الصين تستحوذ على سباقات اليوم الأول لبطولة العالم للمشي «مسقط 2022»

احتكرت العداءة الصينية يونيان جيانج المركز الأول محققةً زمناً وقدره 47 دقيقة و48 ثانية، تلتها مواطنتها جينيان جيانج في المركز الثاني بزمن وقدره 48 دقيقة وثلاث ثواني، فيما حلّت العداءة الفنلندية هيتا فياكولا في المركز الثالث محققة زمناً وقدره 48 دقيقة و11 ثانية. جاء ذلك في انطلاق سباقات اليوم الأول لبطولة العالم للمشي مسقط 2022 بحضور اللورد سباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى والدكتور خميس الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار والذي أطلق شارة بدء وانطلاق البطولة. حيث شهدت منافسات اليوم الأول إقامة سباقين في الفترة الصباحية بمشاركة 36 عداءة والذي امتد لمسافة 10 كم، في حين شهد سباق المشي لمسافة 10 كم لفئة الذكور مشاركة 35 عداء من مختلف الجنسيات، تمكن خلاله العداء الصيني هونجرن وانج من الظفر بالمركز الأول بعد أن قطع مسافة السباق في زمن وقدره 44 دقيقة وست ثواني، يليه العداء الإيطالي ديجيو جيامباولو ثانياً بزمن وقدره 44 دقيقة و14 ثانية، فيما حل العداء الصيني يو زنج في المركز الثالث بزمن وقدره 44 دقيقة و14 ثانية. وشهدت هذه الفئة مشاركة ثلاثة عدائين من المنتخب الوطني لألعاب القوى، حيث أنهى العداء خالد السيابي مسافة السباق في زمن وقدره ساعة و31 ثانية في المركز الثلاثين، يليه زميله العداء حمد الدغيشي محققاً زمنا وقدره ساعة وست دقائق و55 ثانية والعداء محمد الجابري بزمن وقدره ساعة و20 دقيقة و41 ثانية.

تألق صيني

وحول السباق قال العداء الصيني، هونجرن وانج: «كان السباق صعباً للغاية في ظل ارتفاع درجة الحرارة والمنافسات القوية من العدائين المشاركين». وأضاف: خلال السباق قمت باتباع تكتيكا معينا من أجل الحفاظ على مستوى لياقتي البدنية والوصول إلى خط النهاية. فيما أعرب العداء العُماني خالد السيابي عن سعادته بالمشاركة الأولى في بطولة العالم للمشي قائلاً: « تعتبر هذه المشاركة الأولى في هذا الحدث الرياضي العالمي وأنا سعيد جداً بالمستوى الذي قدمته خلال السباق». وأضاف السيابي: أتمنى أن تحظى هذه الرياضية باهتمام ودعم أكبر من الاتحاد العُماني لألعاب والقوى ونأمل مستقبلاً في المنافسة على المراكز الأولى.

مشاركة واسعة

ويشارك في البطولة التي تجري منافساتها حالياً في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض 361 عداء وعداءة قدموا من 46 دولة من مختلف أنحاء العالم وبإجمالي أكثر من 1000 مشارك من الوفود الدولية القادمة لسلطنة عمان. وتشهد بطولة العالم للمشي 2022 والتي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط مشاركة منتخب عُماني للمرة الأولى، والذي يضم 15 لاعباً، موزعين بين فئتي العموم مسافة 20 كم و35 كم، إضافة إلى فئة سباق المشي لمسافة 10 كم.

تجدر الإشارة إلى أن فكرة استضافة البطولة جاءت كبادرة من مؤسسة عُمان للإبحار لتقام في السلطنة بناءً على العلاقات التي تتمتّع بها المؤسسة مع الاتحادات الدولية. فيما جاء خبر إعلان الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن فوز السلطنة بملف الاستضافة في المؤتمر السنوي للاتحاد والذي أقيم في شهر يوليو الماضي بالعاصمة اليابانية طوكيو. وتعد بطولة العالم للمشي منافسة رياضية تنظم كل سنتين من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، والبطولة عبارة عن سباق رياضي للمشي لمسافات طويلة وإحدى رياضات ألعاب القوى. على الرغم من أنه سباق بالأقدام، إلا أنه يختلف عن الركض، حيث يجب أن تكون هناك قدم واحدة على اتصال بالأرض في جميع الأوقات. ظهر سباق المشي للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية عام 1904 كسباق لمسافة نصف ميل، فيما شهد السباق تفوقاً كبيراً للرياضيين الروس والصينيين على مستوى العالم منذ منتصف القرن العشرين، كما تتميز أوروبا وأجزاء من أمريكا اللاتينية بوجود العديد من الرياضيين المميزين في اللعبة.

وقت قياسي

وتمثل استضافة سلطنة عُمان لبطولة العالم للمشي مسقط 2022 نقلة نوعية في مسار ألعاب القوى العمانية وحافزًا كبيرًا لاستقطاب أحداث أولمبية مماثلة لتحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف وخصوصًا المتعلقة بالتسويق والتطوير والتنافس الدولي، وتطوير رياضة ألعاب القوى، وعادة يتم الإعلان عن الدولة المستضيفة للبطولة قبل ثلاث سنوات من أجل التحضير والاستعداد الجيد للحدث، ولكن بسبب الظروف التي أدت إلى إلغاء البطولة من الدولة المستضيفة وإسنادها لسلطنة عمان لتنظيمها في وقت قياسي يعتبر تحدّيًا صعبًا للمنظمين ولم يقع الاختيار على سلطنة عُمان إلا لما تتمتع به من كفاءة وخبرات طويلة في تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية الدولية، حيث إن فترة التحضير والاستعداد القصير والمقدرة بفترة ستة أشهر ما هي إلا خطوة لإثبات جدارة فريق العمل، وإظهار إمكانياته في مجال إدارة واستضافة الأحداث الدولية والقارية. الجديد بالذكر أن البطولة كان من المقرر إقامتها في مدينة مينسك البيلاروسية، ولكن تم إلغاؤها وتأجيلها عدة مرات بسبب جائحة كورونا والقيود المفروضة على السفر.

أبعاد اقتصادية وسياحية

كما يقدم هذا الحدث العالمي أبعادا اقتصادية وسياحية ورياضية تضع سلطنة عمان في قائمة الدول المنظمة للأحداث الرياضية العالمية، حيث اكتسبت سلطنة عُمان سمعة كبيرة في تنظيم واستقطاب رياضات دولية مهمة، وستعمل بطولة العالم للمشي 2022 على تعزيز هذه السمعة على نطاق أوسع، كما ستسهم في رفد الاقتصاد الوطني وفق مرتكزات «رؤية عُمان 2040» من حيث دعمها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية، وإلهام الرياضيين العُمانيين من جميع الأعمار والفئات. ومن الجانب الاقتصادي، فقد تم العمل على تنفيذ هذه البطولة بما يتيح الكثير من الفرص التي تحفز الاقتصاد المحلي وتشجع على استقطاب الاستثمارات وذلك من خلال إشراك القطاع الخاص للاستفادة من هذا الحدث في إيصال منتجاتها لجمهور أوسع والاستفادة من الفرص الاستثمارية، وأيضا تشغيل البنى الأساسية بما في ذلك الفنادق والمنتجعات، ورفع أعداد رحلات الطيران القادمة لسلطنة عمان وبالتالي رفع نسبة الإشغال الفندقي وتشغيل المواصلات، وكذلك دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الاستدامة المالية، وإيجاد شراكات عمل تعاونية مع مشغلي خدمات القطاع السياحي من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم سلطنة عمان كوجهة مثالية للأسواق الرئيسية والقطاعات الاستراتيجية، كما حددتها استراتيجية وزارة التراث والسياحة و«رؤية عُمان 2040».

من جانب آخر، هذه الفعالية ستلهم وتحفز أبناء سلطنة عمان على المشاركة وتوظيف خبراتهم من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع عُمان للإبحار والاتحاد الدولي لألعاب القوى في تنفيذ الفعالية، كما توفر لهم على المدى القصير فرصًا تدريبيةً تعمل على صقل وتطوير مهاراتهم المعرفية، ويتمثل ذلك من خلال صقل مهارات فريق العمل، والترويج للجانب الرياضي بما يعزز الوعي الصحي في المجتمع، وكذلك الترويج لسلطنة عمان عالميا وتنشيط السياحة الداخلية، وإيجاد فرص وظيفية وتدريبية للمجتمع المحلي، وتطوير أنماط وأساليب الحياة العصرية العُمانية، وكذلك تطوير مرافق البنية الأساسية وتهيئتها للأحداث الدولية المقبلة لتكون إرثًا مستدامًا، وإظهار التكاتف المجتمعي ومشاركة الشباب، وتطوير موارد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأيضًا احتضان مواهب الشباب العُماني، والاستمرار في تنمية مهاراتهم وقدراتهم. وتضم قائمة حكام بطولة العالم للمشي 80 حكمًا محليًا يتولون مسؤولية التأكد من تقيد جميع المتسابقين بالإجراءات والقوانين الخاصة بالبطولة قبل انطلاق السباقات، و22 حكمًا دوليًا موزعين على مسارات السباق، ويأتي الغرض من وجود حكام سباق المشي لضمان عدالة المنافسة لجميع المشاركين، وهناك شيئان يبحث عنهما حكام المشي في السباق هما: ملامسة القدم للأرض، وحركة الساق المستقيمة «يجب أن تبدو القدم المتقدمة وكأنها لامست الأرض قبل أن تترك أصابع القدم الخلفية الأرض».
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/الصين-تستحوذ-على-سباقات-اليوم-الأول-لبطولة-العالم-للمشي-مسقط-2022