ضمن 16 رواية تؤكد تنوع المجتمعات العربية وتدين استغلال الأزمات وتمنح صوتًا للمرأة
– الإعلان عن القائمة القصيرة في مارس وتتويج الفائز مايو المقبل
“عمان”: وصلت رواية “دلشاد” للكاتبة والروائية العُمانية بشرى خلفان للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية إضافة إلى 15 رواية أخرى مرشّحة للفوز في دورة الجائزة لعام 2022 بين 122 رواية تقدمت للجائزة، وضمّت القائمة الطويلة (الصادرة خلال الفترة بين أول يوليو 2020 حتى آخر يونيو 2021) إضافة إلى “دلشاد” بشرى خلفان، روايات “البحث عن عازر” للكاتب السوري نزار أغري، و”ماكيت القاهرة” لطارق إمام من مصر، و”زنقة الطليان” لـبومدين بلكير من الجزائر، و”همس العقرب” لمحمد توفيق من مصر، و”رامبو الحبشي” لحجي جابر من إرتريا، و”الهنغاري” لرشدي رضوان من الجزائر، و”أين اسمي” لديمة الشكر من سوريا، و”خادمات المقام” لمنى الشمري من الكويت، و”المئذنة البيضاء” ليعرب العيسى من سوريا، و”حكاية فرح” لعز الدين شكري فشير من مصر، و”أم ميمي” لبلال فضل من مصر، و”يوميات روز” لريم الكمالي من الإمارات، و”الخط الأبيض من الليل” لخالد النصرالله من الكويت، و”خبز على طاولة الخال ميلاد” لمحمد النعّاس من ليبيا، و”أسير البرتغاليين” لمحسن الوكيلي من المغرب.
ومن المؤمل أن يشهد شهر مارس المقبل اختيار عناوين القائمة القصيرة، كما سيشهد مايو المقبل الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة.
“دلشاد” الرواية
تقسم رواية “دلشاد” إلى ثلاثة فصول، يحمل كل فصل عنوان حارة من حارات مسقط، التي تدور فيها الأحداث الرئيسية للرواية، في النصف الأول من القرن العشرين. الشخصية الرئيسية “دلشاد”، الفتى المسقطي، مجهول النسب، الذي يكبر في حارة من حارات “البلوش”، متأثرًا بثقافتهم ومن جاورهم من العرب. منه ترث مريم الجوع والضحك، وتكون طفلته وأمه ورفيقته في عماه، لكنه ولشدة فقره، يضطر لتسليمها إلى بيت تاجر مسقطي، لتعمل مقابل لقمتها. في ذلك البيت، تعرف مريم تناقضات الحياة، حيث تعيش مطمئنة ثم تضطر للهرب. “دلشاد” رواية عن الجوع والحزن، المغامرة، والحب، تتوالد فيها الحكايات بأصوات متعددة، وبلغات مختلفة، تعنون لتعدد الثقافات في مسقط.
وتمتد تجربة بشرى خلفان الإبداعية في كتابة القصة والرواية والمقال لأكثر من ربع قرن، وحازت على جائزة الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء لأفضل إصدار للنص المفتوح عن “غبار” (2008)، كما ترأست لجنة الأدب والإبداع بالنادي الثقافي بمسقط، من 2010 إلى 2012، كما أدارت مختبر السرديات العُماني، كعضو مؤسس من 2014، وأقامت العديد من حلقات العمل في الكتابة الإبداعية داخل سلطنة عُمان وبلدان الخليج العربي.
الروايات المتأهلة
تعالج الروايات المتأهلة قضايا متنوعة من صراع الفنانين من أجل البقاء على قيد الحياة، وهم يواجهون الحروب والسلطات القمعية، إلى علاقة الشرق بالغرب، وقضايا الحرية، والأمومة ومفاهيم الجندر، وتؤكد روايات القائمة الطويلة تنوع المجتمعات العربية الاجتماعي والعرقي والديني، بينما تدين استغلال أزمات المنطقة لتكديس الثروات غير المشروعة، وتمنح الروايات صوتًا للمرأة العربية والإفريقية، إذ تحكي روايتان من ضمن القائمة قصتي امرأتين عاشتا في ظل كاتبين غربيين مشهورين.
لجنة التحكيم
واختيرت القائمة الطويلة من قِبل لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، برئاسة الناقد والروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت (الفائز بالجائزة عام 2015 عن روايته “الطلياني”)، وعضوية كل من إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي؛ وبيان ريحانوفا، أستاذة الأدب العربي بجامعة صوفيا، بلغاريا؛ وعاشور الطويبي، طبيب، شاعر، ومترجم من ليبيا؛ وسعدية مفرح، شاعرة وناقدة من الكويت.
مأدبة أدبية دسمة
في إطار تعليقه على القائمة الطويلة، قال شكري المبخوت، رئيس لجنة التحكيم: “تميّزت الروايات التي رشّحتها دور النشر العربيّة في هذه الدورة بوفرة الأعمال الجيّدة، جودة تؤكّد، مرّة أخرى، ما تشهده الرواية العربيّة من انتعاش وتطوّر جعلاها الجنس الأدبيّ الأقدر على التعبير عن شواغل الشعوب العربيّة اليوم في بيئاتها المحلّيّة المختلفة. وهذه القائمة الطويلة تقدّم إلى القارئ والمتابع للرواية العربيّة مأدبة أدبيّة دسمة متنوّعة ثريّة تمثّل نماذج مختلفة من اجتهادات الروائيّين العرب في السنة المنقضية وقد تميّزت بالتنوّع والطرافة وروح الابتكار والجهدين المعرفيّ والجماليّ، سواء سعى أصحابها إلى إحكام الحبكات الروائيّة والتفنّن في بنائها أو إلى تهشيمها وتشتيتها في نزعة تجريبيّة بيّنة. فالمهمّ أنّ القارئ يعسر عليه بعد فراغه من المطالعة أن ينسى شخصيّات جذّابة مركّبة مرسومة بعناية لها سمك إنساني لا يخفى”.
انغماس في البيئة
من جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: “تتنوّع موضوعات روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة، معبّرة عن انغماس الرواية العربية المعاصرة في بيئتها من وجهة نظر نقدية، تحاول من خلالها كشف بعض خبايا هذه البيئة، أو الغوص في إشكاليات العلاقة التي تربط الذات العربية، بكل تنغيماتها، مع الآخر. يوازي هذه التنوّع في الموضوعات تنوعًا في البنيات، يعكس بعضها حالة التهشيم والتهميش التي يستشعرها الإنسان العربي في بيئته المحليّة، أو في موقعه في العالم. وتعكس هذه الروايات توجّهًا نحو التجريد والتجديد، على يد ثلّة من الروائيين العرب الذين برزوا على الساحات الأدبية في أقطارهم، ينحتون نصوصًا وشخوصًا قادرة على تهشيم الحدود؛ لمخاطبة القارئ العربي في كل مكان على امتداد الوطن العربي وخارجه”.
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة تهدف إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، إذ تموّل الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، حيث سيشهد العام الجاري صدور النسخة الإنجليزية لكل من رواية “دفاتر الورّاق” لجلال برجس (الفائزة بالجائزة عام 2021) و”ملك الهند” لجبور الدويهي (القائمة القصيرة 2020)، عن دار إنترلينك. كما تصدر النسخة الإنجليزية لرواية “شريد المنازل” لجبور الدويهي (القائمة القصيرة 2012) عن دار سيكول. ومن الروايات المرشحة إلى القائمة القصيرة في عام 2021، ستصدر “نازلة دار الأكابر” لأميرة غنيم عن دار أوروبا، و”وشم الطائر” لدنيا ميخائيل عن دار بيكاسوس في الولايات المتحدة. وتم الاتفاق على شراء حقوق الترجمة الخاصة بروايتين للكاتبة إنعام كجه جي وهما “طشاري” (القائمة القصيرة 2014) التي ستصدر عن دار إنترلينك بالإنجليزية و”النبيذة” (القائمة القصيرة 2019) التي ستصدر بالفرنسية عن دار غاليمار.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/رواية-دلشاد-ل-بشرى-خلفان-في-القائمة-الطويلة-ل-البوكر-العربية-لعام-2022-م