كتب – فهد الزهيمي
انضمام سلطنة عمان لاتفاقية العمل الرياضي من أجل المناخ
سباستيان كو: عمان نظّمت نسخة استثنائية وشهد هذا الحدث الرياضي العالمي نجاحا باهرا
خميس الجابري: أثبت طاقم عمان للإبحار كفاءته وخبرته في تنظيم وإدارة الأحدث الدولية
سالم العمري: نفخر بتأسيس فريق وطني للمشي هو الأول من نوعه بسلطنة عمان
أسعد الحوسني: ساهمنا بشكل جيد في جعل سلطنة عمان وجهة لاستقطاب أحداث عالمية
محمد البلوشي: منتخبنا قدم مستوى إيجابيا واستفاد من هذه المشاركة العالمية
أكد اللورد سباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى أن سلطنة عمان نظمت نسخة استثنائية من بطولة العالم للمشي 2022 التي أقيمت خلال الفترة من 4 إلى 5 مارس الجاري، وأن هذا الحدث الرياضي العالمي شهد نجاحا باهرا في التنظيم من مختلف الجوانب، وكذلك من المنافسة التي شهدتها البطولة العالمية.
وأضاف: أثبتت عمان للإبحار والجهات المساهمة في تنظيم البطولة كفاءتها في التنظيم وفي فترة زمنية قصيرة ونأمل في أن يكون هنالك تعاون مشترك في تنظيم مثل هذه الأحداث الكبيرة في السنوات المقبلة، وبلا شك أن تنظيم بطولة العالم للمشي في مناطق جديدة من العالم أمر مهم بالنسبة لنا، ونأمل في أن تكون هذه البطولة بمثابة بداية تعاوننا مع شركائنا في سلطنة عمان في تنظيم الأحداث الدولية المقبلة، لا سيما رياضة المشي والرياضات الأولمبية الأخرى.
جاء ذلك بعد ختام بطولة العالم للمشي التي استضافتها سلطنة عمان والتي حظيت باهتمام واسع من قبل مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وأقيمت البطولة أمام الباحات الخارجية لمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، الذي وقع الاختيار عليه لما يوفره من خدمات وقاعات ذات طاقة استيعابية كبيرة، ما جعل التحضير لهذا المحفل الدولي سهل الإنجاز وفي وقت قياسي، وقد شهد يوما الجمعة والسبت 4 و5 مارس الجاري مشاركة 361 عداء وعداءة قدموا من 46 دولة من مختلف أنحاء العالم وبإجمالي أكثر من 1000 مشارك من الوفود الدولية القادمة لسلطنة عمان وخوض منافسات البطولة عبر سبع فئات من المسافات، فيما تضمن شعار بطولة العالم للمشي مسقط 2022 في تصميمه على أبرز معالم العاصمة مسقط التي تمثلت في قصر العلم ومبخرة حديقة ريام إضافة إلى برج الصحوة ليكونا ضمن إطار شعار الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
استقطاب أحداث دولية
من جانبه قال الدكتور خميس بن سالم الجابري، الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار: مثلت استضافة سلطنة عمان لبطولة العالم للمشي مسقط 2022، بمثابة الانطلاقة لتعزيز باب التعاون مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى نحو استقطاب المزيد من الأحداث الرياضية البارزة.
وأضاف الجابري: أثبت طاقم فريق عمان للإبحار كفاءته وخبرته في تنظيم وإدارة الأحدث الدولية، وبلا شك فترة التحضير والاستعداد القصيرة للبطولة، أثبتت جدارة فريق العمل وأظهرت إمكانياته في مجال إدارة واستضافة الأحداث الدولية والقارية. كما لا ننسى الدور الكبير لشركائنا في تنظيم هذا الحدث الدولي الكبير وهم الاتحاد العماني لألعاب القوى ومركز عمان للمؤتمرات وكلنا ثقة في استقطاب المزيد من الأحداث الرياضية الدولية مستقبلًا.
وأوضح الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار أن ثقة الاتحاد الدولي لألعاب القوى محل تقدير واعتزاز في منح سلطنة عمان ملف تنظيم هذا الحدث الرياضي وهنالك تعاون مشترك مع الاتحاد لاستقطاب المزيد من الأحداث الرياضية البارزة.
الجدير بالذكر أن الإعلان عن الدول المستضيفة لبطولة العالم للمشي يكون في العادة قبل فترة زمنية تقدر بثلاث سنوات من أجل ضمان الاستعداد الجيد للحدث، ولكن بسبب الظروف التي أدت إلى إلغاء البطولة من الدولة المستضيفة (بيلاروسيا- مينسك) وإسنادها لسلطنة عمان لتنظيمها وفي وقت قياسي كان تحديا صعبًا للمنظمين ولم يقع الاختيار عليها إلا لما تتمتع به من كفاءة وخبرات طويلة في تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية الدولية.
تأسيس فريق وطني
أبدى الشيخ سالم بن سعيد العمري، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني لألعاب القوى عن سعادته بنجاح تنظيم بطولة العالم للمشي والأصداء الواسعة من قبل الاتحاد الدولي والمشاركين حول نجاح التنظيم، حيث قال: تمتلك سلطنة عمان الكثير من الإمكانات والمقومات لتصبح وجهة عالمية لاستضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الدولية، وخاصة رياضات ألعاب القوى، وفي الحقيقة نحن سعداء جدًا بالتعاون مع عمان للإبحار المؤسسة الرائدة في تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية العالمية بامتياز وتحقيق هذا النجاح الكبير في التنظيم، كما نفخر بتأسيس فريق وطني للمشي في ألعاب القوى وهو الفريق الأول من نوعه على مستوى سلطنة عمان، ونأمل في إعداد الفريق جيدًا من أجل المشاركة والمنافسة في البطولات الأولمبية القادمة.
مكاسب وإرث
بينما قال أسعد بن حمود الحوسني الأمين العام للاتحاد العماني لألعاب القوى: في البداية أقدم الشكر لجميع من ساهم في إنجاح هذا الحدث العالمي على أرض سلطنة عمان وسط مشاركة كبيرة من دول العالم، وهي بلا شك تجربة استثنائية وخبرة اكتسبناها من خلال الاحتكاك مع ممثلي الاتحاد الدولي لألعاب القوى وكذلك الالتزام بالبرتوكول الذي يفرضه الاتحاد الدولي في تنظيم مثل هذه البطولات العالمية، وهذا بلا شك مكسب كبير سواء على الجانب الإداري أو الفني والتنظيمي.
وأضاف: أيضا في الجانب الآخر استقطاب 361 عداء وعداءة من 46 دولة من مختلف أنحاء العالم يعتبر مكسبا يضاف للاتحاد العماني لألعاب القوى ولسلطنة عمان بشكل وتوجه جديد على خارطة ألعاب القوى العمانية، وفي اعتقادي أننا من خلال تنظيم هذا الحدث العالمي ساهمنا بشكل جيد في مواكبة «رؤية عمان 2040» من حيث إن تكون سلطنة عمان وجهة لاستقطاب أحداث عالمية في مختلف الألعاب وتسهم في رفد الجانب السياحي والثقافي والاقتصادي.
وأضاف الحوسني: تجب الإشارة أيضًا إلى المكاسب والإرث والذي يتمثل في الخبرات التي حصلت عليها الكوادر العمانية سواء في جانب التنظيم أو التحكيم وغيرها من الجوانب الأخرى وهذا جاء من خلال العمل مع الخبراء من الاتحاد الدولي، وهذا يتجلى من خلال تأهيل 80 حكمًا وطنيًا في ألعاب القوى وهذا سيساهم بشكل كبير في تطوير جانب التحكيم خلال الفترة المقبلة، أيضا من المكاسب الأخرى هو أنه تم تشكيل منتخب وطني في رياضة المشي وهذا أمر جيد وسنعمل على إعداد هذا المنتخب من مختلف الجوانب وعمل خطة واستراتيجية واضحة من أجل المشاركة به في البطولات الخارجية المقبلة.
جهود كبيرة
أما محمد بن طالب البلوشي رئيس لجنة المنتخبات بالاتحاد العماني لألعاب القوى فقال: جاءت قصة إنشاء منتخبنا الوطني للمشي بعد جهود كبيرة بدأت باختيار المدرب المعروف التونسي المنصف القطنافي ومساعده المدرب الوطني أحمد السيابي، بعد ذلك قمنا باختيار مجموعة من اللاعبين الذي وصل عددهم حوالي 120 لاعبا قبل أن يتم تصفية هذا العدد إلى 15 لاعبا قبل المشاركة في بطولة العالم للمشي 2022 والذي شاركنا بمنتخبي العموم والشباب حيث شارك منتخب العموم في فئة سباق 20كلم وأيضا في فئة سباق 35كلم، بينما شارك منتخب الشباب في سباق 10كلم.
وأضاف: بدأ المنتخب تدريباته فعليا في بداية شهر ديسمبر الماضي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وانتظم اللاعبون في التدريبات بشكل مكثف، ولا يخفى على الجميع بأن إنشاء فريق جديد والمشاركة به في بطولات كبيرة بمشاركة منتخبات عالمية يجب أن يتقدمه إعداد طويل تتخلله معسكرات محلية وخارجية وكذلك المشاركة في البطولات سواء الرسمية أو الودية من أجل الوصول للجاهزية الكاملة قبل المشاركة في مثل هذه المحافل الدولية.
وأشاد البلوشي بالمستوى الإيجابي الذي قدمه عداؤو المنتخب ومدى استفادتهم الكبيرة التي حصلوا عليها في أول مشاركة عالمية لهم، كما حصلوا على خبرة واسعة وذلك من خلال احتكاكهم بالعدائين العالمين الذين شاركوا في هذه البطولة والذي يملكون سجلا واسعا من المشاركات العالمية والأولمبية، وهذا يعطي اللاعبين دافعا كبيرا بعزيمة عالية من أجل مواصلة العطاء في المعسكرات المقبلة، وبإذن الله بعد ختام مشاركة المنتخب في بطولة العالم للمشي نعمل حاليا على تقييم مشاركة المنتخب كما نعمل حاليا مع الجهاز الفني للمنتخب من أجل إعداد خطة متكاملة من أجل المشاركة في البطولات الخارجية من أجل إعداد طويل المدى لهذا المنتخب.
نقلة نوعية
مثّلت استضافة سلطنة عمان لبطولة العالم للمشي نقلة نوعية في مسار ألعاب القوى العمانية وحافزًا كبيرًا لاستقطاب أحداث أولمبية مماثلة لتحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف وخصوصًا المتعلقة بالتسويق والتطوير والتنافس الدولي وتطوير رياضة ألعاب القوى، كما قدمت بطولة العالم للمشي 2022 دفعة كبيرة للاقتصاد الوطني، لا سيما في قطاع الضيافة وإشغال الفنادق خلال البطولة، مما أثبت التأثير الذي يمكن أن تحدثه استضافة الأحداث الرياضية الكبرى على جميع القطاعات، وذلك لما حققته من منافع اقتصادية واجتماعية وسياحية وإعلامية، تمثلت في تشغيل الكثير من القطاعات المحليّة الحيويّة كالشحن والطيران والقطاع الفندقي والمواصلات وغيرها، إضافة إلى نقل الحدث تلفزيونيًا لأكثر من 50 محطة حول العالم والذي ساهم في تسليط الضوء على الكفاءة العالية لسلطنة عمان في مجال تنظيم الأحداث الرياضية، كما فتح المجال لاستقطاب بطولات عالمية أخرى.
اتفاقية العمل الرياضي من أجل المناخ
على هامش استضافة سلطنة عمان لبطولة العالم للمشي، قام رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، اللورد سباستيان كو بتسلم شارة انضمام سلطنة عمان لاتفاقية العمل الرياضي من أجل المناخ للاتحاد العماني لألعاب القوى إعلانا بالانضمام للاتحاد الدولي كأحد الموقعين في اتفاقية العمل الرياضي من أجل المناخ التابع للأمم المتحدة (UNCC)، وبالتالي يعتبر الاتحاد العماني لألعاب القوى هو ثاني اتحاد ينضم إلى عضوية الاتحاد الدولي بعد اتحاد ألعاب القوى الكيني، حيث يلتزم بهذه الاتفاقية منذ إطلاقها في عام 2018 أكثر من 300 نادٍ واتحاد.
وتعد بطولة العالم للمشي منافسة رياضية تنظم كل سنتين من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، والبطولة عبارة عن سباق رياضي للمشي لمسافات طويلة وإحدى رياضات ألعاب القوى، وعلى الرغم من أنه سباق بالأقدام، إلا أنه يختلف عن الركض، حيث يجب أن تكون هناك قدم واحدة على اتصال بالأرض في جميع الأوقات.
وظهر سباق المشي للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية عام 1904 كسباق لمسافة نصف ميل، فيما شهد السباق تفوقًا كبيرًا للرياضيين الروس والصينيين على مستوى العالم منذ منتصف القرن العشرين، كما تتميز أوروبا وأجزاء من أمريكا اللاتينية بوجود العديد من الرياضيين المُجيدين في اللعبة.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة استضافة البطولة جاءت كبادرة من مؤسسة عمان للإبحار لتقام في سلطنة عمان بناءً على العلاقات التي تتمتّع بها المؤسسة مع الاتحادات الدولية، فيما جاء خبر إعلان الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن فوز سلطنة عمان بملف الاستضافة في المؤتمر السنوي للاتحاد الذي أقيم في شهر يوليو الماضي بالعاصمة اليابانية طوكيو.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/مكاسب-رياضية-وترويج-سياحي-وثقافي-أبرز-مخرجات-بطولة-العالم-للمشي