متابعة – عامر بن عبدالله الأنصاري
بناء على دعوة من وزارة الثقافة السورية
– محمد النبهاني: المشاركة في سوريا مهمة جدا، لأنها سوريا، ولأن الوقت قد حان ليعود الكل لموقعه الطبيعي.
– د.عماد جلول: الفرقة ستمضي أوقاتًا رائعة في دمشق وأسواقها ومتاحفها وأحيائها العريقة، وستلمس حجم الأمان الذي تعيش فيه.
تستعد فرقة مسرح الدن للثقافة والفن لشد رحالها إلى الجمهورية العربية السورية، بناء على دعوة تلقتها الفرقة من قبل وزارة الثقافة السورية، لتكون الفرقة في أحضان الشقيقة السورية من 24 فبراير الجاري وحتى الثالث من مارس المقبل.
وتقدم الدن خلال الزيارة المرتقبة مسرحيتها “لقمة عيش” على أحد أبرز المسارح في العاصمة دمشق في حي الصالحية.
و تعد مسرحية “لقمة عيش” من أبرز الأعمال المسرحية التي انتجتها الفرقة خلال مسيرتها المسرحية الطويلة، وحققت العديد من الجوائز المحلية والدولية وتم عرضها في دول عديدة حول العالم.
الوضع الأمني
وأجاب رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن محمد النبهاني في حديث خاص لـ”عمان” على بعض التساؤلات، منها ما يتعلق بالوضع الأمني في الجمهورية العربية السورية، وفيما إذا كان السفر إليها مجازفة، قائلا: “ليس مجازفة إطلاقًا، فالذهاب إلى سوريا الآن هو الفعل الصحيح، وهي دعوة للجميع ليذهبوا، لأن المسرحي من ضمن دوره هو أن يطوع الفن ليكون جسر تقارب ومحبة وسلام وأمان”.
وحول الهدف من الزيارة والرسالة منها، قال النبهاني: “المشاركة في سوريا مهمة جدا، لأنها سوريا، ولأن الوقت قد حان ليعود الكل لموقعه الطبيعي، ورسالتنا هي السلام والمحبة والإخاء الذي يجب أن يعم في شتى بقاع العالم العربي”.
وسألنا النبهاني لماذا اختير عمل “لقمة عيش”، ولِمَ لَمْ يخطط لعرض عمل آخر، مثلا عمل “صالح للحياة” إذ إن فريق العمل نفسه تقريبا، فأجاب النبهاني: “الوضع المالي هو السبب، ما زلنا نعاني من ندرة الدعم المالي في مشاركاتنا الخارجية، ونجتهد وفق إمكاناتنا الشخصية في تحقيق مثل هذه المشاركات، والتي نعتقد أنها ستكون علامة بارزة في التاريخ الثقافي العماني، المسرح يدعوا إلى السلام والمحبة وما نسعى له من خلال هذه المشاركة المميزة نعتقد أنه واجب علينا تجاه أحبتنا في سوريا، وفيما يتعلق بفريق عمل (لقمة عيش) و(صالح للحياة)، فإن الأخير تشارك فيه 3 ممثلات لا يشاركن في (لقمة عيش)، وإذا أردنا مشاركتهن فهذا يعني تكبد مصاريف إضافية تتمثل في أسعار التذاكر، لأن تكاليف التذاكر علينا كفرقة، والجهة المستقبلة تتكلف ببقية الأمور من لحظة الوصول، ورغم تلك التكاليف إلا أننا مصرون على المشاركة حتى نفتح الباب للبقية، ونقول لهم سوريا تستحق أن تُذهب”.
أمل بأعمال مشتركة
وانتقلنا بأسئلتنا إلى الجمهورية العربية السورية، فتلقفها الدكتور عماد جلول، وهو خريج قسم الأدب والنقد المسرحي في “المعهد العالي للفنون المسرحية” في سوريا، وعضو مجلس “نقابة الفنانين السوريين”، ومدير عام “مديرية المسارح والموسيقى” بالجمهورية العربية السورية.
فعلى سؤال “لماذا تم تخصيص فرقة مسرح الدن تحديدا بهذه الدعوة؟”، أجاب الدكتور قائلا: “إن فرقة مسرح الدن معروفة عند جمهور المسرح في سوريا، من خلال السمعة الحسنة للفرقة التي اكتسبتها على مدى تاريخها، وهي الفرقة التي حققت الكثير من الإنجازات، ونالت العديد من الجوائز ويتابع جمهور المسرح في سوريا باستمرار أخبار مهرجان مسرح الدن، ولا شك أن ما حققته الفرقة خلال تاريخها القصير نسبيا وهي التي تأسست في العام 1994 يجعلنا نؤكد أهمية ما حققته الفرقة خلال فترة وجيزة من الزمن إلى أن أصبحت اليوم من التجمعات الفنية المسرحية المهمة على صعيد الوطن العربي، وقد تمكنت الفرقة من استقطاب المواهب العمانية الشابة إلى أن بلغ عدد أعضائها اليوم أكثر من مئة وخمسين عضوا، ومن خلال دعوتنا للفرقة لتقديم أعمالها في سوريا نطمح إلى تأسيس علاقة وثيقة بين الفرقة والفرق المسرحية السورية، وبين المسرحيين العمانيين والمسرحيين السوريين، أملا في تحقيق أعمال مسرحية مشتركة في المستقبل”.
وتابع الدكتور عماد جلول: “ما يميز أعمال الدن هو ذلك التنوع في أعمال الفرقة، وهي أعمال تعكس الصورة المشرقة للتراث الفني والثقافي العماني المغرق في ارتباطه بجذوره وتراثه، والمتابع لأعمال الفرقة يلمس سعي القائمين عليها إلى تحقيق ذلك التوازن بين ما هو تراثي حضاري وما هو معاصر ومشرق، وبذلك تكون الفرقة قادرة على تلبية مختلف متطلبات الجمهور العماني المرتبط بتاريخه العريق وحاضره المضيء”.
وحول الوضع الأمني في سوريا، قال الدكتور: “إن الوضع الأمني اليوم ممتاز، وزائر دمشق يلمس حجم الأمان الذي تنعم به، ولا شك أن الفرقة عندما تزور دمشق ستمضي أوقاتًا رائعة في شوارعها وأسواقها ومتاحفها وأحيائها العريقة، وستلمس حجم الأمان الذي تعيش فيه المدينة، وهي التي نفضت عن كاهلها جرثومة الإرهاب التي حاولت في فترة من الفترات النيل منها بتحريض من بعض وسائل الإعلام التي حاولت وما زالت تحاول تشويه الواقع”.
وأضاف قائلا: “الهدف الأساس من الدعوة تعزيز العلاقات الثقافية والفنية بين الفنانين العمانيين والفنانين السوريين أملا في استمرار عمليه تبادل العروض المسرحية والفنية عامة بما يحقق تطلعات الجمهور في البلدين الشقيقين”.
“لقمة عيش”
ويتحدث عمل “لقمة عيش” -كما جاء في بيان الفرقة- عن مجموعة من القضايا التي تهم حياة الإنسان في حياته اليومية والمواقف التي تمر عليه وأيضا يطرح العمل بعض القوانين والأنظمة والعادات التي تزيد من صعوبة حياة الإنسان في مجتمعه بسهولة وسعادة، وبعض الممارسات الخاطئة من قبل البعض، والتكاسل في تأدية الواجب الوظيفي من قبل البعض الآخر. أحداث العمل تدور بطابع كوميدي يصل للمتلقي بسهولة.
يشارك في تمثيل العمل كل من أعضاء الفرقة الفنانين سالم الرواحي، وأحمد الرواحي، ووليد الدرعي، وأحمد الصالحي، وحيان اللمكي، وخميس البرام.
وهو من تأليف الكاتب البحريني جمال صقر، ومن إخراج محمد بن سعيد الرواحي
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/الدن-تستعرض-قضايا-المجتمع-الساعي-ل-لقمة-عيش-على-خشبة-مسرح-الصالحية-بدمشق