طموحات وآمال كبيرة للاعبات منتخب ألعاب القوى بدوري الاتحاد

كتبت – مريم البلوشية
عبير الجابرية: الدوري يزيد من احتكاك اللاعبات وتحضرهم للمشاركات الخارجية
تعد رياضة ألعاب القوى واحدة من الرياضات التي يتم التنافس فيها بشكل كبير لأنه يتم إجراء منافساتها على أصعدة ومستويات مختلفة كفئات الشباب والفتيات منهم الأشبال والناشئون والعموم، وترتبط ألعاب القوى بشكل كبير بالألعاب الأولمبية والتي تعتبر من الألعاب الأكثر شعبية في العالم، ومن هذا المنطلق يولي الاتحاد العماني لألعاب القوى اهتمامًا كبيرًا لتنظيم بطولات ومسابقات خاصة في ألعاب القوى، حيث قام الاتحاد بإطلاق النسخة الأولى من دوري الاتحاد لألعاب القوى هذا العام بمشاركة كبيرة من اللاعبين واللاعبات، ومن خلال الجولتين الأولى والثانية برزت مواهب واعدة بين صفوف الفتيات في ألعاب القوى.

وحول المشاركة النسائية في دوري الاتحاد لألعاب القوى قالت عبير بنت حمود الجابرية إدارية منتخب الفتيات أن مشاركتنا في المسابقات جاءت لتحقيق عدة أهداف منها زيادة احتكاك اللاعبات مع بقية اللاعبين في ألعاب القوى لإكسابهن الخبرة وتبادل المعرفة في ما بينهم في شتى الألعاب الخاصة بالقوى وتحضيرهن للمشاركة وتحطيم أرقام شخصية قياسية في الاستحقاقات القادمة سواء كانت محلية أو إقليمية، ويشارك في الدوري 8 لاعبات من فتيات المنتخب وأغلبهن في سباقات السرعة 100 و200 متر، ويعمل منتخب الفتيات في الوقت الحالي على تنفيذ خطة تدريبية خاصة لفئة العموم كما توجد خطة تدريبية خاصة لفئة الأشبال.

غياب القاعدة الصلبة

وحول أهم التحديات التي تعترض القطاع النسائي في ألعاب القوى قالت عبير الجابرية: أصعب تحدٍ نواجهه في هذه الفترة هو عدم توفر القاعدة الصلبة في اللعبة المتمثلة في عدد ممارسات ألعاب القوى في سلطنة عمان، فمن النادر جداً أن نرى عنصرا نسائيا يمارس أو يشارك في ألعاب القوى بالرغم من وجود فتيات موهوبات في ألعاب القوى، ولكن التحدي يكمن في صعوبة الوصول إليهن أو اكتشاف هذه المواهبة.

الجدير ذكره أن الاتحاد العماني لألعاب القوى يعمل على تشكيل عدة خطط استراتيجية لجذب أكبر عدد ممكن من الفتيات في ألعاب القوى، ولحل هذه المشكلة أيضاً لابد من وجود تنسيق بين الاتحادات الرياضية المختلفة بالإضافة إلى المدارس والجامعات والأندية الرياضية للوصول إلى هذه المواهب وتمكينها واستثمارها، ومن الجانب الآخر لا يمكن الجزم بأن أغلب الصعوبات والتحديات التي تواجهنا في الرياضية النسائية بوجه عام وألعاب القوى بالخصوص هي فنية وتنسيقية فقط، وإنما هناك جوانب اجتماعية وصحية وثقافية أيضا، ولو تحدثنا عن الجانب الاجتماعي سنركز كثيرا على العادات والتقاليد التي تعيق وتعرقل طريق الفتيات إلى وقتنا هذا، ولكن في الوقت عينه نرى بأن الكثير من أولياء الأمور أصبحوا أكثر تقبلًا لمشاركة الفتيات في جميع القطاعات، ومن أهمها القطاع الرياضي بجانب نصفها الآخر الرجل، ولدينا عدة نماذج من الفتيات اللاتي استطعن قهر جميع التحديات وأثبتن جدارتهن في محافل محلية ودولية اختصت بألعاب القوى.

وتابعت الجابرية: نتطلع خلال الفترة المقبلة بأن تكون هناك عدة مسابقات وبطولات سواء كانت مختلطة أو نسائية فقط في ألعاب القوى لضمان استمرارية الفتيات في ألعاب القوى بالإضافة إلى جذب المزيد من الفتيات وترغيبهن في المشاركة، وهذه المسؤولية لا تقع على عاتق الاتحاد فقط وإنما يقع بعضًا منها على الأندية واللجان الرياضية لأنها المنبع الأساسي الذي يرفد الاتحاد باللاعبات واللاعبين.

وثمنت الجابرية روزنامة الموسم الرياضي 2021-2022 للاتحاد العماني للألعاب القوى الحافل بالكثير من البطولات والمسابقات والجولات المحلية، فهناك تنوع ثري في هذه الروزنامة والتي من خلالها يتّضح جليًا تنوع المسابقات للأندية والأيام المفتوحة، كما أن الاتحاد عمد إلى استحداث بطولة الاتحاد في نسختها الأولى والتي تتكوّن من 5 جولات موزعة على مختلف المحافظات.

مستويات جيدة

من جانبها قالت شنونة بنت صالح الحبسية مدربة منتخب الفتيات ولاعبة سابقة بالمنتخب: من بعد مرور جولتين في دوري الاتحاد لألعاب القوى أظهرت أغلب الفتيات المشاركات في الدوري مستويات تتفاوت بين الجيدة والجيدة جدًا وتعد بداية مبشرة بالخير لمستقبل الفتيات لما نلاحظ من تطور كبير ومستمر في المستويات خصوصا في ألعاب السرعة و 200 متر بحكم أن الفتيات المشاركات جديدات في المنتخب، وعملنا على خطط تدريبية مكثفة لكل فئة على حدة فهناك خطة تدريبية خاصة بفئة الأشبال وكذلك خطة للناشئين بالإضافة إلى خطة متفردة خاصة بفئة العموم، ومتفائلون جداً بأن يتم تحطيم أرقام شخصية قياسية جديدة خلال الجولات القادمة من الدوري.

وحول الإقبال العام على ألعاب القوى من فئة الفتيات، قالت: من الملاحظ حاليًا انتشار أكثر للعبة بين فئات المجتمع المختلفة في سلطنة عمان في ظل التطور الفكري والثقافي الذي شهدناه في السنوات الأخيرة المنصرمة الذي أصبح يشجع الفتاة العمانية على المشاركة في مختلف المجالات والقطاعات ومنها القطاع الرياضي، فأصبحنا نلتمس وجود العنصر النسائي العماني في شتى الألعاب الرياضية، وغالباً لا تخلو أي لعبة من فريق أو منتخب نسائي فيها، وهنا لا ننسى الدور الكبير الذي تقوم به عضوات مجالس إدارات الاتحادات الرياضية المختلفة القرار الذي عمل على إحداث حراك رياضي نسائي ملموس في سلطنة عمان وأصبحت الفتاة العمانية تساهم وبشكل كبير في بناء الرياضة العمانية وإعلاء شأنها لجعلها في مصاف الدول المتقدمة رياضيًا، وفي الوقت عينه لا ننكر وجود التحديات والصعوبات لأن القطاع الرياضي كغيره من القطاعات التي من الطبيعي جدًا أن نواجهه فيها العراقيل ولكن بتكاتف الجهود والمضي قدمًا في سبيل الرياضة العمانية لن يبقي أي منها يعترض طريقنا، ونرى تقدمًا كبيرًا في تاريخ ألعاب القوى، ويتجلى هذا التاريخ في مشاركة سلطنة عمان بمختلف الفئات في أغلب نسخ الأولمبياد والتي كان آخرها في طوكيو، ونرى طموحا ورغبة لدى الفتيات في ألعاب القوى لمواصلة تألقهن وخطف ميداليات في قادم الوقت.

وقدمت الحبسية الشكر للاتحاد العماني لألعاب القوى لما يوليه من اهتمام كبير لخدمة وتطوير المشاركات العمانية المحلية والخارجية في ألعاب القوى وتذليلهم لكافة الصعاب وتسخير إمكانياتهم لتشكيل منتخبات وطنية قوية خاصة بألعاب القوى وتركيزها على مختلف الفئات في روزنامة الموسم الرياضي 2021-2022 الحافل بالكثير من البطولات والمسابقات والجولات المحلية.

ترغيب الفتيات

أما مريم بنت سلطان اليعربية لاعبة المنتخب والمشاركة في سباق عدو الفتيات 400 متر في دوري ألعاب القوى فقالت: استفتحت عام 2022 بمشاركتي في دوري ألعاب القوى والتي تعد بداية قوية لتحقيق إنجازات مستمرة في هذا العام ومنها تسجيل رقم شخصي في أقل من دقيقة، وحققت المركز الثالث في سباق 100 متر للفتيات في الجولة الأولى من دوري ألعاب القوى، وحصدت المركز الثاني من فئة الشباب في منافسات الفتيات وفي سباق 200 متر مختلط، وأنا أشارك ليس لتحقيق مركز متقدم فقط وإنما هدفي الأول من المشاركة هو خوض التجربة والاستفادة القصوى من هذا الدوري وللتعرف على الخبرات العمانية في ألعاب القوى والاحتكاك بها لاكتساب المزيد من الخبرة والتعرف على قصص النجاح في هذه الرياضة.

وأضافت: بدايتي في ألعاب القوى كانت منذ مرحلة الطفولة في مرحلة الدراسة الابتدائية التي كنت أمارس فيها ألعاب القوى بكل حب وشغف لتحقيق حلم الانضمام إلى المنتخب الوطني الخاص بالفتيات وبرغبة ذاتية وبتشجيع من عائلتي وبدعم من المدرب فهد المشايخي تحقق حلمي الأول، وستتحقق بقية أحلامي على أرض الواقع بعد تمكني من المشاركة في أولمبياد ألعاب القوى العالمية.

وقالت اليعربية: طموحي في ألعاب القوى لا يقتصر على تحطيم رقم شخصي قياسي جديد فقط بل المساهمة في نشر ألعاب القوى في سلطنة عمان بشكل واسع وخصوصا بين فئة الفتيات لأننا في الوقت الحالي لا نحتاج لممارسة الرياضة بهدف المشاركة وإنما نمارس لأنها أصبحت ضرورة ملحة يجب الاهتمام بها لتطوير وتحسين نمط الحياة تفاديا من المخاطر الصحية والنفسية المترتبة لعدم ممارستها، وكذلك لتكوين بنية تحتية قوية خاصة بألعاب القوى تتوفر فيها جميع المقومات والمستلزمات بالإضافة إلى زيادة عدد ممارسات ألعاب القوى.

طموحات كبيرة

فيما قالت عزة بنت سلطان اليعربية لاعبة سباقات السرعة في منتخب الفتيات لألعاب القوى: رقمي الشخصي الأخير بلغ 27 ثانية وأشارك في دوري ألعاب القوى في سباقات 100 متر و200 متر واستطعت تحقيق المركز الثالث في منافسات الفتيات وفي سباق 200 متر مختلط في الجولة الثانية من هذا الدوري، ولدي عدة إنجازات ومشاركات في ألعاب القوى منها مشاركتي في البطولة العربية لألعاب القوى في الأردن وبطولة المرأة الخليجية.

وأضافت عزة: بدأت في الانخراط في رياضة ألعاب القوى منذ 2016 وكنت حينها طالبة في المدرسة وواصلت في ألعاب القوى إلى المرحلة الجامعية الحالية التي أصبحت نوعا ما تعيق من تدريباتي بقيادة المدرب حمود الدلهمي الذي لا يألو جهدًا في تقديم أفضل ما لديه لتدريبي وكان والدي الملهم الأول لي في ألعاب القوى لأنه كان لاعبًا سابقًا أيضاً وأغلب أفراد عائلتي في المجال الرياضي، حيث نشأت في بيئة رياضية خصبة وفرت لي جميع الاحتياجات المادية والمعنوية ودعمتني بقوة في مشواري الرياضي ولا زالت ترفدني بالدعم والطاقة الإيجابية لمواصلة تحقيق حلمي في الوصول إلى العالمية، بغض النظر عن نظرة فئة من المجتمع المجحفة في حق أغلب الفتيات الرياضيات سواء كان في ألعاب القوى أو بقية الألعاب الأخرى الذين لا زالوا غير متقبلين لوجود العنصر النسائي في الميادين الرياضية، ولكن خلال الفترة الماضية لاحظنا التحول الكبير والنوعي في الرياضية النسائية وأصبحت تلاقي اهتماما كبيرا من قبل الاتحادات واللجان والأندية الرياضية وبعض المؤسسات الحكومية والخاصة.

وذكرت اليعربية أن المنافسة في ألعاب القوى بين الفتيات لا زالت ضعيفة وذلك لعدم وجود عدد كبير من الممارسات وأغلب الأرقام الشخصية تتقارب في مختلف المسابقات وكذلك تتكرر نفس الأسماء في أغلب الدوريات أو البطولات، وهنا يأتي دور الاتحاد العماني لألعاب القوى لترغيب الفتيات في المشاركة بعمل مسابقات خاصة بالفتيات فقط لاستقطاب أكبر عدد واختيار النخبة وضمهن للمنتخب.

مواصلة التألق

بينما قالت عداءة المنتخب مزون بنت خلفان العلوية: رقمي الشخصي الأخير كان 24.98 ثانية وأشارك في دوري ألعاب القوى في سباقات السرعة وحصدت على المركز الثاني في منافسات الفتيات، وفي سباق 200 متر مختلط في الجولة الثانية وحققت المركز الأول في سباقات 100 متر في الجولة الأولى وسنواصل أنا وبقية زميلاتي تحقيق أرقام شخصية أفضل خلال الجولات القادمة من الدوري.

وأضافت: بدايتي في ألعاب القوى كانت في عام 2013 بعد انضمامي للمنتخب وشاركت في العديد من البطولات في محافل مختلفة منها عربية وإقليمية ودولية وحصدت من خلالها على بعض الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية والشهادات ومشاركتي الأخيرة كانت في أولمبياد طوكيو 2020 وبسبب إصابتي حينها لم استطع الخروج من الأولمبياد بميدالية، بينما أهم إنجازاتي في عام 2021 كانت بتحطيم رقمي الشخصي وذلك في سباقات السرعة 100 متر و200 متر.

الجولات القادمة

وتواصل لاعبات المنتخب المشاركة في الجولة الثالثة من دوري الاتحاد يوم الجمعة المقبل وذلك بالمجمع الرياضي بصلالة بمحافظة ظفار، وذلك ضمن روزنامة الموسم الرياضي 2021-2022 للاتحاد العماني للألعاب القوى، بينما سيكون شهر فبراير حافلا بالمسابقات المتنوعة، والبداية يوم الثلاثاء، الأول من شهر فبراير وذلك بإقامة سباق مسندم للطريق بولاية دبا، وتعقبه يوم الخميس 3 فبراير إقامة ملتقى الأشبال والناشئين بمحافظة مسقط، وفي يوم الجمعة 4 فبراير ستقام الجولة الرابعة من بطولة دوري الاتحاد لمسابقات الجري والوثب والرمي للذكور والإناث وذلك بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر بمحافظة مسقط، بينما في يوم الجمعة 11 فبراير ستقام تصفيات درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب لمحافظات مسندم وشمال وجنوب الباطنة والظاهرة والبريمي وذلك بالمجمع الرياضي بصحار، وتعقبها إقامة تصفيات درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب لمحافظتي ظفار والوسطى وذلك يوم الجمعة 18 فبراير، وتُختتم مسابقات شهر فبراير بإقامة تصفيات درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب لمحافظات مسقط والداخلية وشمال وجنوب الشرقية وذلك بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر بمحافظة مسقط.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/طموحات-وآمال-كبيرة-للاعبات-منتخب-ألعاب-القوى-بدوري-الاتحاد