استطلاع خلود الفزارية
بائعون ينتظرون.. الروايات والكتب الفنية الأكثر مبيعا والطلاب غائبون
مع إقبال متزايد بشكل مطرد على معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته السادسة والعشرين.. إلا أن الجائحة أسقطت ظلها على عدد الزوار ومعدل الشراء.
فمنذ اليوم الأول كان الإقبال قليلا خاصة في الفترة الصباحية، ويكون الإقبال بشكل أكبر في وقت المساء، مترافقا مع الفعاليات والندوات، إلا أن اليوم الثاني والثالث شهدا زيادة طفيفة، كما شهد يومي أمس وأمس الأول أعدادا أكبر من الزوار، ومن المتوقع أن تكون الأيام الختامية أكثر ازدحاما وإقبالا على الشراء.
وبالرغم من الغياب الطويل للمعرض وفعالياته بسبب جائحة كورونا التي أثرت على معظم الفعاليات الثقافية في جميع أنحاء العالم، إلا أن الجمهور ما يزال متوجسا من هذا المرض، ولذلك قامت اللجنة المنظمة لفعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في هذه الدورة بتقليص الطاقة الاستيعابية لتستقبل نصف عدد الزوار فقط، مما ترك انطباعا لاحتمالات عدم وجود مكان كاف أو تسجيل مسبق قبل الدخول.
ومع الفعاليات المتنوعة والعديدة التي تتوزع بين أروقة المعرض، وحلقات العمل التي يشارك فيها العديد من المهتمين، كانت هناك أكشاك خارجية للترفيه عن الزوار، وأطعمة منوعة فضلا عن فعاليات الموسيقى والترفيه للأطفال والكبار، وأصبح الجو احتفائيا جاذبا للعائلات ليقضوا أوقاتا ممتعة إلى جانب أطفالهم أو الأصدقاء.
في هذا الاستطلاع توقفنا عند بعض البائعين في أجنحة مختلفة من المعرض لنستطلع آراءهم حول معرض الكتاب ومدى إقبال الناس عليه، وعن الكتب التي يبحث عنها الزوار، والفئات الأكثر حضورا هذا العام..
إقبال متواضع
يقول وليد ناظم من الهيئة المصرية للكتاب أن إقبال الشراء متواضع، وفي بداية المعرض كانت خيبة الأمل حيث لم نتوقع أن يكون العدد بهذه القلة، ولكن مع الأيام زاد عدد الزوار، إلا أن الإقبال على الشراء ما يزال غير مرضٍ. مبينا أن هذه أول زيارة له لسلطنة عمان، وقد سمع أن معرض الكتاب في سلطنة عمان من المعارض القوية والكبيرة، لذلك أحب المشاركة والتواجد فيه. ويشير أن عدد الزوار في ازدياد ويأمل أن يزيد معدل الشراء في الأيام المقبلة من المعرض، مضيفا أن أكثر الكتب طلبا من الزوار هي الروايات، وأكثر الزوار يبحثون عن الكتب الصادرة حديثا والتي حازت شهرة مؤخرا.
شعب متذوق
ناجي وسعاد مرزوق من اتحاد الناشرين بتونس يشيران برغم أن الإقبال ضعيف إلا أن المعرض ما يزال في بداياته وربما تشهد الأيام زيادة في الأعداد، ونحن متفائلان في زيارتنا الأولى لسلطنة عمان بأن تكون المبيعات بشكل أكبر.
ويقول ناجي: مع بداية أيام المعرض وجدنا ضآلة في ارتياد المعرض، ولكن العدد يزيد، والمبيعات ليست مرضية ولكن ربما ينتظر الزوار الإجازة ليأتون مع عائلاتهم، وبعيدا عن ضغط العمل، ونحن في انتظارهم.
وتقول سعاد أن اتحاد الناشرين بتونس يشارك دائما في معرض مسقط الدولي للكتاب، وكانوا يرسلون منشوراتهم مع الاتحاد، وقررا هذا العام زيارة مسقط والمشاركة في معرضها الدولي.
ويضيف ناجي: وجدت أكثر الكتب طلبا الموسيقى وهذا يدلل أن الشعب العماني موهوب ومتذوق، فالفنون هي نزعة موجودة في كل الشعوب، ولم أتفاجأ حين وجدت الشعب العماني متذوقا، كما أننا نوفر كتبا متنوعة إلا أن الموسيقى هي الأكثر مبيعا لدينا.
الطاقة الاستيعابية
فاديا عبدالخالق من دار رسلان بسوريا توضح: على عكس السنوات السابقة الإقبال ضعيف، وهذا بحكم أن الدخول مقنن ضمن الطاقة الاستيعابية ونحن نتفهم ذلك، وليست نسبة الشراء قليلة وحسب، حتى عدد الزوار قليل مقارنة بالمعارض السابقة، وربما في الفترة المسائية تكون هناك حركة أكبر.
مشيرة إلى ان معرض مسقط الدولي للكتاب يشهد إقبالا واسعا في جميع دوراته، إلا أن الجائحة أثرت على الناس، وباتوا لا يذهبون إلى الأماكن المزدحمة، وخاصة كبار السن، لذلك تأثرت هذه الدورة من المعرض بهذا السبب، وربما تعود الناس على تصفح الكتب أونلاين، عبر شبكة الإنترنت، ولكن المعرض مستمر ونأمل الزيادة في الأعداد والإقبال على الشراء في قادم الأيام.
أسعار متوفرة
ويشير قاسم منصور من الشبكة العربية للأبحاث والنشر من لبنان أن عدد الزوار غير كافٍ، وتوقعنا أن يكون العدد أكبر، خاصة بعد مرور سنتين على الإغلاق، لم نجد ذلك الاشتياق للمعرض، وكنا نأمل أن نعوض مبيعاتنا التي تأثرت كثيرا بسبب الجائحة بمشاركتنا في معرض الكتاب، إلا أن تأثيرها ما يزال قائما، ولكن الأعداد مع قلتها في بداية أيام المعرض، زادت قليلا خلال اليومين الفائتين، وربما يعود ذلك لإجازة الإسراء والمعراج، حيث شهد الصباح إقبالا أكثر من الأيام الفائتة، كما أن غياب طلاب المدارس ورحلاتهم المدرسية أثر كذلك على نسبة المبيعات، وخاصة كتب الطفل والتعليم والمهارات.
ويتابع: نأمل من إدارة المعرض أن تخفف إيجار الأجنحة مع هذا الضعف الشرائي، مضيفا أن أسعار الكتب ليست غالية ومتوفرة ومع ذلك لا يوجد إقبال كثيف.
ونظرا لأنه يبيع الكتب المتعلقة بالسياسة وقضايا الدول يشير: الإقبال على الكتب السياسية موجود، ولكن نطمع أن يزيد العدد بشكل أكبر.
مبيعات منخفضة
أما عيسى عماد فيبين أنه مستاء من حجم الإقبال حضورا وجمهورا، مشيرا أنه لا توجد مبيعات مُرضية، حتى طلاب المدارس غير موجودين، ويوضح أنهم يوفرون الكتب الأكاديمية والتعليمية، ولا يوجد إقبال عليها، حيث أن الأعداد قليلة من هذه الفئة بشكل خاص، لذلك فالكتب ما تزال على الأرفف تنتظر الطلاب في الأيام القادمة. ويضيف: اليوم توجد زيادة في أعداد الزوار، وهم يسألون عن كتب معينة، ويأمل أن تكون الزيادة أكبر في الأيام المتبقية من المعرض، ويشير أن أكثر الكتب مبيعا لديه المتعلقة بالرياضة.
معرض قوي
في حين يرى أحمد ناجي من دار قطوف بمصر أنه دائما لا يجب أن نحكم على حجم الإقبال على المعرض إلا في نهايته حيث تتوضح الصورة، لأنه من الظلم أن نعطي رأيا حول حجم المبيعات وما يزال المعرض ساريا، والشراء يزيد في الأيام الأخيرة، وإذا بحثنا من الآن لن يكون الحكم إيجابيا بكل تأكيد.
مبينا أن معرض مسقط الدولي للكتاب بشكل عام قوي سواء في التنظيم أو القوة الشرائية، لذلك دائما ما نشارك فيه، ولكن بدايته هذا العام جاءت ضعيفة ونأمل مع الإجازة أن تتغير الحركة ويزيد الإقبال، وهذا ما بدأنا نشاهده خلال اليومين الفائتين وخاصة مع إجازة الإسراء والمعراج في منتصف الأسبوع.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/مسقط-الدولي-للكتاب-يواصل-أيامه-الثقافية-مع-تزايد-ملحوظ-في-عدد-الزوار