الأحمر يعبر ضفاف البحرين بثلاثية ويحسم وصافة مجموعته

كتب – فيصل السعيدي
ضرب موعدا مع تونس في ربع نهائي كأس العرب
حجز منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بطاقة عبوره إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس العرب لكرة القدم المقامة منافساتها حاليا في العاصمة القطرية الدوحة وذلك بعدما دك شباك نظيره المنتخب البحريني بثلاثية نظيفة في المباراة التي جرت مساء أمس على استاد أحمد بن علي بنادي الريان القطري في إطار الجولة الثالثة والحاسمة من منافسات المجموعة الأولى. وحسم منتخبنا الوطني تأهله في وصافة المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط ليضرب موعدا ناريا قويا مع نظيره المنتخب التونسي في أولى مواجهات الدور ربع النهائي للبطولة يوم الجمعة المقبل على استاد المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة بينما ودعت البحرين البطولة متذيلة ترتيب المجموعة برصيد نقطة يتيمة حصدتها من تعادلها السلبي أمام العراق في الجولة السابقة لتخرج بخفي حنين خالية الوفاض.

ويدين منتخبنا الوطني بالفضل إلى نجومه المنذر العلوي وأرشد العلوي وخالد الهاجري الذين سطروا ثلاثية الأحمر في الدقائق 41 و50 و60 على التوالي مانحين الأحمر تذكرة الصعود الحاسمة إلى الدور ربع النهائي عن جدارة واستحقاق. وتتمثل النقطة السلبية الوحيدة في المواجهة في تأكد غياب أمجد الحارثي عن مواجهة تونس بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثانية له في البطولة خلال لقاء أمس الأول وتحديدا في الدقيقة 34 بعد إعاقته للاعب البحرين علي مدن.

طوفان هجومي أحمر

فرض منتخبنا الوطني أسلوبه وإيقاعه على المباراة بشكل شبه مطلق مشكلا ضغطا هجوميا مركزا على نظيره المنتخب البحريني على مدار مجريات ووقائع شوطي المباراة ومنذ البداية اندفع نجوم منتخبنا تجاه مرمى الحارس البحريني سيد جعفر لاسيما خلال الدقائق العشرين الأولى من المباراة والتي على إثرها شن منتخبنا وابلا من الهجمات المركزة التي جعلت الخطر يحوم ويحدق بمرمى الشقيق البحريني من كل حدب وصوب. واستحوذ منتخبنا الوطني على إيقاع المواجهة ممسكا بزمام المبادرة الهجومية وسط تراجع دفاعي بحريني ملفت أجبره على التقوقع في منتصف ملعبه لمحاولة صد واحتواء الحملات الهجومية الشرسة التي مارسها منتخبنا أثناء غزوه الخطوط الخلفية لدفاع المنتخب البحريني.

إلى ذلك بدأت المواجهة بتسديده طائشة لا على التعيين أرسلها لاعب المنتخب البحريني كميل الأسود في الدقيقة السادسة وعاد اللاعب ذاته وجرب حظه مجددا بتسديده سهلة ارتمت في أحضان حارس منتخبنا الوطني إبراهيم المخيني في الدقيقة التاسعة. وشهدت الدقيقة الحادية عشر أولى طلعات منتخبنا الوطني الهجومية حينما مرر المنذر العلوي كرة بينية أمامية إلى المندفع من الخلف أرشد العلوي صوب على إثرها هذا الأخير تسديده يمينية مباشرة نأت عن الخشبات الثلاث.

وفي الأثناء تدفق العطاء الغزيز لنجوم منتخبنا الوطني داخل رقعة المستطيل الأخضر وانتشروا في مساحات الملعب طولا وعرضا مستحوذين على إيقاع اللعب بالكامل حيث تمكنوا من الهيمنة على منطقة المناورات مما أجبر لاعبو منتخب البحرين على التكتل الدفاعي والانكماش في خطوطهم الخلفية خشية استقبال هدف مبكر يبعثر أوراقهم التكتيكية بقيادة مدربهم البرتغالي هيليو سوزا. ونابت العارضة الأفقية عن الحارس البحريني سيد جعفر في التصدي لتسديدة صلاح اليحيائي المباشرة من داخل المنطقة في الدقيقة الرابعة عشر عقب متابعة لكرة عرضية قصيرة أرسلها أمجد الحارثي من الجهة اليمنى.

وبدت دفاعات المنتخب البحريني في حالة تشويش وشرود ذهني كبير حيث ارتكبوا العديد من الأخطاء الدفاعية في التمركز والانتشار كاد يستغلها خالد الهاجري في إحدى الكرات التي تهيأت له داخل أحرام منطقة الجزاء وتحديدا في الدقيقة السادسة عشر عندما تطاول لكرة رأسية أرسلت له من الجهة اليسرى بيد أنها افتقدت لدقة التوجيه والتصويب لتمر بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الحارس البحريني سيد جعفر.

وبعدها بثلاث دقائق عاد خالد الهاجري لتشكيل الخطورة على مرمى المنتخب البحريني حينما استقبل كرة على مشارف منطقة الجزاء أطلق على إثرها تصويبه قوية بيسراه أبعدها بأطراف أصابعه سيد جعفر محولا الكرة إلى ركلة ركنية لم تثمر.

المد والطوفان الهجومي للأحمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث كثف نجوم منتخبنا من حراكهم الجاد ومساعيهم الحثيثة داخل المستطيل الأخضر بحثا عن افتتاح باب التسجيل ومحاولة خطف هدف السبق وتحول منتخبنا حرفيا إلى آلة هجومية شرسة تلتهم في طريقها الأخضر واليابس. وعكس مجريات اللعب ومن هجمة مرتدة سريعة كاد المنتخب البحريني يخطف هدف السبق في الدقيقة السابعة والعشرين حينما انسل علي مدن خلف مدافعي منتخبنا وباغتهم بضربة رأس مفاجئة ولكن لحسن الطالع تعاطف القائم الأيسر في الذود عن مرمى منتخبنا لتمر الفرصة البحرينية بردا وسلاما على مرمى الحارس إبراهيم المخيني.

وكانت الفرصة البحرينية بمثابة جرس إنذار ورسالة تحذيرية شديدة اللهجة لمدافعي منتخبنا الوطني خشية الوقوع في المحظور وترك فراغات ومساحاتهم في خطوطهم الخلفية التي يتربص بها الهجوم البحريني بين الفينة والأخرى في محاولة للسع ولدغ شباك منتخبنا الوطني بهدف مباغت عكس التوقعات ومجريات اللعب تماما.

بعدها عاد منتخبنا ليمارس ضغطه الهجومي المكثف على دفاعات المنتخب البحريني محاصرا إياه في منتصف ملعبه حيث افتقد الفريق المنافس لحلوله الهجومية الناجعة التي سلبها منه الأحمر بفضل النهج التكتيكي الناجع الذي فرضه عليهم مدرب منتخبنا برانكو خلال مجريات ووقائع الشوط الأول.

إلى ذلك أشهر الحكم الياباني ساتو البطاقة الصفراء في وجه مدافع منتخبنا الوطني أمجد الحارثي عقب مخاشنته لمهاجم المنتخب البحريني علي مدن في الدقيقة 34 متسببا بركلة حرة مباشرة على حافة منطقة جزاء منتخبنا نفذها اللاعب محمد جاسم ارتطمت على إثرها الكرة في حائط الصد وغيرت اتجاهها مغالطة حارس منتخبنا إبراهيم المخيني ولكن لحسن الطالع لكزت في القائم الأيسر لتتنفس الجماهير العمانية الصعداء بعدما أوشكت البحرين وكانت قاب قوسين أو أدنى من افتتاح باب التسجيل في تلك الأثناء.

وتوج منتخبنا الوطني ثمار ضغطه الهجومي بهدف أول أحرزه نجمه المـتألق المنذر العلوي قبيل نهاية الشوط الأول وعلى وجه التحديد في الدقيقة 41 حينما تابع من مسافة قريبة كرة عرضية أرسلها له عبد الله فوار من داخل المنطقة أكملها بضربة رأسية تهادت داخل الشباك البحرينية واضعا منتخبنا الوطني في مقدمة اللقاء ومكرسا جهود زملائه طيلة فترات الشوط الأول وهي جهود لم تذهب سدى بهدف المنذر الذي حل وقعه كالصاعقة على دفاع المنتخب البحريني المتهالك الذي بدا تائها مهلهلا لا حول له ولا قوة.

وصب هدف المنذر العلوي الماء البارد على برانكو الذي ظهرت على محياه السعادة الغامرة بافتتاح باب التسجيل وتتويج السيطرة الميدانية التي ترجمت إلى واقع هدف عماني أول لخبط أوراق المدرب البرتغالي هيليو سوزا الذي استسلم للسيطرة العمانية المحكمة خلال الشوط الأول واكتفى بالتقوقع في منطقته الدفاعية وليته سلم ! . وظل منتخبنا الوطني يتربص بدفاعات المنتخب البحريني خلال الردهات الأخيرة من عمر الشوط الأول حيث سعى جاهدا لإضافة هدف ثان وتأمين النتيجة قبل التوجه لحجرات الملابس بين الشوطين ولكن جاءت صافرة الحكم الياباني معلنة نهاية الشوط الأول على وقع تقدم منتخبنا الوطني بهدف نظيف.

تألق منتخبنا

تألق منتخبنا الوطني في شوط المباراة الثاني محدثا علامة فارقة في جودة الأداء الميداني أنهكت الدفاعات البحرينية وأخذت منها أيما مأخذ في ظل تواصل الحملات الهجومية المكثفة لنجوم منتخبنا وهيمنتهم المطلقة على وسط الميدان ومحاصرتهم للشقيق البحريني في منتصف ملعبه الأمر الذي مهد الطريق لتسجيل الهدفين الثاني والثالث في هذا الشوط.

في المقابل لم يطرا تحسن هجومي ملحوظ في مردود المنتخب البحريني الذي انتهج ذات الأسلوب في الاعتماد على دفاع المنطقة ومحاولة استدراج دفاعات منتخبنا بالهجمات المرتدة الخاطفة لعلها تفلح في تعديل النتيجة على أقل تقدير. ولم يمهل منتخبنا الوطني الدفاع البحريني سوى خمسة دقائق فقط في هذا الشوط حينما نجح أرشد العلوي في إضافة الهدف الثاني للأحمر في الدقيقة 50 مستغلا كرة عرضية متقنة أرسلها له أمجد الحارثي إثر اختراق وتوغل رائع قام به من الرواق الأيمن ليضع الكرة بالملي متر على رأس أرشد الذي بدوره أسكن الكرة داخل شباك الحارس البحريني سيد جعفر من مسافة قريبة.

وتضاعفت ثقة نجوم منتخبنا الوطني في أنفسهم عقب إحرازهم للهدف الثاني الذي لخبط أوراق المنتخب البحريني وضربه في مقتل بعدما كان يرمي لتعديل النتيجة في مطلع الشوط ولكن هيهات هيهات إذ ظلت دفاعات منتخبنا الوطني متيقظة ومتفطنة لدرء خطر أي هجوم بحريني مضاد. وجاء الهدف الثالث لخالد الهاجري من تصويبه قوية إثر تمريره بينية عميقة أرسلها له أرشد العلوي داخل المنطقة في الدقيقة 60 لتقضي على آمال وطموحات البحرين نهائيا في العودة إلى نتيجة اللقاء حيث قال الهاجري كلمته الفصل ” جيم أوفر “.

وظهر عمق الدفاع البحريني مترهلا وشاحبا مستسلما لزئير هجوم منتخبنا الوطني المتواصل الذي وضعه تحت مرمى الضغط وأجبره على ارتكاب الأخطاء الفردية والجماعية في آن واحد مقدما أداءا باهتا عجز من خلاله في مجاراة نسق هجوم منتخبنا الملفت.

وبحث المنتخب البحريني عن هدف تقليص النتيجة حيث شهدت الدقيقة 66 محاولة بحرينية جادة إثر تسديده من مسافة قريبة لنواف الحميدان لم ينجح من خلالها في مغالطة الحارس إبراهيم المخيني. وأجرى برانكو تبديلاته تباعا بعدما اطمأن على نتيجة اللقاء فزج بورقة عصام الصبحي بديلا لخالد الهاجري ومعتز صالح بديلا للمنذر العلوي في الدقيقة 72 وأجرى تبديلين دفعة واحدة أيضا في الدقيقة 77 عندما أقحم جميل اليحمدي عوضا عن عبد الله فواز وزج بمحمود مبروك عوضا عن أمجد الحارثي الذي تأكد غيابه رسميا عن مواجهة تونس يوم الجمعة المقبل بداعي حصوله على البطاقة الصفراء الثانية له في البطولة مما يعني حرمان منتخبنا وافتقاده لعنصر رئيسي مؤثر في التشكيلة الأساسية قبل خوض فصل المواجهة التونسية المرتقبة في ربع نهائي البطولة.

وشهدت الدقائق العشر الأخيرة من المواجهة محاولات هجومية خجولة ومحتشمة من جانب المنتخب البحريني الذي أيقن لاعبوه مرارة الخروج المبكر وتقبلوا واقعه ولكن ذلك لم يثنيهم من محاولات تذليل الفارق والسعي الدؤوب نحو تسجيل هدف تقليص النتيجة وهو ما لخصته تسديده كميل الأسود في الدقيقة 80 وما أعقبها من تسديده أخرى لسيد ضياء في الدقيقة 83 حولها إبراهيم المخيني إلى ركلة ركنية لم تثمر عن شيء. وأجرى برانكو آخر تبديلاته في المواجهة حينما دفع بورقة محسن جوهر عوضا عن النجم المتألق الذي خطف الأنظار إليه بشدة في هذه البطولة صلاح اليحيائي وتحديدا في الدقيقة 89 في محاولة لاحتواء وسط الميدان واستعادة السيطرة التي انتقلت لبرهة من الزمن إلى المنتخب البحريني اليائس. واحتسب بعدها الحكم الياباني ساتو خمسة دقائق كوقت محتسب بدل ضائع لم تشهد جديدا على صعيد النتيجة ليطلق بعدها صافرته الختامية معلنا فوز منتخبنا الوطني بثلاثية نظيفة وتأهله إلى الدور ربع النهائي لملاقاة تونس يوم الجمعة المقبل في أولى مواجهات الدور على استاد المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة.

نجومية اللقاء

حاز نجم خط وسط منتخبنا الوطني أرشد العلوي على جائزة أفضل لاعب في مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره المنتخب البحريني وذلك نظير مجهوده الرائع طيلة فترات المواجهة حيث نجح في إحراز الهدف الثاني لمنتخبنا الوطني في مستهل الشوط الثاني وتحديدا في الدقيقة 50 قبل أن يساهم في إضافة الهدف الثالث لمنتخبنا الوطني بعد تمريرته الحاسمة التي قدمها على طبق من ذهب لخالد الهاجري لم يتوان هذا الأخير في إيداعها الشباك البحرينية بحلول الدقيقة 60.
https://www.omandaily.om/الرياضية/na/الأحمر-يعبر-ضفاف-البحرين-بثلاثية-ويحسم-وصافة-مجموعته