كتب ــ خالد بن خليفة السيابي:
الشغف وعشق الضوء دفع بالمصورة مريم بنت سالم العزرية لصقل تجربتها الفنية بالدراسة والبذل والعطاء والمثابرة، حيث خاضت العديد من التجارب العملية والعلمية التي ساعدتها للتعرف على أسرار العدسة بكافة تفاصيلها ومعانيها، وهي مصورة تعشق التفاصيل الصغيرة التي يصعب الوصول إليها بسهولة وأيضا طوال مسيرتها الفنية تحاول أن تبحث عن النوادر والجمال، بعد ماقامت بتسخير عدستها لاصطياد عدد كبير من الكائنات الصغيرة التي يصعب تصويرها إلا بعد جهد وعناء باستخدام (الماكرو) وهو تصويرعن قرب أي تصوير فوتوغرافي للأشياء بمسافة قريبة جدا، وهذا النوع من أصعب أنواع التصوير إذ يحتاج إلى مجهود مضاعف ويجب على المصور أن يتحلى بالصبر والهدوء وأن يتقن فن اقتناص اللحظة الحاسمة للتصوير.
وحول تجربتها الفنية تقول مريم العزرية : عشقت التصوير منذ الصغر وبدواخلي شغف وطموح بأن أصبح إحدى المصورات العمانيات التي يشار لهن بالبنان، فبذلت كل ما أملك من عطاء وجهد، وأمضيت الوقت الطويل لكي أتقن فن التصوير بكافة أنواعه، وهذا لم يتسن إلا بدعم المحيط الأسري الذي كان بحياتي الفنية بمثابة الوقود الذي يدفعني لتخطي العقبات والصعاب، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت فتشت عن أدق التفاصيل لكي أتعرف على أسرار الضوء والتي لابد منها وهي عبارة عن حقنة تغذي ذائقة المصور لكي يصبح مصورا بارعا متمكنا من أدواته.
وأضافت : في أول مسيرتي الفنية تنوعت الصور بين (البورترية) و(الطبيعة) وغيرها من المجالات دون التركيز على محور معين، ولكي أتعرف عن مستواي وقدراتي قمت بالمشاركة في عدد من المعارض والمسابقات على مستوى الجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى، حيث أحرزت المركز الأول على مستوى محافظة الداخلية في مسابقة إبداعات شبابية، وبعد فترة زمنية وبالصدفة قمت بمتابعة أعمال المصورة العمانية غنية المجرفية المتخصصة بتصوير الكائنات الصغيرة عبر (الماكرو) حيث دفعتني الدهشة واستشعرت عظمة الخالق في خلقه فسبحان من صور وأعطى هذه الكائنات الجمال بألوانها الزاهية ومن يومها قررت أن أتخصص في تصوير هذه الكائنات عبر (الماكرو) لكي أقدم للمتلقي عددا من الصور والنوادر الضوئية.
واختتمت (العزرية) حديثها : الصورة بالنسبة لي كقصيدة شعر وكمعزوفة طرب تتراقص بداخلها هذه الكائنات الصغيرة كالفراشات ومن الجميل أن أقدم لعشاق الضوء صورا تحرك ذائقتهم الفنية ليتأملوا سحر عوالم الضوء ويستشعرون عظمة الله في خلقه.