-
- د. محمد متولي: المشروع يستهدف بجهد دؤوب ومثابر جمع شتات الرواية العمانية إبداعا ونقدا
إجابة على أسئلة متعددة تقف على الصورة السائدة حول الرواية العمانية يقف فريق من الباحثين من قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشرقية بسلطنة عمان للبحث في أسباب الصورة النمطية السائدة تلك، ومحاولة تصحيحها، وبيان الصورة الحقيقية للرواية العمانية، والكشف عن دورها وإسهامها في تاريخ الرواية العربية، من خلال البحث العلمي الدقيق، القائم على الاستقراء وسوق الأدلة وتأكيد الوقائع.
وتأكيدا على تلك الأهمية منحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تمويل هذا المشروع البحثي فريقا ترأسه الدكتور محمد سيد أحمد متولي الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشرقية والدكتور علي بن حمد الفارسي رئيس القسم، والدكتور يوسف المعمري والدكتور جمال الحراصي باحثين في المشروع الذي يحمل عنوان “موسوعة الرواية العمانية: ببليوجرافيا ومداخل نقدية (1939 – 2020م)”، يهدف هذا المشروع إلى اتباع المنهج الاستقرائي الإحصائي التحليلي في صنع ببليوجرافيا للرواية العمانية وللروائيين العمانيين، منذ سنة 1939م وحتى سنة 2020م، وببليوجرافيا للدراسات النقدية التي كتبت حول الرواية العمانية، وكذلك كتابة مداخل نقدية مستوعبة تكشف عن اتجاهات الرواية العربية في عمان، وعن أساليب السرد وتقنياته فيها، لبيان المكانة الحقيقية للرواية العمانية، ولهداية القراء والباحثين وطلاب المعرفة إلى المواطن الجديرة بالبحث فيها.
-
- أهمية المشروع
وحول المشروع وأهميته قال الدكتور محمد سيد أحمد متولي أستاذ الأدب المساعد بجامعة الشرقية (رئيس الفريق البحثي): إن الرواية احتلت مكانة كبيرة في الأدب العربي الحديث منذ بداية القرن العشرين، وحققت ـ وهي الجنس الأدبي الحديث النشأة ـ ذيوعا وانتشارا عظيما، حتى لتبدو لشدة سطوتها وقوة انتشارها أنها حَلَّتْ محل الجنس الأدبي الأشهر عند العرب وهو “الشعر”، فإذا كان الشعر ديوان العرب الأوائل، وسِفْرَ حِكمتهم، وسجل أخبارهم وأيامهم، فالراجح أنه لم يعد كذلك، لأن الرواية طغت عليه، وكسرت نفوذه، واحتلت الصدارة، وأصبحت ديوان العرب، وأننا أصبحنا اليوم في «زمن الرواية».
-
- منطقة الظل
يضيف “محمد متولي”: في الوقت الذي تحتل فيه الرواية هذه المكانة الكبيرة في الأقطار العربية كلها، نجد أن الرواية العمانية -في رأي أغلب الباحثين- تعيش في منطقة الظل، فهي لم تحقق من الشهرة والذيوع بعض ما تَحَقَّق لنظيراتها في البلاد العربية الأخرى. ومن ثم نجد كثيرا من العناوين اللافتة للمقالات، والأسئلة المُسْتَنْكِرة: «هل ضلت الرواية العمانية سبيلها إلى العالمية؟»، و«الرواية العمانية.. هل يبدو حضورها العربي مقنعا؟»، و«الرواية العربية… أين هي في الساحة العربية.. وفي الساحة العالمية؟» إلى غير ذلك من عناوين المقالات والإشارات المبثوثة في حنايا الكتب والمقالات التي تكاد تُجمع على غياب الرواية العمانية عن الساحة الأدبية العربية والعالمية.
-
- توثيق التجارب
وتأكيد على أهمية البحث في تلك الأسئلة والغوص في أعماقها يؤكد متولي أستاذ الأدب المساعد بجامعة الشرقية (رئيس الفريق البحثي) أن فكرة التوفر على هذا المشروع والسعي إلى تنفيذه يدعمه ما حققته الرواية العمانية في الآونة الأخيرة من إنجاز كبير، تمثل في حصول الروائية العمانية الدكتورة جوخة الحارثي على جائزة مان بوكر العالمية، فإذا كان حصول نجيب محفوظ في مصر على جائزة نوبل في الآداب، قد حقق للرواية العربية بعامة في مصر وفي غيرها مكانة منقطعة النظير، وكذلك حققت شهرة الطيب صالح السوداني وعبد الرحمن منيف السعودي وغيرهما من أعمدة السرد للرواية العربية في هذه البلاد مكانة متميزة؛ فإن فوز جوخة الحارثي بهذه الجائزة، على أهميته في ذاته، يدل على أن ثمة ميراثا روائيا كبيرا رفد هذه التجربة الناجحة، إذ لا شك أنها لم تنشأ في فراغ، وإنما هي ابنة هذه البيئة الثقافية العمانية، وهذا الإرث من السرد العماني.
-
- تأكيد الحضور العماني
وفي الختام يؤكد الدكتور محمد سيد أحمد متولي الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشرقية: إذا كانت الموسوعات الكبرى عن الراوية العربية قد أغفلت الرواية العمانية إلى حد كبير، ووقعت بشأنها في كثير من الخلط والخطأ، كما هو الشأن في “الرواية العربية ـ ببليوجرافيا ومدخل نقدي” لحمدي السكوت، أو تجاهلتها تماما كما في “الرواية في الوطن العربي” لعلي الراعي، وغير ذلك، فإن القائمين على هذا المشروع يرون أنه قد آن الأوان للقيام بجهد دؤوب مثابر، لجمع شتات الرواية العمانية إبداعا ونقدا، في صعيد واحد، ليتأكد بذلك حضورها في ساحة الإبداع الروائي العربي، بعد أن تحقق هذا الحضور عالميا، وهو ما يهدف هذا المشروع إلى القيام به.