اللقاء الإعلامي العماني السعودي.. خطوة نحو توثيق العلاقات وتبادل الخبرات

سالم الجهوري: الصحافة الخليجية أسهمت في التقارب الأخوي بين أبناء المنطقة

خالد المالك: إن لم نسهم في دعم الإعلام الحديث سنجد مؤسساتنا الصحفية في مرحلة إفلاس بعد سنوات قليلة قادمة

كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري

تصوير- صالح الشرجي

عقدت جمعية الصحفيين العمانية وهيئة الصحفيين السعوديين مساء أمس لقاء إعلاميا مشتركا بين الصحفيين العمانيين ومجموعة من الصحفيين السعوديين الذين يزورون السلطنة خلال هذه الفترة. وفي حوار مفتوح ناقش الصحفيون هموم المهنة وتحدياتها، كما ناقشوا آليات دعم الصحافة للعلاقات بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والدفع بها نحو الأمام.وضمن اللقاء وقعت جمعية الصحفيين العمانية وهيئة الصحفيين السعوديين مذكرة تفاهم بين الطرفين.

وقدم رئيس هيئة الصحفيين السعوديين خالد المالك مداخلة في اللقاء حول تحديات التحول الإلكتروني في الصحافة الخليجية، فيما قدم سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية مداخلة حول أهمية الصحافة والإعلام في ازدهار العلاقات بين البلدين وفي ضوء المحورين السابقين ناقش الحضور الكثير من التحديات التي تواجه الصحافة وطرحت بعض الرؤى المستقبلية.

توقيع الاتفاقية

وتنص مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبين على تعزيز وتطوير العلاقات بين صحفيي سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وبما يضمن تحقيق المصالح المشتركة لهما، وبالشكل الذي يؤدي إلى تطوير العمل الصحفي والإعلامي واستثمار الخبرات والكفاءات المتوفرة في البلدين.

واشتملت الاتفاقية على تنظيم زيارات متبادلة بين مجلسي إدارة الهيئة والجمعية، والصحفيين والإعلاميين في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وبما يُسهم في الاطلاع على واقع عمل المؤسسات الإعلامية والصحفية بُغية نقل التجارب والخبرات التي تُسهم في تطوير العمل الصحفي والإعلامي.

كما تسعى الاتفاقية لتسهيل وتنشيط مشاركة الصحفيين في المؤتمرات والاجتماعات، وحلقات العمل، والأنشطة المختلفة في البلدين.

وتعمل الاتفاقية على إتاحة الفرصة لمشاركة صحفيي سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية في الدورات التدريبية التي تُقام من قِبل الجهات الموقِّعة على الاتفاقية أو التي تنظمها المؤسسات الصحفية والإعلامية الأخرى وبالتنسيق معها.

أكَّدت الاتفاقية على العمل لإطلاق منتديات إعلامية متخصصة بين البلدين لمناقشة هموم الصناعة الصحفية والممارسة الإعلامية وسُبُل تطويرها وتعزيزها.

وأكَّدت الاتفاقية على العمل بين الطرفين على تشجيع التوأمة الصحفية بين المؤسسات الصحفية والإعلامية في كلا البلدين، على أن تتولى هذه المؤسسات تبادل الأخبار والتقارير والتحقيقات الصحفية والإعلامية المتعلقة بنشاطات وإنجازات البلدين.

تحديات الإعلام الجديد

المحور الأول في اللقاء الإعلامي تناول تحديات الإعلام الجديد، وتحدث خالد المالك بقوله: «التحول من الصحافة التقليدية إلى الإعلام الجديد الذي سنجده متوفر من خلال الجهاز الصغير الذي بين أيدينا يحتاج بنظري إلى كثير من الدراسات، ولكن المشكلة في التمويل، فكثيرون يعتقدون أن ما يحتاجه الإعلام الرقمي من إمكانات مالية وبشرية هو أقل بكثير مما كانت تحتاج إليه الصحافة الورقية، وهذا غير صحيح إذا أردنا أن نقدم صحافة حديثة وإعلاما جديدا ذا حرفية عالية، لذلك يجب أن يؤخذ بالاعتبار أن يكون هناك جهاز بشري من الإعلاميين على مستوى متطور ومتخصص ومستوعب لهذه التقنية التي ستكون موظفة لصالح العمل الإعلامي.. وأخلص إلى أنه يجب أن تكون لدينا الرؤية الصحيحة لمستقبل الإعلام لهذا التحول الذي ندعو إليه، ولا نعترض عليه بطبيعة الحال، ولكننا يجب أن نوفر كل الإمكانيات وكل الأجواء لخدمة وإنجاح الإعلام الجديد».

وتابع المالك بقوله: «هذا التحدي الكبير، إن لم نسهم في دعمه سنجد مؤسساتنا الصحفية في مرحلة إفلاس بعد سنوات قليلة قادمة، لذلك أطرح مجرد رأي شخصي ربما يتفق معي أشخاص ويختلف آخرون، فتعدد الآراء لها هدف واحد وهو تطوير إعلامنا وصناعة إعلام متمكن قادر على أن يكون معبرا وصوتا لدولنا الخليجية متناسبا ومتوائما مع هذه الإنجازات الهائلة والكبيرة التي تشهدها دولنا، ولا نحتاج إلى مزيد من التذكير بأننا بدون إعلام كل هذه الإنجازات لن يعرف بها أحد ولن يقدرها أحد، ولا يوجد إلى اليوم أي دولة في العالم اكتفت بالإعلام الرقمي دون الإعلام التقليدي، بل كل الدول تجمع كل أنواع وسائل الإعلام داخل مؤسساتها الإعلامية، وهذا ما نتمنى أن يتحقق لإعلام دولنا».

واختتم المالك حديثه قائلا: «هذا اللقاء يضم الكثير من الخبراء والمجربين والمهنيين والقيادات، هؤلاء يستطيعون أن يقدموا رؤية تخدم الإعلام الخليجي في المستقبل على النحو الذي تريده قياداتنا وشعوبنا».

ازدهار العلاقات

في حين تحدث سالم بن حمد الجهوري في المحور الثاني، الذي حمل عنوان «أهمية الصحافة والإعلام في ازدهار العلاقات بين البلدين»، قائلا:« نتحدث في هذا المحور حول أهمية وجود إعلام وصحافة صادقة في دول مجلس التعاون، وكيف استطاعت أن تربط خلال الفترة الماضية والحاضرة في هذه الدول من خلال رؤية أصحاب الجلالة والسمو خلال الأربعين عاما الماضية من مسيرة مجلس التعاون، وقبلها بعشر سنوات منذ 1970 وحتى اليوم، نتحدث عن 50 عاما، لا شك أن دول مجلس التعاون استطاعت خلال الخمسين عاما الماضية أن توجد صحافة متنوعة في المنطقة، واستطاعت أن تنافس الصحافة العربية في منطقة الشام ومصر وشمال أفريقيا، هذه الصحافة التي توفرت لها الكثير من الإمكانيات والمعدات والدعم سواء كان المالي المباشر أو الدعم الحكومي للمؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة، استطاعت خلال 50 عاما أن توجد نقلة نوعية في المهنية وإصدار الصحف ونوعيتها وكذلك إنشاء القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، ثم لحق بالركب الإعلام الحديث..».

وتابع الجهوري: «في هذه المرحلة ازدهرت فيها دول مجلس التعاون من خلال الخطط التنموية التي نُفذت على مدى الخطط الخمسية، وفي هذه الفترة استطاعت أن تنمو الصحافة وتواكب هذه التنمية بشكل كبير جدا، واستطاعت أن توجد تنافسية مع الصحف الأخرى، وأن تكون مناخا جاذبا للعديد من الصحفيين الكبار في الوطن العربي واستطاعت أن توجد لها مكانا وأن تنقل الخبر وتلاحق الأحداث، وتطور الأمر أيضا في دول المجلس إلى أن تكون فيها صحافة عالمية، كما نرى اليوم في كثير من القنوات في المملكة العربية السعودية التي انتشرت في كثير من العواصم، فالإعلام الخليجي أسهم في إبراز مسيرة مجلس التعاون خلال الفترة الماضية، وكذلك في الفترة الحاضرة، وإن كانت قد تأثرت خلال فترة من الفترات بأزمة دول مجلس التعاون، ولكن استطاعت أن تستعيد بوصلتها وأن تسهم في التطوير والتنوير وأيضا أن توجد لها مكانا متسعا في الصحافة الحديثة، هذه الصحافة التي أصبحت اليوم مدمجة في الصحف والإذاعات والتلفزيونات».

واسترسل الجهوري بقوله: «الصحافة الخليجية أسهمت خلال السنوات الماضية في تقارب دول مجلس التعاون، فإلى جانب دور الأمانة العامة لدول مجلس التعاون من متابعة خططها وانجازاتها وعقد اللقاءات السنوية لأصحاب الجلالة والسمو، كانت الصحافة حاضرة ومساهمة في تهيئة المناخ وهذا التقارب الأخوي وتسهم في إيجاد هذه الحالة التي انصهر فيها أبناء مجلس التعاون، فهي أدت دورا مهما والآن نحن نجني ثماره، وهو دور التقارب والتكامل والمصالح، ورفع مستوى الوعي الاجتماعي بين أفراد دول المجلس، وعرفت شعوب دول المجلس ببعضها البعض، وتمكنت كذلك من تقريب الصور، والعادات، والتقاليد، إضافة إلى أن هذه الصحافة اُختبرت في فترة من الفترات حينما تم احتلال الكويت، وقفت كل الدول إلى جانب الجيش الخليجي الموحد، ونأمل أن يواصل الإعلام الخليجي دوره في الحفاظ على مكتسبات دول المجلس الست».

واختتم الجهوري حديثه قائلا: «أرى أن الصحافة أدت دورا مهما وكبيرا، وحينما أقول صحافة فلا أعني الورقي فحسب بل المرئي والمسموع وكذلك الإعلام الإلكتروني».

مداخلات عديدة

وأتيح المجال للحضور والمشاركين في إبداء وجهات نظرهم وطرح تساؤلاتهم، منهم المكرم الدكتور عبدالله بن شوين الحوسني عضو مجلس الدولة، ومما قاله: «أرى أنه في هذه المرحلة يتطلع من الإعلام التركيز أكثر على ما يتم الاتفاق عليه بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي، الأمر الذي سيعود بالنفع ليس على مستوى البلدين فقط، بل على مستوى دول مجلس التعاون كافة، فالجانب الاقتصادي حديث العالم واهتمام الدول وتعاوناتها كلها مبنية على الجانب الاقتصادي».

في حين تحدث المكرم الشاعر سعيد الصقلاوي عن الجانب الثقافي، ومما أشار إليه بقوله: «ننتظر الكثير من التعاونات بين البلدين، متمنيا المزيد من التعاون في الجانب الثقافي، وهو جانب مهم، وعلى الإعلام إبرازه، فالإعلام هو المرآة العاكسة لكافة الجهود للعالم بأسره».

ومن الجانب السعودي تحدث رئيس تحرير جريدة الرياض، هاني وفا وجاء في جملة ما قاله أهمية التركيز على الجانب التدريبي بين البلدين وبين الجمعية والهيئة، ما يسهم في تبادل الخبرات وتأهيل الصحفيين لتقديم المزيد من العمل الإعلامي المواكب مع المرحلة الحالية.

أما المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية العمانية، فعرج إلى جانب الهوية والحفاظ على التقاليد والهوية، دون إهمال التطور ومواكبته، مؤكدا أنه على الإعلام أن يقدم مادة تليق بالمجتمع المحافظ بطبيعته.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/اللقاء-الإعلامي-العماني-السعودي-خطوة-نحو-توثيق-العلاقات-وتبادل-الخبرات