تطرقت جلسة المفكر الراحل صادق جواد لمسيرته العملية والجدليات التي كان يعيشها صادق جواد.
حيث تحدث بدر العبري عن شخصية صادق جواد حيث ولد في مطرح 1933 م وخرج من عمان في فترة مبكرة في العقد الثاني من عمره ، واتجه الى الشارقة ودبي ومن ثم إلى الخضر في السعودية واستقر في الكويت حتى عاد الى عمان . وقد عمل صادق جوار في وزارة الخارجية وعين سفيرا في طهوان وتركيا وكندا وامريكا وبعض دول امريكا، وتقاعد في عام 1983م ليتفرغ في التأمل.
واضاف صادق جواد ظل يتأمل في البحث وفي عمر 12 ظل يبحث في التناقض مع العلم والدين، كما ان لقاءه بالطبيب طومس تأثر به ، الذي جاء من عالم اخر ويعالج الناس ويقدم لهم المشورات فتشكلت له اشكالات ، مشيرا بأن صادق جواد تربى على الموروث الديني.
وتابع العبري بأن صادق جواد ظل يبحث عن الله وعن الانسان، وكان يتحدث “عشت مثلا في مكة وخصوصا في الحطيم ولا اذهب للنوم وانام بين الحطيم والكعبة ليالي متعددة” كما انه واش في الهند متأملا ومتفكرا وكان ينام بين الغابات.
وتابع العبري بأن صادق جواد لما استقر في امريكا كان مشاركا في عملية التربية والتعليم وكتن من ضمن المؤسسين بمركز الحوار العربي في عام 1994م، كما كان يكتب في الصحيفة بدون ذكر اسمه، وقام صبحي غندور بتجميع تلك المقالات في كناب ولكن صادق رفض نشره فيما يتعلق بمقالاته في أمريكا.
وتابع العبري ، بأن صادق جواد التصق في عمان
بالجمعية العماني للكتاب والادباء وكان رئيسها في
2010 – 2012 ، كما عمل خبير في مجلس البحث العلمي.
وأراد سعيد الهاشمي في كتاب سلامة التفكير بأن ينشر تلك الاطروحات والافكار ولكن كان رافضا وفي عام 2019 اقتنع صادق بمشروع الحورات واوضح بأن هذه الانشراحات لم يعهدها من قبل.
وفي الجانب الفكري يشير العبري بأن صادق جواد كان يعيش في جدلية العلم وجدلية الدين ، وفيما يتعلق بالتعارض بين العلم والدين ، وأن مصطلح الدين مرتبط بمصطلح الموروث، كما ان هناك العديد من التناقض بين العلم وبين الدين وأن صادق جواد كان يبحث في جوهر الدين وليس في الدين، والبحث في قيم الانسان واين توجد المعرفة الحقيقية، وكان يقول فانا لم انبذ المعرفة الدينية ولكن لم تكن تملك الشمولية الصحيحة”.
واشار العبري بأن صادق جواد عاش في جدلية الاله والانسان ، وأن هناك فرق بين الاله واللاهوت وبين الدين والتدين، ويرى بأن الاله موجود وان الانسان متناغم ، كما أن اكثر الصراع في الاديان هو اللاهوت وهي معرفة الله .
وتطرق العبري الى الانسنة التي بدأت بالظهور في أوروبا ومن ثم ظهرت في العالم الاسلامي بعد ظهور المدرسة الدينية الذي انشأها احمد خان، وأشار العبري بأن صادق جواد يرى بأن الانسنة من حيث المرجعية وهم ما يتعلق بالانسان.
كما ان كان بالقرب من صادق جواد هو طه جابر العلواني والتصق به ولكن طه جابر ارتبط بالأسلمة اي اسلمة المعرفة بينما صادق جواد يرى انسنة المعرفة، وأن الاديان فيها مبادئ وهذه مشتركة بين الاديان ويجب تفعيلها .
المفكر صادق جواد وفيما يتعلق بالانسان يمايز بين الماهية والهوية ويعرف الماهية هي تعرف الانسان من حيث كينونته الوجودية والفطرة التي ولد عليها الانسان ولا تتمايز بين جنس وجنس لد اي ان الماهية لا تتعد، وفي الماهية بفكره ترتكز على
4 مبادئ وأولها الكرامة الانسانية يولد مكرما انسانيا اي كان دينه، وثاينها المساواة اي ان كل البشر متساوون فيما بينهم، وثالث هذه المبادئ العدل والعدل متحقق بين جميع البشر، اما رابع تلك المبادئ الشورى اي من حق الانسان له رأيه بعيدا عن الاستبداد، أما القيم فهي قيم مضافة كالعلم والانسان لا يولد عالم اي انه شي يضاف للأنسان، مشيرا بأن الماهية هي أساس الهوية، كما أت الهوية تعرف الفرد من حيث انتمائاته الخارجية، فالدين هو هوية والمذهب هو هوية .
صادق جواد يرى بأن الوجود يحدثه وان ذراته من ذرات هذا الوجود، صادق جواد عاش متخيلا وعاش متأملا .