نظمت اللجنة الثقافية متمثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب جلسة حوارية قدمت فيها تجربتان في الترجمة الصحفي والروائي صموئيل شمعون والدكتور هلال بن سعيد الحجري وإدارة الجلسة فاطمة العجمية، حيث في البداية تحدث الصحفي والروائي صموئيل شمعون عن تجربته قائلا: بعد معيشتي في لندن؛ حرّكني سؤال تجاه فكرة: لماذا نعيش في الغرب ونكتب في الصحافة العربية؟ لمَ لا نستهدف المجتمع الغربي بنقل المنتج الثقافي العربي إليهم؟
انتشرت مجلة بانيبال سريعًا في الغرب وأصبحت معروفة عالميًا؛ حيث أن القارئ الغربي ذكي بما يكفي لمعرفة ما إذا كانت المجلة ثقافية أدبية أم هي مجرد مجلة دعائية لا علاقة لها بالإبداع؛ وهذا ما منحته بانيبال للمجتمع الثقافي الغربي: جذبنا القارئ الغربي عبر الموضوعات التي تثيرهم، ذات ثقل أدبي ثقافي, مما أدى إلى ارتفاع الاشتراكات.
مع انتشار المجلات الرقمية؛ استهدفنا الجامعات التي كثيرًا ما كانت تشترك في مجلة بانيبال. وانتشرت انتشارًا سريعًا رغم كونها غير مدعومة من جهة رسمية أو مؤسسية.
أنجزنا ستة أعداد لمدة سنتين بالإسبانية، وانتشرنا بالإسبانية حاليًا بعد مضيّ 3 سنوات على العدد الأول؛ إذ استثمرنا فوز بانيبال بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وما حصلنا عليه بمبلغ الجائزة استثمرناه في ترجمة بانيبال إلى الإسبانيّة.
وفي سؤال لماذا نجحت بانيبال رغم عدم وجود دعم؟
قال: الحرية في النشر؛ ولأنها مجلة عربية تصدر بالإنجليزية؛ وليست مشروعًا بالإنجليزية للثقافة العربية؛ إذ أن القائمين عليها من داخل المجتمع الثقافي العربي، ولم تصدر بنظرة استشراقية, كما آمنّا بضرورة أن تكون الترجمة جيّدة خاضعة للتدقيق والتحرير من أشخاص ملمّين باللغتين شعريًا وأدبيًا.
وفي تساؤل :لماذا ثمة اهتمام غربي مؤخرًا بالأدب العربي؟
أشار ان ترجمة الأدب العربي قبل بانيبال يختلف عما هو بعد بانيبال بسبب ما وصلنا إليه من انتشار؛ فضلاً عن ظهور جائزة الرواية العربية البوكر؛ وأحداث 11 سبتمبر؛ وعدد من الجوائز التي كثرت مؤخرًا، وهي جعلت الأدب العربي مقبولاً بالإنجليزية.
في حين تحدث الدكتور هلال بن سعيد الحجري عن تجربته في الترجمة حيث قال: لقد أقيمت ندوات كثيرة عن الترجمة في العالم العربي؛ وللأسف فهي “بكائيّة” كثيرًا، سيما حين نأتي للمقارنة بين العالم العربي وبقية الأقاليم.
وقال:من قدَر ترجمة الشعر عالميًا أن يكون مربوطًا بالاستحالة؛ حيث أثّرت نظرة مقولة الجاحظ “لا يُستطاعُ أن يُترجم، ولا يجوز عليه النقل؛ ومتى حُوِّل تقطَّعَ نظمُه، وبَطَلَ وزنُه، وذهب حُسنُه، وسَقَطَ موضِعُ التعجُّب، لا كالكلام المنثور. والكلام المنثور المبتدأ على ذلك أحسنُ وأوقعُ من المنثور الذي تحوَّل من موزون الشعر” على ترجمة الشعر ككلّ عربيًا. فضلاً عن ثيمات الشعر العالمي التي لا قد تتوافق مع ثقافة العرب.
واشار حول نظريات استحالة ترجمة الشعر يقول: أجدها مبالغًا بها؛ فرغم صعوبة الأمر إلى أنها ليست بهذه الصورة الأسطورية التي تجعل ترجمة الشعر لا يمكن أن يكون. ولو امتدّ العمر بالجاحظ لهذا العصر لربّما غيّر رأيه!
مضيفا : يجد الشاعر إيزرا باوند أن الترجمة الحقيقية تكون حين ينشئ المترجِم نصًا على قاعدة نصّ آخر تتخلله روحٌ جديدة؛ وهذا ما نحتاج إليه في ترجمة الشعر.
ويقول الحجري: تتبعت حضور عُمان في أعمدة الشعر الإنجليزي، سيما الرومانسي منه؛ وهو ما أثار دهشتي وعبرت عنه في كتابي “غواية المجهول”؛ الكتاب الذي جاء مشروعًا شخصيًا اتسع إلى نطاق شبه الجزيرة العربية. مشيراً إنّ ألف ليلة وليلة مارست سحرًا على الأدباء الغربيين؛ الأمر الذي أثارهم ودفعهم إلى المنطقة العربية بخلفائها وجواريها وعبيدها وكلّ ما يتعلق بها.
وقال: الشعر جسر حقيقي للتقارب بين الثقافات؛ ولولا ترجمة الشعر الذي مارسه شعراء النهضة ومن بعدهم لكانت مسيرة الشعر العربي متخلّفة دون آفاق مفتوحة للشعر العربي الحديث اليوم: لا شعر تفعيلة ولا شعر نثر.
وعن ادب الأطفال قال :جاء أدب الأطفال من مسيرة الترجمة التي شهدها الأدب العربي لأدب الأطفال الفرنسي والإنجليزي. لكن الازدهار فيه جاء في مجال الحكايات والقصص والروايات، فدخلت إلى مجال ترجمة القصائد للأطفال.