فعاليات مهرجان مسقط للأفلام القصيرة تتواصل بأفلام تحمل قضايا إنسانية واجتماعية

كتبت: خلود الفزارية
مشاركة أفلام وثائقية عكست ثقافة عمان ورحلة تطورها

Focus
تواصل الجمعية العمانية للسينما والمسرح عروض الأفلام المشاركة بمهرجان مسقط السينمائي للأفلام القصيرة في نسخته الأولى بمقر الجمعية العمانية للسينما والمسرح، وتم مساء اليوم تقديم سبعة أفلام وهي فيلمين وثائقيين فيلم “دربات فردوس على الأرض” للمخرج محمد المردوف، وفيلم “شكرا قابوس” للمخرج سامي سارنج، وفيلم تحريك واحد هو “THE YEAR OF FEAR 2020” للمخرج فهد الحضرمي، وثلاثة أفلام روائية هي: فيلم “صرخة طفل” للمخرج صالح المقيمي، وفيلم “حلم مظلم” للمخرج عبد المجيد الفطيسي، وفيلم “الناجي الأخير” للمخرج عبد الواحد الهنائي، أما فيلم “سمية” للمخرجة صفاء القرينية فهو وثائقي روائي.

وفي منتصف العروض كانت هناك وقفة حداد لقراءة الفاتحة على روح الشاعر مسلم الصلتي المشارك في أحد مشاهد فيلم “صرخة طفل”، وهو شاعر ميدان ورزحة وقائد كشفي، من مواليد ولاية صور حيث وافته المنية هذا العام بعد صراع مع المرض.

وأما الأفلام التي تم عرضها اليوم فجاء فيلم “دربات فردوس على الأرض” للمخرج محمد المردوف الذي يتطرق لقصة الحضارة والفن والتاريخ والطبيعة والمغامرات والترحال والأسفار وتواصل الأجيال في الأدب والفنون المحلية، والشؤون السياحية والنظم البيئية والجيولوجية والإشارة أن سلطنة عمان يجب أن تكون بها صناعة سياحة حقيقية كمورد اقتصادي ورافد مهم للدولة.

وينقل الفيلم انطباعات السياح من السلطنة وخارجها ويبرز قيم التسامح والتعايش مع كافة المعتقدات واحترام الآخر، كما يبرز دور المقيمين في السلطنة كشركاء حقيقيين في نهضة عمان الحديثة ومشاركتهم في صنع التميز سواء في المستويات الإدارية العليا، أو العمل البسطاء في بعض المقابلات. ويستضيف الفيلم بعض الخبراء من أبناء السلطنة في عدة تخصصات لإبراز المستوى العلمي والثقافي لأبناء السلطنة ومن بينهم مشاهير الطرب والشعر في محافظة ظفار من كل الأجيال يؤدون روائع الأعمال الشعبية الخالدة في وجدان أبناء السلطنة لعمق معانيها وعذب أصواتهم وتجلياتهم الفنية.

وفيلم “شكرا قابوس” للمخرج سامي سارنج، حيث يؤكد الفيلم حرص المغفور له السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- على أهمية التعليم، ويحكي قصة طفل من مدينة صغيرة شاهدا على القيادة الحكيمة وإدارته لتطوير التعليم ليكون أساسا للتنمية الشاملة، وذلك باستخدام شخصيات رسوم متحركة وشخصيات واقعية حقيقية بالاستعانة بقصص وأصوات وفيديوهات أرشيفية (مع حقوق النسخ من المؤسسات).

أما فيلم “THE YEAR OF FEAR 2020” للمخرج فهد الحضرمي، فيتناول عام 2020 الذي جلب العديد من المشاكل بما في ذلك وجود جائحة كورونا COVID 19، ولكن كان هناك المزيد مما يتوجب على العالم مواجهته، كالشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي. ويقدم الفيلم رسائل توعوية بهدف عدم المساعدة في نشر الشائعات.

وفيلم “سمية” للمخرجة صفاء القرينية يتناول قصة سمية التي تم تشخيصها في وقت مبكر بمرض التصلب اللويحي المتعدد، حيث يهدف الفيلم إلى زيادة التوعية بالمرض وأعراضه.

فيما تدور أحداث فيلم “حلم مظلم” للمخرج عبد المجيد الفطيسي حول خصلة الفضول وما يترتب عليها من مساوئ تؤدي إلى تعب وهلاك الشخص وتتسبب أيضا في معاناة أشخاص آخرين.

وقد أشار المخرج عبد المجيد الفطيسي إلى رغبته في الاستفادة، من خلال احتكاكه بباقي المخرجين والسينمائيين المشاركين بالمهرجان، مؤكدا بأن السينما في السلطنة تحتاج إلى اهتمام أكبر ومستمر، لأن عمان تمتلك مقومات متفردة في صناعة السينما.

وجاء فيلم “الناجي الأخير” للمخرج عبد الواحد الهنائي كتجسيد حي لفلسفة كلمات الشاعر الكبير محمود درويش “يموت الجنود وهم لا يعلمون من كان منتصرا”. ومن جانبه تحدث المخرج عبد الواحد الهنائي عن حبه للإخراج المتزامن معه منذ الصغر ومراحل تطوير مهاراته من خلال المسرح على مدار 13 سنة الماضية منذ عام 2009، حيث بدأ أول تجاربه السينمائية بفيلم الناجي الأخير الذي يشارك به في هذا المهرجان، وأوضح عن أمنياته من المشاركة في المهرجان لتكون مشاركة مشرفة وينال الفيلم إعجاب النقاد ولجنة التحكيم والجمهور.

واختتمت الأمسية بفيلم “صرخة طفل” للمخرج صالح المقيمي الذي يشارك للمرة الأولى بالمهرجان لمخرجه صالح المقيمي، ومدته عشرون دقيقة، وكتب السيناريو جمال الإبروي. يتكون الفيلم من عناصر شابة عمانية، وتدور أحداثه حول فتى يافع يحاول الانطلاق في طريقه لمساعدة أطفال العرب والعالم الذين يعانون من نقص الغذاء والمأوى بسبب النكبات والحروب التي تسبب بها البشر. ويقوم بحمل رسالة لتسليط الضوء على المخيمات والمهجرين والهاربين من ويلات الحروب، ويحاول جاهدا أن يقنع العالم المحيط به بفكرة التبرع للمنظمات الإنسانية كي تصل المساعدات إلى أطفال المدن المنكوبة. ويوضح صالح المقيمي مخرج الفيلم لم أستطع حصر الموضوع ببلد واحد لأن ويلات الحروب تسللت إلى العديد من الدول العربية وغير العربية، والفيلم لا يشتمل على أية تعقيدات فهو واقعي وليس رمزي وبلا غموض، وعن الشخصيات فجسد شخصية بطل الفيلم الطفل وافي عمار والشخصيات متنوعة بين الشباب والطفولة وهناك شخصيات نسائية والأحداث سريعة.

موضحا أن العمل استمر لمدة ثلاثة أسابيع حيث ظهرت بعض الصعوبات في الإنتاج، إلا أن الجانب المادي هو الأبرز، فهو لا يزال يتحكم في جودة الإنتاج، ويصعب على المنتج إيجاد طواقم فنية بأجور تناسب موازنة الفلم، حيث إن ميزانية الأفلام تشغل المنتجين، مشيرا إلى أن المهرجانات تغذية بصرية للتواصل مع الوسط الفني وصناع السينما.

وتعرض مساء اليوم أفلام: “سارة” للمخرج سلطان الهنائي، وفيلم “Because it’s You” للمخرجة أميمة الغافرية، وفيلم “ريحانة الدار” للمخرجة الشفاء العدوية، وفيلم “الزيج” للمخرج صلاح الحضرمي، وفيلم “بيتاكاروتين” للمخرج محمد الدروشي، وفيلم “وسواس” للمخرج منير أبو سراج فضلا عن فيلم “الهروب” للمخرجة رقية المصلحي ابتداء من الساعة السابعة مساء.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/فعاليات-مهرجان-مسقط-للأفلام-القصيرة-تتواصل-بأفلام-تحمل-قضايا-إنسانية-واجتماعية