– ظفار (المتوهج) يستقبل الرستاق (المتحفز) في مباراة مليئة بالإثارة والمتعة
– (الزعيم) يأمل في تسجيل بداية نموذجية و (عنابي الجبل) يطمح لكتابة التاريخ قبل لقاء الإياب
متابعة ـ صالح البارحي:
أزف الوقت واقتربنا من ساعة الحقيقة … مسابقة الكأس الغالية على أعتاب مراحلها الأخيرة … (4) مباريات ستكشف عن فارسي النهائي المنتظر … اثنتان منها في رحلة الذهاب التي ستبدأ اليوم عبر مواجهة ظفار والرستاق بستاد السعادة … والأخرى غدا بين النصر والسيب على ذات الملعب … واثنتان منها إيابا مع اختلاف المكان والزمان وبذات رباعي الصراع …
فالتاريخ يذهب للثلاثي ظفار والنصر والسيب بعد أن تذوقت هذه الفرق حلاوة التتويج بأغلى الكؤوس مرات ومرات … يتقدمها بالطبع ظفار صاحب الألقاب العشرة والتي كان آخرها في الموسم الماضي على حساب السويق بخماسية تاريخية في شباك أصفر الباطنة … بينما الرستاق هو الفريق الوحيد الذي لم يصل إلى منصة التتويج، بل إنه يصل للمرة الأولى للمربع الذهبي في هذا الموسم بعد سنوات عاشها بين طموحات وأحلام الكبار قبل أن يصبح واحدا من أضلاع المسابقة الأغلى في هذا الموسم الذي يقدم فيه مستوى فنيا مميزا للغاية ساهم في وصوله لهذه المرحلة المتقدمة من عمر المسابقة …
مباريات الكؤوس دائما لها طابع خاص … فهي لا تعترف بما يقدمه الفريق في الدوري … والشواهد كثيرة في مختلف دول العالم … فلربما يفوز باللقب فريق من الدرجة الأولى متفوقا على فرق تتواجد في مراكز المقدمة بالدوري الأعلى … لذلك يدرك الجميع بأن الرستاق لم يصل إلى هذه المرحلة إلا وهو مستحق لها عطفا على ما قدمه في منافسات البطولة بالمراحل الماضية … فهل يكون حصانا أسود من المرة الأولى ويصل للنهائي المنتظر أم أن خبرة ظفار وطموحاته بمعانقة اللقب الثالث على التوالي تقف سدا منيعا أمام طموحات عنابي الجبل … هذا ما سنتابعه عبر ما تسفر عنه نتيجتا مباراتي الذهاب والإياب بين الطرفين إن شاء الله تعالى ..
إثارة متوقعة
عندما تشير عقارب الساعة إلى الخامسة وخمس وأربعون دقيقة مساء اليوم … تتجه أنظار أغلب الوسط الرياضي إلى ستاد السعادة … حيث مواجهة الذهاب التي ستجمع بين ظفار حامل اللقب والرستاق القادم من محافظة جنوب الباطنة … حيث انطلاق صافرة لقاء الذهاب في المربع الذهبي في مسابقة الكأس الغالية … مباراة يتوقع لها الكثيرون الإثارة والندية رغم الفوارق بين الطرفين … حيث إن ظفار يدرك تماما بأن منافسه ليس بالفريق الهين بل إنه واحد من الفرق التي تقدم كرة قدم جميلة وجماعية … ويمتاز لاعبوه بالجسارة والرغبة والثقة بالنفس خاصة وأنه ليس لديهم ما يخسروه في المباراة بقدر ما هو طموح ورغبة للوصول للنهائي المنتظر الذي يسعى له الرستاق عبر هذا الموسم بعد مستوى كروي جيد للغاية سواء في الدوري أو في المسابقة الغالية …
ظفار حامل اللقب في الموسمين الماضيين بعد أن تخطى العروبة بركلات الترجيح في موسم 2019/2020 والسويق بنتيجة 5/1 في موسم 2020/2021 يجد نفسه في مواجهة لا يستهان بها أمام الرستاق بالمربع الذهبي … لذلك بات عليه تقديم كل ما في وسعه من أجل تجاوز المطب الذي أوقعته فيه القرعة بهذا التوقيت الذي يشهد تألقا واضحا للفريق العنابي رفقة مجموعة من اللاعبين المجيدين وأداء جماعيا بعيدا عن الكثير من المشاكل سوى ضياع الفرص السهلة امام مرمى المنافس ما أفقده الكثير من النقاط في المباريات الماضية … ظفار يعلم بأن مباراة اليوم هي بوابته للوصول للنهائي لثالث مرة على التوالي وربما تكون بوابته للتتويج باللقب الثالث تباعا … لذلك فإن رشيد جابر ولاعبيه يعلمون بأن تسجيل الاهداف وزيادة غلتها مع المحافظة على نظافة شباك الكحالي ستكون السبب الرئيسي لتحقيق هذا الهدف دون سواه … فلقاء الإياب غير مضمون العواقب فلربما صاحبته الكثير من الجوانب السلبية التي قد تعيق طموحات الفريق الأحمر … خاصة وأن المباراة اليوم على ملعبه وبين جماهيره التي بدأت تعود للمدرجات وتشجع وتؤازر الفريق في مختلف الظروف وآخرها كانت مباراة القمة أمام السيب والتي انتهت بالتعادل 1/1 مع أداء جيد ومتوازن خاصة في الشوط الثاني .
الرستاق وكما أسلفت يبحث عن إنجاز غير مسبوق في تاريخه ، وهو اليوم أمام المحطة الأولى لتحقيق هذا الهدف، والتي يجب عليه من خلالها عمل كبير جدا ومتقن بعيدا عن الاخطاء التي وقع فيها اللاعبون في المناسبات الماضية سواء في الدوري أو الكـأس، لذلك فإن تسجيل الاهداف في شباك ظفار هي بوابته للعبور للنهائي المنتظر والذي إن حدث سيكون حدثا استثنائيا وتاريخيا في مسيرة النادي وسيكون بمثابة الجزاء الحسن لما يقدمه الفريق في هذا الموسم، ومن باب أولى فإن الثقة يجب أن تكون أكبر عن ذي قبل بالنسبة للجماحي وعمار الرشيدي في الخط الخلفي وعبدالرحمن الغساني في المقدمة، حيث إن هذه العناصر هي مفتاح كل شيء في الفريق العنابي إذا ما اراد الرستاق دخول مباراة الاياب وهو في أريحية وحالة معنوية جيدة … حتى وإن خسر الفريق لكن ضرورة تقليل عدد الاهداف في شباكه مع تسجيل زيارة أو أكثر في شباك ظفار هو المطلب الرئيس من مباراة اليوم خاصة وأن ظفار لديه الحلول الكثيرة لتصعيب مهمة الرستاق في الإياب ..
ما قبل اللقاء
قبل مباراة اليوم، قدم الفريقان عملا جيدا في الجولة الأخيرة لدوري عمانتل، حيث أنهى ظفار صاحب الارض والجمهور القسم الأول لدورينا وهو في الصدارة برصيد (27) نقطة وأنهى مواجهة القمة أمام السيب بالتعادل 1/1 بعد أن كان متقدما بهدف عمر المالكي حتى وقت متأخر من عمر المباراة، ناهيك عن أن لاعبيه قدموا مستوى مميزا للغاية في المباراة الجماهيرية التي شهدت تألقا واضحا لعدد من نجومه في مقدمتهم يزيد المعشني وأتيندا اللاعب المحترف، فيما احتاج إلى ركلات الترجيح لحسم أمر تأهله لهذه المرحلة بعد أن خسر امام السويق صفر/1 وهي ذات نتيجة الذهاب في ملعب مباراة اليوم قبل أن يحتكم الطرفان إلى ركلات الحظ التي ابتسمت لظفار في نهاية المطاف .
الرستاق أنهى القسم الأول للدوري بفوز مستحق على صحار في ملعب الأخير وأمام جماهيره بثنائية نظيفة وهي نتيجة لم يكن يتوقعها الكثيرون خاصة وأن صحار انطلق بسرعة الصاروخ قبل هذه الخسارة وقدم مستوى مميزا للغاية، وبالطبع فإن هذه النتيجة ستكون دافعا للعنابي الذي يحتل المركز السادس برصيد (22) نقطة حتى الآن، في حين وجد صعوبة في تجاوز نزوى في لقاء إياب دور الثمانية بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل 1/1 إلا أن الفوز الذي حققه على أزرق الداخلية في لقاء الذهاب (2/صفر) كان كافيا لتواجد العنابي في المربع الذهبي لمسابقة أغلى الكؤوس .
عموما … ظفار والرستاق وجها لوجه .. فمن يسجل البداية النموذجية في ذهاب المربع الذهبي لأغلى الكؤوس هذا المساء !!