“المهاجر” يروي بشاعة الاغتراب والطريق إليه هربا من واقع الحال في الوطن

كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري
“تواصل” تطلق أيامها المسرحية وتستمر حتى الخميس
إسماعيل الرواحي: حضور العروض سيكون بتذاكر رمزية، لأن من الأهداف الرئيسية التسويق لفكرة شباك التذاكر –

افتتح ستار «أيام تواصل المسرحية» مساء اليوم بعرض مونودرامي بعنوان “المهاجر”، من تأليف الكاتب المسرحي بدر الحمداني، وإخراج الفنان المسرحي سامي البوصافي، وأداء الفنان المسرحي عبدالحكيم الصالحي.

وستواصل الأيام المسرحية، التي تنظمها فرقة تواصل المسرحية بالشراكة مع كلية الدراسات المصرفية والمالية، عطاءها الفني حتى يوم الخميس 13 يناير الجاري، وذلك على خشبة مسرح قاعة عمان في كلية الدراسات المصرفية والمالية.

وسيتم خلال الأيام المسرحية التي تقام في 5 ليالٍ عرض 3 عروض مسرحية، فبالإضافة إلى مسرحية “المهاجر” سيتم عرض المسرحية الكوميدية “عبر الأثير” من تأليف الكاتب الكويتي نصار النصار وإخراج ماهر الحراصي وتمثيل كل من قحطان الحسني، وسامي البوصافي، وعمار الجابري، وزاهر الصارمي، وحامد الجميلي وسرور الخليلي، كما سيتم عرض مسرحية باللغة الإنجليزية بعنوان “before breakfast” هي من إخراج محمد الشماخي وتمثيل عزة اليعربية.

المهاجر

وكان الجمهور مساء اليوم مستمتعا بالعرض المونودامي الذي أداه باقتدار الفنان عبدالحكيم الصالحي، مقدمًا في هذا العرض مأساة من مآسي الحياة ومآسي العديد من المجتمعات، التي تعرضت بلدانها لخراب الحروب وويلات الصراعات، فلم يجدوا ملجأ نحو الحياة إلا من خلال ترك بلدانهم والهجرة إلى برِّ الأمان حيث يعتقدون، إلا أن الواقع لم يكن كما هو في الحسبان فعناء وويلات الهجرة تفاجئ اللاجئ بما كان يعتقده بر الأمان.

معاناة جسدها الصالحي تصور بشاعات متعددة، بداية بترك أرض الوطن، بشاعة نفسية وجسدية وواقعية، فتلك الأرض التي كانت عمارا ذات يوم أصبحت كالهشيم والخراب، فلا الجدران تأوي، ولا الأسقف تستر، ولا الحياة تُؤمن، وبشاعة معاناة الهجرة وويلات الطريق وهول أمواج البحر أو التضاريس القاسية أو الغابات الخطرة، وبشاعة الوصول إلى أرض المهجر والحياة كغريب من بعد أن كان المهاجر حرا في أرضه وابن بلده يواجها اللاجئ رغما عنه.

استطاع الكاتب بدر الحمداني تصوير هذه المعاناة في نص مسرحي قوي، واستطاع المخرج سامي البوصافي توظيف الخشبة وملئها بالممثل الواحد وسد الثغرات حتى يخرج بعرض متكامل متمكن أسر الجمهور من أول ثانية وحتى نهاية العرض، كما استطاع الممثل عبدالحكيم الصالحي أن يخطف الأضواء بأدائه القوي من خلال تقمص الدور والغوص في الحكاية كأنه جزء منها فعلا.

تذاكر رمزية

وفي سؤال من “عمان” حول قيمة التذاكر المسرحية للعروض، أجاب رئيس فرقة تواصل المسرحية، إسماعيل الرواحي بقوله: “حضور العروض سيكون بتذاكر رمزية، لأن من الأهداف الرئيسية التسويق لفكرة شباك التذاكر، وكوننا فرقة مسرحية أهلية ولا يوجد للفرقة دخل ثابت سوى من خلال الأعمال الفنية ولأن إنتاج مثل هذه الأعمال مكلف جدًا، ونعمل على ترويج ثقافة شباك التذاكر من خلال التسويق لعروضنا وفعالياتنا من خلال وسائل الإعلام من الإذاعة والتلفزيون والصحافة، وأيضا في مواقع التواصل الاجتماعي وعن طريق بعض المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في سبيل تعزيز ثقافة شباك التذاكر”.

وجاء في تصريح للرواحي حول الأيام المسرحية قوله: “سيتم خلال الأيام المسرحية تقديم عروض مسرحية وأمسية فنية وورش تدريبية في أيام متواصلة وتكون من اشتغال أعضاء الفرقة فقط حتى يحصلون على الفرصة المناسبة من أجل إبراز طاقاتهم ومواهبهم وخبراتهم، تقدم الأعمال للجمهور المتعطش لحضور مثل هذه الفعاليات على مسرح قاعة عمان بكلية الدارسات المصرفية والمالية، والجدير بالذكر أن هذه الفعالية هي بالشراكة مع كلية الدراسات المصرفية والمالية وتعد انطلاقة لتعاون مستدام بين الفرقة والكلية وهو ما يعد تجسيدا لخدمة الكلية للمجتمع واهتمامات شباب الوطن. وتعد الفعالية من أبرز الفعاليات التي تنظمها الفرقة منذ تأسيسها”.

جدول الأيام

وتم تقسيم فعاليات الأيام المسرحية بواقع عرضين لكل من مسرحية “مهاجر” التي بدأت اليوم، وتعرض يوم الاثنين كذلك في تمام الساعة السابعة مساء، ومسرحية “عبر الأثير” التي سيكون عرضها الأول يوم الثلاثاء 11 يناير، والأربعاء 12 يناير، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء، فيما سيكون عرض واحد فقط للمسرحية الانجليزية “before breakfast” وذلك يوم الخميس 13 يناير في تمام الساعة 7 مساء.

وبالنسبة للفعاليات المصاحبة الأخرى، فستكون هناك حلقة عمل مسرحية يوم الثلاثاء في تمام الساعة 5 مساء، إضافة إلى أمسية فنية من غناء كل من نورة النظيرية، وسامي البوصافي، وزمزم البلوشية وذلك يوم الخميس 13 يناير.

وجميع العروض ستقام على مسرح قاعة عمان للدراسات المصرفية والمالية، وقيمة التذاكر ستكون بواقع 3 ريالات عمانية.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/المهاجر-يروي-بشاعة-الاغتراب-والطريق-إليه-هربا-من-واقع-الحال-في-الوطن