كتب – ياسر المنا
احتراف اللاعبين خارجيًا.. المؤشر يعود للصعود
يتابع الرياضيون العمانيون بمختلف المسميات من إداريين وفنيين وجماهير وإعلاميين العروض الخارجية للاعبي الأحمر بارتياح كبير، ونظروا لها باعتبارها تمثل خطوة إيجابية ونقلة فنية جديدة للكرة العمانية وستنعكس إيجابًا على مسيرة المنتخب الوطني الأول في المستقبل القريب.
وينظر للأمر أنه حافز للمسؤولين في اتحاد الكرة لبذل الجهود الإضافية، وتنفيذ الخطط والبرامج التي تدعم استمرار حصول اللاعب العماني على ثقة الأندية الكبيرة الخليجية أو الأوروبية، واستمرار الاحتراف الخارجي في تصاعد، لتسجيل الأرقام كنسبة قياسية تتجاوز كل الأرقام السابقة.
إذ يمثل الاحتراف -الذي حصل عليه عدد من نجوم المنتخب الوطني الأول في فقه المحللين والمتابعين- فرصا تقود لتعديل الأوضاع، ونظرة جديدة من جانب الأندية الخارجية للاعب العماني بعد أن خفت بريقه في السنوات الأخيرة ولم يعد يحظى بفرص احترافية مهمة في الأندية الكبيرة على غرار ما فعل الجيل السابق.
وتشير كل الآراء إلى أن عروض الاحتراف التي حصل عليها عدد من اللاعبين عقب مشاركتهم في بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين بالكويت والتي ستقود للمزيد من التسويق بصورة طيبة لمهارات اللاعب العماني وقدرته على منافسة اللاعبين في القارتين الآسيوية والأفريقية.
هناك أبجديات معروفة في كرة القدم تتحدث عن الاحتراف الخارجي للاعبي أي دولة تمثل قوة دفع فنية كبيرة لمسيرة المنتخب الوطني الأول من خلال حصول اللاعبين على جرعات تدريبية علمية، والتواجد في حالة فنية وبدنية وذهنية عالية مع تطور في الأداء الفردي واكتساب الخبرات الإضافية.
ويمثل الاحتراف الخارجي للاعب العماني إحدى سياسات اتحاد الكرة ومقاصد الجهاز الفني للمنتخب الأول، ولذلك وجدت الصفقات الأخيرة التشجيع والدعم الكامل من المسؤولين في الاتحاد وكذلك الأندية التي لم تتأخر عن الموافقة على خوض نجومها تجارب احترافية حقيقية تضيف لهم مهارات وخبرات تدعم مسيرتهم مع المستديرة.
وقد وضع لاعبو المنتخب الوطني الأول فكرة الاحتراف في أذهانهم، وكانت تعد واحدة من طموحاتهم وأهدافهم في مشاركتهم الماضية في كأس العرب والتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وكان هذا حافزًا ودافعًا لهم أسهم بصورة واضحة في تقديمهم لعروض كروية قوية وجدت الاستحسان والتقدير من المراقبين والمتابعين لبطولة كأس الخليج.
كما شكل حصول عدد من اللاعبين على عروض احترافية واحدا من أهداف مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وفي الوقت نفسه تدفعه لأن يحسن استغلال الأمر حتى يصل إلى مرحلة تشهد فيها فترته انفتاحا خارجيا كبيرا ومتواصلا للكرة العمانية باستمرارية تواجد أكبر عدد من اللاعبين في أهم وأقوى الدوريات.
إذ حرص (عمان الرياضي) على الاستمرارية في طرح قضية احتراف نجوم الكرة العمانية في الدوريات الخليجية باعتباره واحدا من أهم المشروعات التي ترتبط بمستقبل الكرة العمانية، واستمرار اللاعبين في الاحتراف وبلوغ أقصى الدرجات واللعب لكبار الأندية الخليجية والأوروبية بعد النجاح الكبير الذي تحقق في السابق، ووجود رموز بلغت مستويات رائعة في مشوار الاحتراف مثال الحارس الأمين على الحبسي.
وقد أجرت الصحيفة استطلاعًا حول مشروع الاحتراف الخارجي للاعب العماني الذي يعود للواجهة من جديد، واستمعت للآراء الفنية والإدارية التي رسمت خطوطًا توضح كيفية الاستفادة من الاحتراف الخارجي حاضرا ومستقبلا.
اتحاد الكرة يدعم اللاعبين.. ويأمل في منتخب كامل من المحترفين –
تتضمن استراتيجية مجلس إدارة اتحاد الكرة عبر دائرة التطوير الفني حصول عدد من لاعبي المنتخب الوطني الأول على عقود احترافية في الدوريات الخارجية، وأن يزيد العدد ليصل عدد المحترفين خارج سلطنة عمان بما يزيد عن التشكيلة التي يختارها مدرب المنتخب للمباريات. وثمّن نائب رئيس اتحاد الكرة محسن المسروري مسألة زيادة عدد اللاعبين العمانيين المحترفين في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن المجموعة التي نجحت في كسب ثقة الأجهزة الفنية والإدارية في الدوريات الخارجية استثمرت النجاح الذي حققته في المشاركات الأخيرة مع المنتخب الوطني.
وقال المسروري: نحن بلا شك في اتحاد الكرة سعداء للخطوة التي تمت بشأن احتراف بعض نجوم المنتخب في الدوريات الخارجية، وسنعمل على دعم هذه الخطوات عبر خطط عمل واستراتيجية كانت قيد البحث والعمل، وتشكل أحد برامج اتحاد الكرة لدعم اللاعب العماني ومساعدته لأن يطور من قدراته وموهبته ويلفت له أنظار الأندية الكبيرة عالميا وقاريا وإقليميا.
وكشف عن مشروع صقل وتطوير قدرات اللاعب العماني، إذ يشمل لاعبي المنتخب الأول وكذلك المنتخبات السنية وتجرى حاليا جهودًا عبر لجنة التطور الفني لتأسيس قاعدة كروية سليمة تتوفر لها فرص احتراف أفضل في المستقبل.
وتحدث المسروري عن مشروع صقل وتطوير قدرات اللاعب العماني الذي يقوم على أسس علمية وفنية توفر له فرصا للتدريب والمعايشة في الأندية الكبيرة والأكاديميات العالمية عبر التعاون مع الأندية والاتحادات القارية والإقليمية والدولية التي أبرم معها الاتحاد اتفاقيات تعاون وتبادل الخبرات.
وذكر نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة أن الاتحاد يسعى جاهدًا إلى تأمين فترة المعايشة بالنسبة للاعبين الصغار أصحاب الموهبة، وتكون لفترات طويلة من أجل بناء قدراتهم بصورة سليمة وتؤهلهم إلى الاحتراف والحصول على عروض كبيرة ومهمة على مستوى النادي، والمنافسة التي يشارك فيها وإمكانياته في توفير مظلة لتطوير المستوى الفني للاعب.
النسبة الأكبر لعبوا في الأولمبي.. ولبرانكو دور –
ربط محمد بن خميس العريمي مساعد مدرب المنتخب الوطني الأولمبي سابقا والذي أشرف على تدريب معظم الجيل الحالي وحصل على عروض احتراف خارجية، النجاح الذي تحقق بالعمل الفني الذي يتم وفق القواعد العلمية والتي تركز على تطوير قدرات اللاعب الموهوب والاهتمام به في المنتخبات السنية.
وقال: ما حققه نجوم الأحمر من نجاحات ومستويات فنية رفيعة في هذه الفترة كان لها الأثر الإيجابي في تسليط الأضواء عليهم وأن يكونوا محط أنظار الأندية، ومن ثم فتح الباب أمامهم للحصول على هذه العقود الاحترافية.
وأكد أن المنطق يؤكد أن زيادة عدد اللاعبين المحترفين ينعكس إيجابًا على المنتخب الوطني الأول ويفتح أمامه آفاقا واسعة للتطور متى ما توفرت لجهازه الفني عناصر جاهزة بدنيا ولديها خبرات جيدة من خلال صقلهم في دوريات قوية.
ويقول: إن الكرة العمانية لا تزال تملك الفرص العديدة ليستمر احتراف اللاعبين في الخارج بفضل ما يتمتع به اللاعبون من موهبة فطرية وقدرات كروية كبيرة تجعلهم مؤهلين للاحتراف في أندية أوروبية.
وذكر أن كيفية الاستفادة من اللاعبين تعود للجهاز الفني للمنتخب الأول وخطط وبرامج اتحاد الكرة الخاصة بصقلهم واستمرار إعدادهم بالطرق التي تطور مستوياتهم بعد التجارب التي خاضوها في منافسات قوية.
ويؤكد العريمي أن النجاح يحسب أيضا للمدرب برانكو الذي منح اللاعبين الشباب الثقة ودفع بهم في مباريات مهمة وأمام منتخبات كبيرة.
خطوة إيجابية.. وشروط مهمة مطلوب التدقيق فيها –
عاصر نائب رئيس نادي السيب الرياضي يوسف الوهيبي جميع الفترات التي شهدت احتراف نخبة من لاعبي المنتخب الوطني في الدوريات الخليجية والخارجية في السنوات الماضية.
ويقول حول عروض الاحتراف الأخيرة للاعبي المنتخب عقب تألقهم في التصفيات الآسيوية: إن ما حدث يعد واحدة من الخطوات المهمة لرفع مستوى اللاعب العماني من خلال مشاركته في دوريات قوية يكتسب من خلالها تجارب أقوى وخبرات حقيقية تضيف له الكثير الذي يعينه ليطور مستواه الفني.
قائلًا: رغم إيماننا أن الخطوة الإيجابية مطلوبة لتطوير الكرة العمانية ودعم الطموحات للمنتخب الأول، إلا أن هناك شروطا يجب التدقيق فيها حتى لا يكون الاحتراف اسما في غياب المعاني الحقيقية والأهداف المنشودة.
وحدد الوهيبي بعض الشروط التي رأها ضرورة لتؤكد أن اللاعب المنتقل للعب في الخارج سيحصل على فرصة للمشاركة، والنادي المنتقل له يقدم له الإضافة الفنية ويوفر له فرص المشاركة في الدوريات القارية الكبيرة، وكذلك لابد أن يكون العائد المادي مجزيًا بما يحفز اللاعب ليكون حريصًا على القيام بكل الواجبات، والالتزام والحرص على تقديم الأفضل بالإضافة إلى الحافز المادي إذ يعد من الفوائد الفنية.
وأشار نائب رئيس نادي السيب إلى التجارب السابقة والتي شهدت احترافًا يتجاوز العشرين لاعبا في الدوريات الخليجية والخارجية، وهو ما ساعد أيضًا في حصول بعض لاعبي الأندية من خارج قائمة المنتخب الأول على عقود احتراف، ولذلك ننظر إلى أن ما تحقق اليوم يعد خطوة إيجابية من شأنها أن تعيد التجارب السابقة.
ولفت النظر إلى غالبية المنتخبات الآسيوية التي لديها لاعبون محترفون حققت نجاحات كبيرة في مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
وطالب الوهيبي اتحاد الكرة بوضع خطط وبرامج يسعى من خلالها إلى دعم تسويق اللاعب العماني، وحصوله على عروض احترافية مميزة بالتعاون مع الأندية أو الاتحادات التي تربطه معها علاقات تعاون، وفي الوقت نفسه تفتح الأندية الأبواب أمام احتراف نجومها ولكن عليها الحرص على أن يكون النادي المنتقل له اللاعب أفضل فنيا وفي العائد المالي أيضًا لأن بعض التجارب الأخيرة تشير إلى عكس ذلك. وتمنى أن تشهد الكرة العمانية قريبًا زيادة في احتراف نجومها في الأندية الكبيرة الإقليمية والقارية والدولية، وأن يتحول الأمر لتجربة رائدة تثري الكرة العمانية.
نجاح الزملاء مفرح.. ونصحت بعضهم –
أكد اللاعب السابق عماد الحوسني الذي يعد من أبرز نجوم الكرة العمانية في الفترة الماضية أنه يشعر بسعادة كبيرة لحصول عدد من اللاعبين على عقود احتراف في الأندية الخليجية، وما تحقق يعد من أكبر المكاسب للكرة العمانية وللاعبين.
وقال: أشعر بالفرح دائمًا لنجاح الزملاء في الحصول على فرص احتراف خارجي، ويجب أن يطمح كل لاعب للاحتراف الخارجي، واليوم بفضل الله والمستويات التي قدمها اللاعبون في كأس العرب والتصفيات الآسيوية تحقق هذا الطموح لعدد من اللاعبين، ومن المؤكد أن لديهم الدوافع الكبيرة لإثبات وجودهم والاستفادة من هذه الفرص بالصورة المثلى التي تدعم مشوارهم الكروي.
وأشار إلى أنه تحدث لبعض اللاعبين الذين حصلوا على عروض احترافية في الفترة القليلة الماضية، وقدم لهم النصائح بضرورة استثمار هذه الفرص لمواصلة المشوار والمضي إلى الأمام عبر تجارب أخرى أكبر.
وربط ظهور المنتخب الوطني الأول بصورة إيجابية ومقنعة في البطولات الخارجية بوجود عدد من اللاعبين يلعبون في الدوريات القوية، وهو ما حدث في السابق وجنينا ثماره بالنتائج الإيجابية والتقدم في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
وقال: بالنسبة لي فإنني لن أقصر أبدا في واجبي، وتقديم كل الدعم والعون للاعبين الذين حصلوا على عقود احتراف وسأقدم لهم النصائح التي تدعم تحقيقهم للنجاحات التي نتمناها لهم.
مضيفًا: سيكون التواصل بيني وزملائي اللاعبين مستمرًا، وستكون تجربتي وخبراتي تحت تصرفهم دومًا وسأعمل على تبصيرهم بأهمية الاحتراف وفوائده بالنسبة لهم وللمنتخب الوطني والكرة العمانية وضرورة الاستفادة من الفرصة التي تهيأت لهم ويدركوا أن المنافسة لن تكون سهلة بينهم ولاعبي الفرق التي يلعبون فيها، ولا بد من الاجتهاد والالتزام والعمل على تطوير الأداء عبر التركيز وبذل جهود مضاعفة في التدريبات. وتوقع أن يقود نجاح اللاعبين المحترفين لإتاحة الفرصة لعدد آخر في المستقبل القريب، وفي نفس الوقت أن يسهم ذلك في تقوية حظوظ المنتخب في الاستحقاقات المقبلة.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/تألق-نجوم-الأحمر-عربيا-وآسيويا-يفتح-الباب-والمعايير-الفنية-مطلوبة-قبل-المالية