تركيز كبير على المراحل السنية.. وتشدد في مسؤولية الإسعاف باللائحة
يواصل اتحاد الكرة جهوده في فترة دورته الانتخابية التي بدأت في نهاية العام الماضي، ويخط بخطى حثيثة إلى إنجاز جميع التغييرات الإيجابية والشاملة والجذرية في كل ما يتعلق بعمله الخاص بتنظيم المسابقات وإعداد المنتخبات وذلك عبر العديد من الخطط والبرامج التي تخضع للدراسة والتقييم والبحث والتحليل وصولا لنظام كروي جديد يبدأ تطبيقه في الفترة المقبلة عبر الاستفادة من السلبيات ودعم الإيجابيات.
ويرفع مجلس إدارة اتحاد الكرة شعار التجويد ويسعى لتطبيق سياسة الأبواب المفتوحة عبر إتاحة الفرصة لكل الشركاء خاصة المسؤولين في الأندية للمساهمة بالآراء والوجهات لصياغة المتغيرات والتعديلات الجديدة على النظام الكروي في السلطنة.
المتغيرات المتوقعة ستكون شاملة وتستهدف للوصول إلى أفضل نظام ناجح في إدارة المسابقات وبتركيز كبير على منافسات المراحل السنية وتنظيمها بالصورة التي تقود للتطور وتساعد في تجاوز السلبيات والأخطاء والعقبات، ويتم تشكيل القاعدة الكروية السليمة لتدعم النقلة المرجوة وتجاوز العقبات التي ظلت تكبل الخطوات وتحول دون تحقيق الأهداف الكبيرة المتمثلة في إيجاد موقع مميز ومتقدم للكرة العمانية في الساحة الإقليمية والقارية والعالمية خاصة على صعيد الأندية التي تحتل مركزا متأخرا في التنصيف القاري.
التغيرات في البرامج الكروية في العادة لا تكون كبيرة، وفي العموم تشهد استقرارا بشكل أكبر فيما يتعلق بالهيكل التنافسي وتوزيع الأندية على الدرجات المتعارف عليها والتركيز دائما يكون في مسابقات المراحل السنية التي يتم العمل حاليا على تعديلات مهمة تحولها إلى منافسات ذات جدوى، وتضمن تحقيق استراتيجية التطور وضمان وجود قاعدة سلمية يتم إعدادها عبر عمل فني علمي واحترافي.
ظلت مسابقات المراحل السنية تعيش حالة من عدم الاستقرار في التنافس بسبب غياب بعض الأندية في بعض المنافسات ودائما يكون ربط الأمر بقلة الموارد المالية والصعوبات التي تواجهها الأندية في تأهيل وإعداد فرق سنية واعدة وهو الأمر الذي سيعمل مجلس إدارة اتحاد الكرة على إيجاد معالجات له، وتوفير بعض الدعم حتى تنتظم المسابقات السنية وتكون ذات فاعلية وملزمة للجميع.
يدرك اتحاد الكرة أن تطبيق أي نظام كروي جديد أو إحداث تغيرات على ما كان سائدا سابقا يتطلب تعديلات قانونية وتشريعية في اللوائح والقوانين التي تنظم العمل، لذلك بدأت حملة تنقيح لكل القوانين وتم مخاطبة الأندية لتسهم في التعديلات المرجوة.
دور الأندية
ينتظر اتحاد الكرة من أنديته أن تلعب دورا إيجابيا في الفترة المقبلة، وتساهم في نجاح البرامج والتعديلات والخطط والبرامج التي تستهدف التطوير والوصول إلى صيغة نظام كروي يحقق الإيجابيات المنشودة ويؤسس لبناء الأجيال بطريقة منتظمة ومستقرة تفجر قدرات المواهب التي تذخر بها الكرة العمانية.
هناك متطلبات كثيرة وأمور فنية أخرى تخص الأندية لتشارك بنصيب كبير في دعم تطور المسابقات، وذلك من خلال تحضيراتها الجيدة للمنافسة والتعاقد مع أجهزة فنية مقتدرة وصاحبة تجارب وخبرات تكون قادرة على تطوير العمل وتنمية القدرات الفردية والجماعية وأن تدعم فرق المراحل السنية، وتحرص على إثراء منافساتها عبر تجهيز الفرق القوية التي تذخر بالمواهب.
المطلوب من الأندية على صعيد المراحل السنية يشكل دوما التحديات الكبيرة التي تستحق الاهتمام ورصد الميزانية المطلوبة لجني الثمار واكتشاف نجوم واعدة تشكل الإضافة وتعزز الصفوف وتحافظ على تصاعد الأداء الفني في النادي وتجعله مؤهلا للمنافسة على الألقاب المحلية والبحث عن حضور إقليمي وقاري جيد.
وظل الاهتمام بالمراحل السنية في الأندية على مدار المواسم الماضية يمنح مؤشرات مبكرة عن شكل التنافس وحظوظ الأندية في المنافسة والمساهمة بتقديم أسماء جديدة في عالم كرة القدم تسجل حضورها في المنتخبات السنية وصولا إلى المنتخب الوطني الأول.
وتدرك جميع الأندية في سلطنة عمان معادلة النجاح وتحقيق الألقاب، والتي تعتمد بشكل أساسي على نوعية اللاعبين أصحاب القدرات الفنية العالية، والمهارات الجيدة التي تساعد في تحقيق النتائج الإيجابية، وهو ما يظهر دائما بوضوح عبر السباق بين الأندية في تأسيس فرق سنية بمواصفات متقدمة مع تقديم الدعم المطلوب.
مشاركة واسعة
يدرك اتحاد الكرة أن تحقيق أي نقلة كروية على صعيد العمل الفني والإداري يتطلب تعاونا وعملا جماعيا مع الشركاء، والهدف من ذلك ترسيخ مبادئ العمل الجماعي المطلوب لتنظيم وبرمجة المسابقات وتطورها بما يساعد على النجاحات ويرضي طموحات الجميع وفي ذات الوقت يقود إلى التطور المنشود ولموسم تتوفر فيه كل عناصر التشويق والإثارة، وإعداد نجوم المنتخبات الوطنية ليكونوا في أفضل جاهزية فنية وبدنية لتحقيق النتائج الإيجابية التي ترفع من قيمة الكرة العمانية وتمنح المنتخبات حضورا مشرفا قاريا ودوليا وإقليميا.
وعلى مدار الموسم تقوم لجنة المسابقة ورابطة الدوري بتدوين جميع الملاحظات التي تصدر من الأندية حول عملها وتنظيمها للبطولات المختلفة وذلك بغية تفاديها في الموسم التالي وبجانب ذلك يفتح باب التواصل مع جميع الأندية لمعرفة ما لديها من تحفظات حول المواسم الماضية وما تراه إيجابيا ويخدم المصلحة العامة، ويجب أن يحدث في المواسم المقبلة.
ولأن اتحاد الكرة يدرك أن المسابقات تعد أكبر هموم الأندية يقوم بمنحها أولوية كبيرة في عملها وجهودها لتغير الواقع للأفضل الذي يحقق معادلة التطور.
وسيكون الشعار لتحقيق الأهداف جميعها هو إشراك الجميع في القرار وبالتالي فإن الخطة تقوم على جعل الأندية التي تمثل الجمعية العمومية للاتحاد جزءا أصيلا في صناعة القرار داخل الاتحاد.
المنتخب يعد اللاعبين
الثابت في السنوات الماضية وضمن خطة تطوير المسابقات يتم التركيز بصورة كبيرة على قدرات لاعب المنتخب عبر برامج تجعل الأندية تستفيد من نجومها في المنتخبات عبر تجهيزهم فنيا وبدينا خلال الموسم عبر المعسكرات والتجمعات والمباريات الدولية الودية والرسمية وأن يتم كل هذا عبر تنسيق مستمر بين المشاركات الخارجية والبطولات المحلية.
وظهر هذا جليا في الفترة الماضية، مما جعل هذا الأمر واضحا ويدل على استفادة الأندية من مشاركة نجومها في المنتخب الوطني الأول وكذلك الأولمبي عبر مشاركتهم في معسكرات داخلية وخارجية لمدة كبيرة تسبق انطلاقة الموسم، وأثناء فترات التوقف وهو ما يتيح للأندية فرصة جيدة للاستفادة من جاهزية نجومها الدوليين والمساهمة في تقديم إضافة فنية مؤثرة على الأداء ومن ثم النتائج الإيجابية.
الفكرة تقوم على مبدأ أن يساهم المنتخب الوطني ومدربه الكرواتي برانكو في تجهيز اللاعبين الدوليين والذين يتجاوز عددهم الـ36 في تشكلية المنتخب، والتي يتم اختيارها في غالب الأحيان من 26 لاعبا للمعسكرات التي تسبق أي مباراة قارية أو دولية.
ويعد التوسع في قائمة المنتخب من بين خطط المدرب وذلك لرغبته في إيجاد قاعدة كبيرة للأحمر تتيح فرصة التغيير وتحقيق شعار الإحلال والإبدال الذي فرضته الظروف على الكرة العمانية مع اقتراب جيل اللاعبين الكبار من اعتزال اللعب الدولي.
تعديلات على اللوائح
أجرى اتحاد الكرة في الفترة القريبة الماضية على اللوائح المنظمة للبطولات بعض التعديلات، ومثال على ذلك لائحة شؤون اللاعبين ولائحة والمسابقات، وأرسل للأندية مسودة التعديلات مطالبا بتقديم الآراء حولها، وإضافة كل ما يستحق الإضافة.
وكما هو معروف أن اللوائح شهدت تنقيحا كبيرا في الموسم الماضي بعد أن كان اتحاد الكرة يعمل بلائحة قديمة عمرها خمس سنوات تم إجازتها في عام 2010، ومع الممارسة والتجربة ظهرت العديد من الأمور التي باتت بحاجة للوائح وقواعد تحكمها وتعالجها، وهذا ما حرص عليه الاتحاد السابق وقام بحصر كل السوابق والمسائل التي تحتاج لضوابط ونصوص واضحة.
ويتوقع أن يلتقى اتحاد الكرة بعض الآراء والملاحظات حول اللائحة في ظل حرص الأندية على لائحة مواكبة توفر العدالة في المنافسات وتجعل الصورة واضحة بشأن كل المخالفات والعقوبات.
وتشير المعلومات إلى أن اللائحة الجديدة لن تشهد تغيرات كبيرة جوهرية، ولكنها ستكون متشددة في تطبيق كل ما تنص عليه من مواد تتعلق بواجبات الأندية.
وأبرز التعديلات المتوقعة على لائحة المسابقات هو النص الخاص بتحديد مسؤولية توفير النادي المضيف للمباراة لسيارة الإسعاف، وبعد الحوادث الماضية سيتم التشدد في هذا الأمر عبر نصوص أكثر صرامة.
الأولى بعد الدمج
ساهم التوافق الذي جمع بين إدارات أندية الدرجة الأولى والثانية في الفترة الماضية لميلاد نظام الدمج وإلغاء الثانية من قاموس المسابقات لتصبح المنافسة واحدة تجمع أندية الدرجتين الأولى والثانية، وهو ما جعل عدد الأندية التي تشارك في المسابقة كبيرا، وفرض على المسابقات ابتداع نظام تنافسي يحقق الفوائد الفنية المرجوة من الدوري.
ورغم التوافق لا يزال البحث جاريا من أجل إيجاد نظام أفضل للمسابقة في ظل الدمج بما يعالج السلبيات ويقلل من الصعوبات والمعاناة الكبيرة التي تواجه الأندية خاصة ذات الموارد الضعيفة، وتعاني من توفير فاتورة المشاركة في مباريات الموسم.
وكثرت المحاولات الفنية والمبادرات في السنوات الماضية من أجل توفير كل الدعم لدوري المظاليم حتى يتطورا فنيا ويشهدا نقلة حقيقية تجعله يشكل قاعدة التطور للكرة في السلطنة من خلال إفراز لاعبين شباب موهوبين يدعمون مستقبل الكرة.
وتجتهد الدائرة الفنية في اتحاد الكرة بتقديم كل الدعم الفني الذي يساعد في تطور مسابقة دوري الدرجة الأولى مع حرص الاتحاد الكامل لتطبيق كل الشروط التي تقلل نفقات الترحيل وتحقق مكاسب مادية جيدة للأندية.
وتعد المسائل المالية هي العقبة الحقيقية التي تعاني منها أندية الأولى والثانية، وتحد من طموحاتها في المشاركات القوية والحضور الجيد في الدوري وكذلك المشاركة في مسابقات المراحل السنية المختلفة.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/جهود-التطور-الفني-مستمرة-وشراكة-مطلوبة-بين-الاتحاد-والأندية