات تدريبية ومحاضرات لمرضنا في المستشفيات وكذلك لفئات المجتمع، كما سنحرص على نقل تجربتنا في البرنامج إلى زملائنا وزميلاتنا في المؤسسات الصحية الذين لم يتمكنوا من المشاركة في البرنامج لتحقيق الاستفادة القصوى على أكبر عدد ممكن، والهدف الأسمى الذي سنكثف جهودنا لتحقيقه هو إيجاد مجتمع مثقف وواعٍ بأهمية ممارسة النشاط البدني وإزالة جميع العوائق والتحديات التي من شأنها تعيق ممارسة النشاط البدني بالرغم من أن الجميع اتفق على ضرورة وجود مرافق وبنية أساسية وجيدة لترغيب فئات المجتمع بممارسة النشاط الرياضي فعلى سبيل المثال المرأة بالحاجة المرافق أو ممشى خاصة لممارسة النشاط البدني بها حتى تحافظ على خصوصيتها وكذلك فئة الأطفال بحاجة إلى مرافق تحمل طابعا من البهجة والفرح بألوانها ومستلزماتها وبغض النظر عن عدم قدرة توفر هذه المتطلبات في الوقت الراهن سنعمل باستغلال الموجود وترغيب أفراد المجتمع بممارسة النشاط البدني بأدوات بسيطة متوفرة وفي متناول أيدي الجميع، ولكن الفكرة تكمن هنا في وضع خطط للممارسة الرياضة تتناسب مع كل فئة وكل حالة مرضية فمثلا مريض السرطان خطته تختلف عن مريض السكري أو مريض القلب فهنا نجب أن نكون حريصين جدًا عند نشر مفهوم وتعزيز النشاط البدني حتى لا ندخل في إحداث مشاكل صحية أخرى نحن في غنى عنها، أوجه الشكر لكل فرد من أسرة إعداد وتنفيذ هذا البرنامج المثري الذي خرجنا به بفوائد وخبرات عديدة.
الجدير بالذكر أن من أبرز أعمال فريق تعزيز النشاط البدني تدشين الخطة الوطنية متعددة القطاعات لتعزيز النشاط البدني وإطلاق الحملة الإعلامية والتسويقية في بداية 2017 تحت شعار «الصحة تبدأ بخطوة»، وكذلك تخصيص الثاني من أكتوبر للاحتفال باليوم العماني للنشاط البدني الذي يهدف إلى إشعار أفراد المجتمع بأهمية النشاط البدني ويسهم في زيادة عدد الممارسين له في سلطنة عمان.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/استفادة-إيجابية-وإشادة-بالبرنامج-التدريبي-لتعزيز-النشاط-البدني