كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري
المجموعة القصصية “غرب/شرق.. القلبِ” جديد الكاتب
يُصدر قريبًا للكاتب العماني أحمد بن محمد العلوي المجموعة القصصية المعنونة بـ”غرب/ شرق.. القلب”، التي تحوي بين دفتيها 11 قصة من وحي خيال الكاتب، وسيوقع الكاتب إصداره الجديد في معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة من 13 إلى 22 يناير الحالي.
وحول النصوص القصصية في المجموعة -الصادرة عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع- قال الكاتب أحمد العلوي: “نصوص متنوعة تحاول أن تعبر هذا الاحتدام الكبير للصور المتطايرة، التي تغيب لحظة ظهورها، سمةُ العصرِ السرعة، لذا تحاول النصوص أن تُمسك بما تبقى من اللحظات، وأن تلتقط الصورة وتجمها ضد النسيان وسط زحام سير هذه الحياة”.
وتابع: “ترتبط النصوص الخمسة الأولى بالأسماء التي عبرت متاهة الحياة، لتحفظ بذلك مرورها الكبير في وجدان النص، وترسم خط الصعود الأزلي لأرواحها ولنصها، أما النصوص الخمسة الأخرى والمعنون بابها بـ(بشيخة) فهي محاولة البحث عن المعنى الذي يجعل الرحيل أنثى، تنادي فيكِ الأرض والوطن، شيخة بكل أشكالها الخمس -النصوص- هي الذات التي لا تغادر أرضك، هي ما تبقى منك هناك”.
واسترسل قائلا: “غرب/ شرق.. القلب، النص السردي الأخير وهو عنوان الكتاب، يغوص في تأملات الانتظار المفتوحة، يخلق صراعه الذاتي داخل الأسطورة والمنحوتة (منحوتة شرق-غرب/غرب-شرق) للفنان العالمي ريتشارد سيرا، الذي يفتح سماء الاحتمالات القصوى بين النص والألواح الأربعة المشكلة لمنحوتته”.
وحول ما إذا كانت النصوص رسائل أو تفريغ لخيالات الكاتب، أوضح العلوي: “النص ليس فعليًا رسالة ولا تفريغ لطاقة بقدر ما هو حوار بين الكاتب وديمومة العيش في أصغر صورها وهي (اللحظة) التي يتغير ما بعدها التي يستدعي الإحاطة بها فعل يراه من خلال الكتابة”.
وعن سؤالنا “أحيانا يتجه الروائي لكتابة النصوص، برأيك هل هذه النصوص ولادات لروايات مستقبلًا، دُوِّنت حتى لا تُنسى؟”.
أجاب قائلا: “أوافقك الرأي وأضيف أنني ككاتب رواية أتطلع إلى النص السردي بشكل تلقائي فهو من يصنع نفسه، هو من يظهر لنا ونحن ندونه، ضد الزمن وضد أنفسنا، والنصوص كما في غرب/شرق…القلب، هي ما يخص بها الكاتب عالمه الذي يعيشه والرواية هي ما يحاول التساؤل عما يعش وفقه”.
وقال الكاتب أحمد العلوي لـ”عمان” في كلمته الأخيرة: “لا شيء أكثر من إغراء نص يفرض ذاته ليتملص منك إلى العلن! / وشكرًا للشاعر لبيد العامري الذي تصدر كل نص من (غرب/شرق.. القلب) بأبيات شعرية من ديوانه (بوسعي أن أقول).
ويتضمن ظهر غلاف الإصدار تعقيب على المجموعة من الدكتورة إبتسام إسماعيل الصمادي، وهي شاعرة وأكاديمية سورية، وقالت فيه: “نصوص تشي بسرد روائي لكنها تتعالى عليه لتدخل في نسيجها الخاص المنفلت وتدخل في إنسانية اللحظة المبهرة، يكتب أحمد العلوي رسائل ليست كالرسائل، وقلقًا ليس كقلق الشعراء، إنه فلسفة البقاء احتفاءً بالتفاصيل الصغيرة التي تُطالعك منذ بداية هذا العمل: (إلى الأعلى مضيتُ لحظة التقطتِ الكيس ووليتِ ذاهبة وأنا أرهف السمع لحفيف ثوبك ولتصادم النجوم المتعلقة به،
ليتها علمت وانتبهت
أشعر أنني أسمع الهديل الخفيّ إبان كل رحيل كبير).
إنه أرق الزمن الذي يفهمه جيدًا صديقه لبيد (الزمن الذي تنفلت أبعاده وتتجدد ضد مروره، النبوءة التي يحيا بها المتصوف المتعلق بالتصورات النابعة من بئر ذات حالكة.. تنساب كالماء من مبهم الأبواب العتيقة لتتوحد بالوحدة الأصلية لمعنى الكون).
يكتب العلوي رسالة (شيخة) (شيخة هذه التي يزن اللحظة بها)، أنه نهج البقاء الذي تتوارى أطيافه في امرأة تقامر بغياب الكاتب وحضوره، لكنها وطن يغرد خارج ذات الكاتب المغترب، لذا يركن ذاته عند حدود كيانها كله.
يختم الكاتب بنص (شرق/غرب…القلب) وهو عنوان الكتاب الذي يختصر فلسفته الوجودية: تتراءين لي من شرفة الشرق العالية التي تعكس الغرب، إلى الغرب وحده، ضد قوانينه البائدة) .. سأترك للقارئ هنا أن يستمتع بلحظة إبداع تختصر أرق الوجود بالكتابة”.
جدير بالذكر أن الكاتب قد صدر له عملين سابقين، رواية حملت عنوان “ليلة الأمس”، وإصدار آخر بأدب الرسائل بعنوان “رسائل القمر: مائة ليلة خلف ضياء امرأة”.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/أحمد-العلوي-إنني-ككاتب-رواية-أتطلع-إلى-النص-السردي-بشكل-تلقائي-فهو-من-يصنع-نفسه