تنزيل (74)

الخطاط هلال المعمري لـ “عمان”: الخط العربي من أرقى الفنون الجميلة…

يعتبر الخط العربي واحداً من أجمل وأرقى الخطوط للغات في العالم، وشرفه الله سبحانه وتعالى وكتب به القرآن الكريم الذي يتلى آناء الليل وأطراف النهار، واستلهم الفنانون من الحروف العربية فنا معاصرا يسمى فن “الحروفيات” منهم من يكتب به جملا مفهومة، ومنهم من يستعمل الحروف كأنها ألوان يزين فيها لوحة جامدة فيضفي لها الحياة، وممن عشقوا هذه اللغة وحروفها فصنع منها لوحات رائعة الجمال الخطاط هلال بن محمد المعمري.

وقد كان لنا حوار معه لمعرفة كيفية بدايته مع الخط العربي، وكيف استطاع تنمية موهبته والدورات التدريبية التي حصل عليها في مجال الخط العربي بالإضافة إلى العديد من الأسئلة التي تدور حول أمنياته وطموحه في مجال الخط العربي.

    • مميزات الخط العربي

بداية حدثنا هلال بن محمد المعمري قائلا: “إن الخط العربي يعتبر فنًا من أرقى الفنون الجميلة على الإطلاق ويتميز عن باقي خطوط اللغات الأخرى أنه متصل بعضه ببعض ولذلك يستطيع الخطاط أن يقوم بعمل لوحة فنية جميلة سواء كانت حروفا منثورة أو عبارات مكتوبة، وكذلك يستطيع الخطاط أن يشكل الحروف على أي شكل هندسي يراه مناسباً للعمل الذي يقوم به”.

وأضاف قائلاً: “لقد كانت بدايتي مع الخط العربي من أيام الدراسة، وقد اكتشفت أن خطي يفرق عن أقراني، لكن فقط من حيث الشكل دون العلم بجماليات الخط وقواعده، وبعد الدراسة بدأت الاهتمام بالخط وتعلمه من خلال الكتب الموجودة بمجال الخط العربي”.

ويتابع قائلاً: “إنه بسبب ظروف العمل ومتطلبات الحياة انقطعت فترة ليست بسيطة عن ممارسة هواية الخط العربي إلى أن سنحت لي فرصة أخرى للعودة إلى الكتابة فالتحقت بدورتين معنيتين بالخط العربي، وكان هناك فضل كبير لمعلمي الأستاذ سلطان الراشدي متعه الله بالصحة والعافية ونفعنا بعلمه فعدت مرة أخرى للكتابة ولكن مع بعض التوقف بحكم العمل”.

    • الشباب وتعلم الخط العربي

وعن تشجيعه للشباب على تعلم الخط العربي يقول: “إنني أحث وأشجع الشباب على تعلم الخط العربي لما فيه من جماليات، وفي العصر الحالي أصبح المجال أكثر انفتاحاً لتعلم الخط العربي وذلك من خلال الدروس والورش والدورات التدريبية التي يقدمها الكثير من الخطاطين في العالم الافتراضي وأنصحهم بأن يكونوا تحت رعاية معلم متخصص في مجال الخط العربي حتى يتمكنوا من الإجادة وإتقان الخطوط”.

وأشار قائلاً: “بالنسبة لي من يعيش جماليات الخط العربي لا يمكن أن يتسلل الملل إليه لأن ممارسة الخط تمنحك قدراً وافراً من الصبر وبالتالي الوصول إلى الهدف الذي يريده الشخص، وهناك مدارس عدة في الخط العربي وعلى كل خطاط أن يرى أي مدرسة تستهويه، فهناك مثلاً المدرسة العثمانية، والمدرسة الغزلانية في جمهورية مصر العربية، والبغدادية في العراق وغيرها من المدارس الأخرى”.

وتابع قائلاً: “إنه بالنسبة لي فأنني أكتب على أثر عزت أفندي في المدرسة العثمانية وهي المدرسة التي يكتب على إثرها أغلب الخطاطين العمانيين، وأجد نفسي في خط الرقعة والخط الديواني والديواني الجلي”.

    • أمنية وطموح

وعن امنياته وطموحاته يقول: “أتمنى أن يكون لي في المستقبل معرض مستقل في مجال الخط العربي، وأحاول جاهداً أن يتحقق هذا الأمر، وذلك لكي يستفيد الشباب من جماليات الخط العربي ويتعلموا مهارات الخط العربي، كما أن للمجال صعوبات نعاني منها كخطاطين هي قلة المسابقات والفعاليات المتعلقة بالخط العربي، وكذلك عدم وجود أفرع للجمعية العمانية للفنون التشكيلية في بعض المحافظات”.

ويختتم المعمري حديثة قائلاً: “التقيت بالعديد من الخطاطين العمانيين وذلك من خلال الورش والدوارات التدريبية التي نظمها بعضهم والاستفادة كانت كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بقط الأقلام واعداد محبرة الكتابة وكيفية صنع القوالب وتنفيذ اللوحات الكتابية الفنية بكل مهارة وجدارة”.