4C3FAD60-9FA3-40EE-8639-FFEBCCCBAE3D-780x470

المدرب الوطني .. بين فرص الصقل والتأهيل .. ودوره في تطوير الكرة العمانية

 

كتب – عمر الشيباني

يعتبر وجود المدرب العماني على رأس الجهاز الفني لأندية دوري الدرجة الأولى ودوري عمانتل أمرا صعبا نظرا لشعبية المدرب الأجنبي وسمعته بين الوسط الرياضي وخاصة الجمهور المتعطش لمشاهدة ناديه على منصات التتويج على ضوء ذلك تلجأ إدارات الأندية لاستقطاب أفضل المدربين الأجانب وحصولهم وبالتالي على فرص عديدة حتى في حالة تدهور نتائج فرقهم وذلك على عكس ما يحدث تماما مع المدرب الوطني وتهديده بالإقالة من منصبه لضعف الأداء أو سوء النتائج وأنه يكون تحت المجهر في كل مباراة يستلم دفة قيادتها، وعلى الرغم من تهميش دور المدرب الوطني والاستعانة به حاليا يوجد العديد من المدربين أصحاب الكفاءات العالية والأداء المتميز مع فرقهم، على غرار المدرب رشيد جابر اليافعي مدرب نادي ظفار وحمد العزاني مدرب نادي النهضة والإنجازات العديدة التي حققوها في مسيرتهم التدريبية مع اختلاف الفرق التي دربوها، ولنقترب أكثر من الدور الذي يقوم به المدرب الوطني ومدى مساهمته في تطور الكرة العمانية أجرينا استطلاعا للرأي مع نخبة من أبرز المدربين الوطنيين.

إبراهيم صومار: لا توجد فرص للمدرب الوطني في قيادة دفة المنتخبات

حيث قال المدرب الوطني إبراهيم صومار البلوشي مدرب نادي عمان: لا توجد دورات تدريبية لصقل المدربين من قبل الاتحاد العماني لكرة القدم، ونرى باستمرار أن هناك محاباة من قبل الاتحاد تجاه بعض المدربين الوطنيين، وفي المقابل تهميش دور بعض المدربين حيث لا يوجد تواصل بينهم وبين اتحاد الكرة. وأضاف إبراهيم صومار بأنه حتى الدورات التدريبية الموجودة وهي دورات روتينية مثل دورة “د” و “سي” ويحصل عليها المدرب لكنها لا تعطي الفائدة الكبرى للتدريب، مؤكدا أهمية رفع مستوى هذه الدورات وتحديثها باستمرار، وعلى الاتحاد العماني لكرة القدم تبني تطوير مستوى التدريب وإعطائه حقه للمشاركة في تدريب المنتخب الوطني الأول، متسائلا لماذا لا يوجد مدرب وطني في الجهاز الفني للمنتخب العماني الأول، ثم لمَ لا يتم إجبار المدرب الأجنبي على قبول مدرب وطني مساعد ضمن طاقمه التدريبي بدلا من التعاقد مع المدرب الأجنبي بجهازه التدريبي المساعد كاملا؟.

ووصف إبراهيم المدرب الوطني بمدرب الطوارئ ، وأنه على الصعيد الشخصي ولله الحمد كتبت له الاستمرارية في قيادة عدة فرق أهمها السويق والمصنعة ونادي عمان حاليا. وأكد صومار أن المدرب الوطني يجب إعطاؤه مساحة كبيرة وصلاحيات كالتي تعطى للمدرب الأجنبي لإثبات نفسه ويجب على إدارات الأندية أن تعطي المدرب الوطني الاهتمام وليس وضعه لتدريب الفئات السنية فقط، مع الإشارة لامتلاك سلطنة عمان مدربين ذوي كفاءة عالية باستطاعتهم قيادة دفة المنتخب مستقبلا، فاهتمام الأندية بالمدربين الوطنيين والاستفادة منهم بالشكل الأمثل ممكن أن يرجح كفتهم على المدربين الأجانب، وأكد أنه لم يحصل على فرصته كاملة في الفترة الماضية للوصول لتدريب المنتخب الأول لكرة القدم حيث كان مساعد مدرب للمنتخب الأولمبي ومنتخب الناشئين في فترة من الفترات. وفيما يتعلق بتعاقدات الأندية مع المدرب الأجنبي، فأشار إبراهيم صومار إلى أنها تعتبر ثقافة لبعض الإدارات وتعاقد بعض إدارات الأندية مع مدربين وطنيين على مستوى عال، أما للأسف فإن بعض الأندية تكون ثقتهم شبه معدومة بالمدرب الوطني نتيجة للضغوطات التي تفرضها الجماهير على إدارات الأندية للتعاقد مع مدربين أجانب.

سالم النجاشي: المدرب الوطني يدرب نفسه بنفسه والاتحاد لا يساعد المدرب على التطور

قال سالم بن سلطان النجاشي مدرب نادي صور إنه في الآونة الأخيرة تم التطرق إلى هذا الموضوع كثيرا وأن المدرب الوطني يدرب نفسه بنفسه وأغلب المدربين على اتصال دائم مع جهات من خارج سلطنة عمان لأخذ الشهادات والدورات التدريبية الحديثة وأن الاتحاد لا يساعد المدرب على التأهيل والتطور، مضيفا أنه لا توجد شهادة “برو” في سلطنة عمان لذلك يلجأ المدربون أخذها من الخارج، مؤكدا أن لجنة التطوير في الاتحاد العماني لكرة القدم تتحمل المسؤولية. وأكد النجاشي أنه لا يهم اسم المدرب وجنسيته للتدريب بقدر أهمية الأداء والنتائج التي يحققها، ففي دوري عمانتل يتم الاستعانة بالمدرب الأجنبي أكثر من المدرب الوطني، مع الإشارة إلى أن الوضع الحالي في انتشار جائحة كورونا كانت سببا مباشرا لتعاقد الأندية مع المدربين الوطنيين وأن أغلب الأندية تعتمد على عاطفة الجمهور لجلب المدرب الأجنبي.

وأضاف النجاشي أنه يجب منح المدرب الوطني فرصته الكاملة وأن هناك مدربين على مستوى عال من الكفاءة مثل رشيد جابر مدرب نادي ظفار، حمد العزاني مدرب نادي النهضة ويعقوب الصباحي مدرب نادي نزوى الحالي وغيرهم من المدربين أصحاب الخبرات التدريبية العالية وأصحاب الإنجازات الجميلة مع فرقهم، وتابع أن المدرب الأجنبي حين يأتي ينصدم بالوضع لعدم وجود الاحتراف في دورينا، وأشار إلى أنه لا ينقص المدرب الوطني أي شيء للتألق واستلام قيادة المنتخبات على أعلى المستويات. وعبر النجاشي عن رفضه لمقولة إن المدرب الوطني هو مدرب طوارئ مع الإشارة إلى أن بعض عقود المدربين الوطنيين عالية ولهم شروطهم التي تتناسب مع إمكانياتهم أما بعض المدربين حتى الشرط الجزائي لا يوجد في عقده.

وليد السعدي: المدرب بحاجة لاكتساب الخبرة حتى يصل لمستوى المدربين الأجانب

من جانبه أكد وليد السعدي المدرب السابق لناديي الشباب وصحم أن الدورات لها فوائد كثيرة سيما من المحاضرين الآسيويين باعتبار أن المدرب يحتاج إلى تجارب التدريب في الكرة الأجنبية لتبادل الخبرات بحكم أنهم متطورون ومتقدمون في هذا الجانب، فالمدرب الوطني أحوج لهذه الخبرات التدريبية عالية الجودة حتى يصل للمستويات التي تضاهي المدربين الأجانب ليسهم في تطور الكادر التدريبي الوطني في سلطنة عمان. وأشار السعدي إلى أن إدارات الأندية تنظر إلى المدرب الأجنبي أنه أفضل من المدرب الوطني والجمهور يحاسب الأندية في حالة أي تعثر لفرقهم وعدم تقديم مستويات جيدة، كما أبرز السعدي وجود عدد كبير من المدربين الوطنيين أصحاب المستويات العالية في دوري الدرجة الأولى، أما في دوري عمانتل فتعمل إدارات الأندية على جلب مدربين أجانب لتطوير الدوري.

وأكمل حديثه مبديا رأيه حةل ما إذا كان مع أو ضد مقولة أن المدرب الوطني مدرب طوارئ وقال: إذا تم اللجوء للمدرب بعد السقوط فيعتبر مدربا جيدا وأنا ضد هذه المقولة، وأضاف أن هناك مدربين وطنيين مثل حمد العزاني وقاسم المخيني ورشيد جابر استفادا من التأهيل والصقل الموجود داخل سلطنة عمان وقيامهما بالعديد من الدورات التدريبية مع المطالبة بتحسين الدورات التدريبية مستقبلا وعدم حاجة المدربين للسفر لخارج سلطنة عمان لأخذ هذه الدورات.

عبيد الجابري: اجتهادات شخصية للحصول على الدورات التدريبية العالمية

بينما أبدى عبيد الجابري مدرب أندية السلام ومجيس سابقا أن صقل وتأهيل المدرب الوطني مفقود وهذا يتضح من عدم توفر حلقات عمل للمدربين و التأهيل قائم على اجتهادات شخصية من المدرب فقط، كما لا توجد حلقة وصل بين الاتحاد العماني لكرة القدم والمدربين إضافة إلى عدم وجود دورة (برو) ودورة (أ) ، وهناك حاجة لوجود محاضرين ذوي كفاءات عالية من خارج سلطنة عمان لإقامة هذه الدورات التدريبية المهمة، فعلى الاتحاد العماني لكرة القدم إجبار أندية الدرجة الأولى أن يكون المدرب الوطني على رأس الأجهزة الفنية للأندية، وتابع الجابري حديثه أنه من المفترض أن يكون هناك تعاون بين الاتحادات الخارجية لصقل المدربين والتطوير وأنه من المفترض أن يتم إنشاء جمعية خاصة للمدربين الوطنيين ويكون هناك همزة وصل بين الاتحاد العماني لكرة القدم وبين المدربين العمانيين وبالتالي سهولة التواصل بينهم، وأضاف الجابري واصفا المدرب العماني بأنه قريب من اللاعبين وهو ما لا يتحقق في المدرب الأجنبي رغم توفر الإمكانيات له.

في سياق متصل، أكد الجابري أن إدارات الأندية تتعاقد مع المدرب على حسب طموحات النادي سواء البقاء أو المنافسة على الألقاب، فضلا عن أنه مما يلاحظ بأن المدرب الوطني لا تُهيأ له الإمكانية للقيام بمهامه بخلاف المدرب الأجنبي، بجانب عدم إعطائه الفرصة الكافية التي يستحقها ، ولا ننسى أن بعض المدربين الأجانب ينقلون صورة سيئة عن الدوري العماني كالترويج بأن مستواه متواضع وعدم وجود لاعبين ذوي مستويات فنية عالية.

وأكد الجابري على أهمية إعطاء الثقة للمدرب الوطني والوقت الكافي لتنفيذ أفكاره وبعد ذلك يتم المحاسبة على ضوء الأداء والنتائج، وأن قرار التقييم يجب أن يكون من أصحاب الخبرات الفنية وليس من طرف إداري الفريق، كما أشار لعدم استفادة المدربين الوطنيين من الخبراء الموجودين في اتحاد كرة القدم وأن سلطنة عمان هي من أوائل الدول التي أولت اهتمامها الكبير بالفئات السنية، ولكن للأسف هناك تراجع ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأعطى مثالا للخبير الموجود سابقا حسن حرمة الله ومدى تأثيره سابقا لأنه كان يهتم بكل التفاصيل والتطوير.

أما عن مقولة إن المدرب الوطني هو مدرب طوارئ فيقول الجابري إنه فعلا كذلك نظرا للواقع الذي نعيشه وقبول المدرب الوطني التدريب في أي وقت وتحت أي ظرف مع عدم المبالغة في المطالبات المالية والمميزات الخاصة التي من المفترض أن يحصل عليها أسوة بالمدرب الأجنبي، على أنه يجب وضع آلية ولوائح لسقف رواتب المدربين الوطنيين وأن تكون للمدرب الوطني كلمته مع تهيئة العوامل المؤهلة للنجاح وتوفير الإعداد الجيد للفريق ولاعبين على مستوى عال. وفي الختام تحدث الجابري عن الدورات التدريبية وفائدتها على المدربين وأن الفائدة تأتي على حسب المدرب نفسه ومدى اطلاعه المستمر على هذه الدورات وتكثيف البحث والمتابعة المستمرة لها والطموح للتطور وأنه من المفترض أن لا يقل طموح المدرب مهما كانت الصعوبات الشائكة أمامه.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/المدرب-الوطني-بين-فرص-الصقل-والتأهيل-ودوره-في-تطوير-الكرة-العمانية