الجزائر ـ العمانية: يستخدم الفنانُ الجزائري أمين قوطالي الحصى لتشكيل لوحات صغيرة يغلب عليها الجانب الثقافي والفني عبر المزج بين التراث الثقافي، والموسيقي، والأدبي. ويقول أمين قوطالي: (بدأتُ الاشتغال بهذا الفن منذ حوالي عام، وهو يُسمّى فنُّ الحصى، وجاءتني الفكرة خلال أيام الحجر الصحّي، عندما تم إغلاقُ كلِّ الفضاءات الثقافيّة، وهو ما جعلني أبحثُ عن متنفّس، كما أنّ مسْكني الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار فقط عن البحر، دفعني إلى ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي، إلى أن تعرّفتُ عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فنِّ الحصى، وهذا ما دفعني إلى جمع الحصى من الشاطئ، وبدأتُ بتشكيل لوحاتٍ صغيرة، وكنتُ كلّما أُنهي لوحة، أُسارع إلى نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، وفوجئت بالتفاعل الكبير من قبل كلِّ الذين شاهدوا تلك الأعمال الفنيّة).
ويشيرُ قوطالي لوكالة الأنباء العمانية إلى أنَّه قرَّر منذ بداية اهتمامه بهذا الفنِّ، استعمال الحصى مثلما يجدها في الطبيعة دون تغيير، أو إضافة ألوان، أو اللُّجوء إلى صقل الأحجار، كإشارة واضحة منه إلى احترام أشكال الأحجار وألوانها، مثلما يجدُها في الطبيعة.
ويُضيف أنَّ كلَّ الأحجار التي تنتشرُ على شاطئ البحر هي أحجارٌ ملوّنة، حتى وإن ظهر لنا لأول وهلة بأنَّها عكس ذلك بسبب طغيان الملح عليها، وهو ما يُخفي ألوانها عن المُشاهد؛ لذلك فهو يلجأُ، قبل استعمالها في إنجاز أعماله الفنيّة، إلى غسلها بالماء الساخن، ثمّ تنظيفها لتُظهر ألوانها الطبيعيّة.
ويرى قوطالي أنَّ الموضوعات الاجتماعية التي يُعالجُها أثبتت نجاحها في التأثير على الجمهور، وهو ما ظهر في شعور كلِّ من شاهدها بأنَّها تُعبِّر عن ذاته، أو جزءٍ منها. وتمكّن قوطالي من تنظيم أوَّل معرضٍ فرديٍّ بالمركز الثقافي الجامعي بالجزائر العاصمة، ما بين 19 و30 ديسمبر الماضي، قدّم فيه حوالي 35 لوحة تناولت موضوعات مختلفة تتعلّق بالشأن الاجتماعي، والتاريخيّ، والفنيّ، والتراث الموسيقي.