رئيس الاتحاد العماني للفروسية لـ«عمان الرياضي»: نواصل ترسيخ مكانة عُمان على خارطة رياضة الفروسية عالميا

حاوره: فهد الزهيمي
أكد السيد منذر بن سيف البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية أن مستقبل رياضة الفروسية العمانية يسير في الطريق الصحيح ووفق استراتيجية واضحة المعالم، ولدينا فرسان لهم مستقبل كبير وباهر خلال المرحلة المقبلة، ولا يخفى على الجميع أن رياضة الفروسية تواصل التطور بشكل كبير في مختلف الجوانب، كما ستكون هناك طفرة كبيرة في هذه الرياضة مستقبلا، وهذا لم يأت من فراغ أو بطريق مفروش بالورود وإنما بجهد مضاعف وكبير من قبل الجميع، بداية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومن الاتحاد والفرسان وملاك الخيل والمواطنين ومحبي رياضة الفروسية.

وأشار البوسعيدي في حديثه لـ«عمان الرياضي» إلى أن مجلس الإدارة يعمل على مشروع لنقل مقر اتحاد الفروسية بالاتفاق مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب من مكانه الحالي وحتى مزرعة الرحبة وذلك بحكم إقامة الكثير من الفعاليات والمسابقات هناك وأيضا من المهم تواجد مجلس الإدارة بالقرب من ميادين المسابقات، وخدمة الفرسان بشكل أفضل من مختلف الجوانب فنيًا وإداريًا وكل ما يخص إنجاح المسابقات، ونطمح قريبًا أن تكون يدير الاتحاد العماني للفروسية المناشط والفعاليات من مزرعة الرحبة.

مهرجان الفروسية

وحول مهرجان الفروسية الذي أقامه الاتحاد مؤخرا، قال البوسعيدي: المهرجان كان مميزًا لعدة أسباب منها توقف أنشطة الفروسية خلال النصف الأخير من العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وارتأينا عمل مهرجان يشتمل على العديد من الفعاليات، والتي كان منها القدرة والتحمل وقفز الحواجز والتقاط الأوتاد وركض العرضة، وقمنا بالسعي لأن تكون لهذه المسابقات وزنها وتخصص لها جوائز مالية قيمة، وقد حظيت هذه المسابقات بالمستويات الفنية الجيدة، وارتأينا أيضا تتويج الفرسان الفائزين بالمراكز الأولى في ختام المهرجان الذي لم يكن بتنظيم من الاتحاد العماني للفروسية فقط وإنما أيضا من المواطنين ومن الفرسان، وبفضل من الله وتكاتف الجهات الأخرى الحمد الله خرجنا بمهرجان رائع وجميل أشاد به الجميع.

عمومية الآسيوي بمسقط

من جانب آخر تستضيف سلطنة عمان ممثلة في الاتحاد العماني للفروسية اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي للفروسية، خلال الفترة المقبلة، وفي هذا الجانب قال السيد منذر بن سيف: كما يعلم الجميع أن الاتحاد العماني للفروسية عمل خلال السنوات الماضية على تقوية العلاقات مع الاتحادات الإقليمية والدولية، وقد أثمرت هذه العلاقات الخارجية بشكل ناجح، كما أن حضور الاتحاد العماني للفروسية في اجتماعات الاتحاد الدولي رسخ مكان سلطنة عمان في خارطة رياضة الفروسية عالميًا ونواصل العمل في هذا الجانب على مختلف الأصعدة، ومن خلال هذه العلاقات القوية مع دول العالم، قمنا بتقديم طلب استضافة هذا الاجتماع الآسيوي وذلك قبل سنتين من الآن وسط منافسة مع عدد من الدول الآسيوية المنتسبة للاتحاد الآسيوي، والحمد الله تم إسناد هذا الاجتماع المهم لسلطنة عمان وذلك في شهر مارس المقبل على الرغم من تأجيل إقامة هذا الاجتماع عدة مرات بسبب جائحة كورونا، وسيكون الاجتماع بالحضور الفعلي وأيضا عبر تقنية التواصل المرئي.

وأضاف السيد منذر بن سيف: يمثل هذا الاجتماع أهمية كبيرة لسلطنة عمان، وذلك لجوانب عديدة منها رياضية وترويج سياحي وغيرها من الأهداف التي نسعى إليها، وكذلك الاطلاع على الإمكانيات التي تحظى بها سلطنة عمان فيما يخص رياضة الفروسية.

تنوع المسابقات

وتابع رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية حديثه قائلا: الاتحاد ينظم العديد من المسابقات والفعاليات منها القدرة والتحمل وقفز الحواجز والتقاط الأوتاد وأدب الخيل وركض العرضة، وأيضًا إضافة مسابقة الرياضة الثلاثية وهذه الرياضة بالتحديد في طور البدايات، ولا يخفى على الجميع أن الرياضات الأولمبية مثل قفز الحواجز بدأت بالظهور وأخذت الاهتمام بشكل كبير خلال الفترة الماضية ولدينا عدد كبير من النشء يمارس هذه الرياضة العريقة، ولدينا خطط وفق منهجية واضحة للارتقاء وتطوير المراحل العمرية.

وأضاف: رياضة القدرة والتحمل تعتبر من الرياضات المحبوبة وهي رياضة قوية ونقوم بتنظيم مسابقات في هذا الجانب لـ100كلم و120كلم ولديها تصنيف محلي ودولي وحسب الخطط الموضوعة لهذا النوع من المسابقات، كما أن رياضة التقاط الأوتاد أيضا من الرياضات المهمة والتي لها شعبية كبيرة من قبل الفرسان الذين تألقوا في العديد من البطولات المحلية والدولية، وخير دليل هو تحقيق فرسان سلطنة عمان لعدد من الميداليات الملونة في البطولة الدولية لالتقاط الأوتاد بالدقم والتي نظمها الاتحاد الدولي لالتقاط الأوتاد في شهر ديسمبر الماضي، وهذا دليل على تطور هذه الرياضة سواء من الفرسان أو المدربين أو الكادر الفني، كما نأمل أن يواصل هؤلاء الفرسان تحقيق النتائج الإيجابية وخاصة في بطولة كأس العالم لالتقاط الأوتاد المقبلة.

وأشار إلى أن رياضة ركض العرضة تحظى بشعبية كبيرة جدا في مختلف المحافظات خاصة أن سلطنة عمان في عام 2018 حققت إنجازا مهما وذلك بعدما أدرجت اللجنة الدولية الحكومية للاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونيسكو، رياضة عرضة الخيل والإبل كملف منفرد لسلطنة عمان ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، ودور الفروسية أصبح بارزا بشكل كبير في المجتمع العماني، ونحن سعداء بهذا التطور والإقبال الكبير من الجميع على ممارسة هذه الرياضة. وتابع السيد منذر بن سيف قائلا: في الجانب الآخر أيضا هناك رياضة أدب الخيل ولها 4 مسابقات في هذا الموسم، ونحن كاتحاد قمنا بالتركيز أيضا على رياضة قفز الحواجز وأن نضخ الجوائز المالية القيمة في هذه الرياضة التي تحظى بإقبال كبير من الجنسين وهي رياضة عريقة محليًا وعالميًا. تطوير المراحل السنية

وحول أهمية التطوير والارتقاء بدوري المراحل السنية «الناشئين والشباب» وهي تعتبر المنجم والرافد للمنتخبات الوطنية خلال المرحلة المقبلة، قال البوسعيدي: يحظى قطاع الشباب باهتمام كبير وبالغ من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه ورعاه. ومن هذا المنطلق يولي الاتحاد العماني للفروسية اهتمامًا كبيرًا لتطوير قطاع الشباب في رياضة الفروسية من أجل الارتقاء بهم من مختلف الجوانب الرياضية والثقافية والفنية والإدارية وغيرها من أجل أن يكون الفارس أو المنتسب لرياضة الخيل على دراية شاملة بكل رياضات الفروسية، وأيضا من أجل اكتشاف المواهب المجيدة التي يمكن صقلها وتأهيلها بطريقة صحيحة ووفق أسس علمية، ثم حصد النتائج في مختلف المسابقات التي يشاركون فيها سواء على المستوى المحلي وذلك من خلال المسابقات التي يقيمها الاتحاد أو من خلال البطولات الخارجية التي تشارك فيها منتخباتنا الوطنية.

مدارس الفروسية

واسترسل في الحديث قائلا: لدينا خطط لتطوير هذا القطاع المهم وهو قطاع النشء، وخلال السنوات الماضية قمنا بالتركيز على مدارس الفروسية في مختلف المحافظات، واليوم أصبح قطاع مدارس الفروسية في توسع مستمر، وهناك مدارس مهتمة بالمراحل العمرية وهناك مدارس مهتمة بذوي الإعاقة، وأيضا هناك مدارس للهواة وأيضا هناك مراكز مهتمة بالرياضات الأولمبية، وهذا التنوع يسهل علينا اكتشاف المواهب المجيدة من الفرسان، كما نقوم بتشجيع هذه المدارس والمراكز والأندية أيضًا بإقامة البطولات، والحمد لله لاحظنا تطور الفرسان خلال الفترة الماضية، ومن خلال هذه الشراكة مع هذه المدارس أصبح لدينا ارتياح كبير حول مخرجات هذه المدارس، والشيء الآخر أن هناك تنافسا كبيرا بين فرسان هذه المدارس وخاصة في المسابقات التي يقيمها الاتحاد العماني للفروسية.

تطوير الكوادر الإدارية

وقال السيد منذر بن سيف البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية: استراتيجية الاتحاد لا تقتصر فقط على إقامة المسابقات والفعاليات، وإنما عملنا أيضا يشتمل على تطوير الكوادر الإدارية العاملة بالاتحاد وتثقيفها من مختلف الجوانب فيما يخص رياضة الفروسية سواء من الجوانب الإدارية والفنية والإعلامية وذلك من أجل مواكبة التطور الكبير الحاصل في عالم رياضة الفروسية والارتقاء بهذه الكوادر الإدارية وإيجاد نقلة نوعية لأدائها تماشيا مع التطور العالمي في هذه الرياضة. وأضاف: نقوم أيضا بإبراز الدور الثقافي في رياضة الفروسية وذلك من خلال تثقيف الإداريين أو الفرسان أو البيطريين أو الفنيين أو غيرهم من منتسبي الفروسية وذلك من خلال إقامة دورات بأعلى المستويات الدولية، وهناك دورات متخصصة تأتي ضمن نطاق التضامن الأولمبي أو من الاتحاد الدولي للفروسية، والحمد لله أتت هذه الدورات بثمارها بشكل كبير، ولدينا موظفون مؤهلون وذو كفاءة عالية سواء من المستوى الرياضي والثقافي ولديهم دراية كبيرة في كيفية إدارة جميع مسابقات الفروسية من مختلف الجوانب فنيًا وتنظيميًا وغيرها من الجوانب الأخرى، كما أن الطاقم البيطري العماني مؤهل بشكل كبير جدًا ويمكنه الاهتمام بالخيل على جميع المستويات، بحكم أنهم يشاركون في إدارة البطولات المحلية والدولية بشكل متواصل، كما أن التحكيم العماني معتمد دوليًا وأثبت جدارته محليًا ودوليًا، كل هذه الجوانب تأتي في إطار الدور الثقافي الذي يقوم به مجلس إدارة الاتحاد لرفع وصقل مهارات الكوادر العمانية لأفضل المستويات.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/رئيس-الاتحاد-العماني-للفروسية-لعمان-الرياضي-نواصل-ترسيخ-مكانة-عمان-على-خارطة-رياضة-الفروسية-عالميا