أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء أمس الأول ممثلة في لجنة الشعر الفصيح وبالتعاون مع قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس الجلسة الثالثة من سلسلة القراءات في المجموعات الشعرية، والجلسة التي أدارها الشاعر عبدالله الكعبي تحدث فيها الدكتور فايز صبحي عبد السلام تركي، أستاذ النحو والصرف والعروض، وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بجامعة السلطان قابوس، بعنوان: «السبك النحوي الإحالي وعلاقته بالحبك لدى يونس البوسعيدي، في مجموعته (كطائرٍ يحلُمُ بالمَطر)».
وتطرق فايز صبحي إلى سبعة معايير بها تتحقق النصية للنص، ومن بينها معيار السبك والحبك، والسبك ينقسم إلى السبك النحوي والسبك المعجمي، والسبك يعني «إحكام علاقات الأجزاء، ووسيلة ذلك إحسان استعمال المناسبة المعجمية من جهة، وقرينة الربط النحوي مـن جهة أخرى، واستصحاب الرتب النحوية إلا حين تدعو دواعي الاختيار الأسلوبي، ورعاية الاختصاص والافتقار في ترتيب الجمل»، فهو (خاصية دلالية للخطاب، تعتمد على فهم كل جملة مكونة للنص في علاقتها بما يفهم من الجمل)، ومما لا شك فيه أن حسن السبك في ظاهر النص يؤدي بدوره إلى الحبك أو التماسك أو الانسجام أو الاتساق في عالم النص، حيث تتحقق الاستمرارية الدلالية، يقول الجاحظ مثلا: «وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج، فيعلم بذلك أنه أفرغ إفراغا جيدا وسبك سبكا واحدا، فهو يجري على اللسان كما يجري على الدهان».
وأشار الدكتور صبحي إلى أن السبك النحوي تسهم فيه كثير من الوسائل، نحو الإحالة والاستبدال، والحذف، والربط أو الوصل.
وتكمن وسائل الإحالة في الضمائر، وأسماء الإشارة، والموصولات، وأدوات المقارنة، وأدوات التعريف، ومراعاة للزمان والمكان فقد حصر الباحث عنوان بحثه في الإحالة النحوية بالضمائر إحالة خارجية أو داخلية.
وجاءت القراءة لتتضمن ثلاثة مباحث أولها بعنوان (مصطلحات البحث (السبك، الحبك، الإحالة)، وماهية المدونة) وثانيها بعنوان السَّبك بالضمائر إحالة خارجية في (كطائر يحلم بالمطر) وعلاقته بالحبك، وثالثها بعنوان السبك بالضمائر إحالة داخلية في (كطائرٍ يحلُمُ بالمَطر) وعلاقته بالحبك.
وقد اتبعت المباحث بخاتمة، كان من أبرز نتائجها اهتمام الشاعر البوسعيدي بوسائل الإحالة المختلفة لاسيما الربط بالضمير، ومن ثم كان ساعيا إلى إحكام العلاقات بين الأجزاء أو المفاهيم في نصوص مجموعته، فأمكن القول بمسايرته خطى القدماء في حسن السبك حيث القدرة على امتلاك ناصية اللغة، بدون تصنع أو تكلف، حتى أمكن وصفها بأنها طبع أو أنها بذرة وتنمية.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/الكتاب-والأدباء-تقرأ-في-مجموعة-كطائر-يحلم-بالمطر-ليونس-البوسعيدي