بدرية البدري أول شاعرة تتوج بلقب شاعرة الرسول

في ختام الدورة الخامسة لجائزة كتارا بالدوحة

بدرية البدري: نعمة من الله أن أحظى بشرف الكتابة عن الرسول .. والفوز قفزة في مسيرتي الشعرية –

توّجت الشاعرة العمانية بدرية البدري بالمركز الأول في فئة الشعر الفصيح عن نصها «قنديل من الغار» بجائزة كتارا لشاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم- في نسختها الخامسة التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول والمقامة تحت شعار «تجمل الشعر بخير البشر» وذلك في مسرح دار الأوبرا بالحي الثقافي بالدوحة حيث أقيم الحدث بحضور سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» بالدوحة وحضور كبير من الشخصيات وضيوف الجائزة وجمهور الشعر والأدب.

وتوّجت الشاعرة بدرية البدري بالمركز الأول لتكون أول شاعرة في تاريخ جائزة كتارا تفوز بلقب شاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما فاز الشاعر مطيع بن مرعي من دولة الكويت بالمركز الأول في فئة الشعر الشعبي عن قصيدته «وادي طوى» حيث حاز على لقب شاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وقد بلغت الجائزة مليون ريال قطري لكل من الشاعرين الفائزين.

شرف الكتابة فوز

وعبرت الشاعرة بدرية البدري عن تتويجها بهذه الجائزة وسعادتها بهذا الفوز التاريخي الذي يتّوج امرأة باللقب لأول مرة في تاريخ الجائزة وقالت: «الحمد لله الذي أنعم علينا بشرف الكتابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله أن يتقبل منا هذا العمل، هذا الفوز هو قفزة في مسيرتي الشعرية، وسعيدة جدا كوني أول شاعرة تحصل على هذا اللقب وهذا بالطبع ليس باللقب السهل».

وأضافت «البدري»: في كل مرة كنت أكتب قصيدة في مدح الرسول عليه السلام أشعر أن الكلام أمامه لا يفي حقه أبدا، وفوزي جعلني أشعر بأنني كتبت ما يستحق أن يقرأ عن الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- وأدعو الله تعالى أن تكون هذه كتابة يرادفها الحسن والقبول.

الفائزون في المجالين

وكان قد حاز على المركز الثاني في فئة الشعر الفصيح الشاعر عبد الله علي العنزي من دولة الكويت عن قصيدته «سيد الدارين»، وأحرز المركز ذاته في فئة الشعر الشعبي الشاعر فيصل بن نماس من السعودية عن قصيدته «على خطى حسان بن ثابت»، بينما فاز بالمركز الثالث كل من الشاعر حسام لطيف من العراق عن قصيدته «مدونة الشوق» في فئة الشعر الفصيح، وبالمركز ذاته الشاعر فالح بن حمد الهاجري من الكويت عن قصيدته «محراب النبوة» في فئة الشعر الشعبي.

فخر واعتزاز

وأعرب سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» عن فخره واعتزازه بما حققته جائزة كتارا لشاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم- عبر مواسمها السابقة من منزلة رفيعة ومكانة مرموقة، جعلتها تشكل منصة مضيئة على المستوى العالمين العربي والإسلامي، في احتضان الشعراء المبدعين بكل الحفاوة والرعاية والتشجيع، وذلك من خلال رؤية ثقافية تهدف إلى تعمّيق حب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في قلوب الأجيال المعاصرة.

وتقدم مدير عام كتارا بالشكر الجزيل لجميع أعضاء لجنة التحكيم في جائزة كتارا لشاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم- على جهودهم الكبيرة، متوجها بالشكر لجميع الشعراء الذين شاركوا في هذه الدورة وقدموا أجمل إبداعاتهم وأفضل قصائدهم في مدح خير البرية رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم.

قول التحكيم

من جانبه قال الدكتور أنور أبو سويلم عضو لجنة تحكيم الشعر الفصيح: تميزت الدورة الحالية بعدد المشتركين الكبير وكانت القصائد التي كتبت في النهاية جميلة رغم أنها تتفاوت بنسب بسيطة بين قصيدة وأخرى. مضيفا أنّ الإضافة خلال هذه الدورة هو أنّنا طلبنا من الشعراء جميعا أن يقولوا ارتجالا على وزن نعطيه لهم في مدة محددة. ومن ثمَّ برز لدينا معلومات جديدة عن الشعراء فهناك شعراء تمكنوا من النظم السلس وبعضهم أصيب بصدمة لأنه يطلب منه أن يرتجل خمسة أبيات وهناك من لم يستطع أن يرتجل. ولذلك يمكن أن نقول: إنَّ هذه الدورة ربما تكون هي الأقوى من بين الدورات الخمس.

وشهدت النسخة الخامسة لجائزة كتارا لشاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم- تأهل 30 شاعرا لخوض المنافسات النهائية من أصل 1498 مشاركا بينهم 1358 شاعرا في فئة الشعر الفصيح، و140 شاعرا في فئة الشعر الشعبي و تميزت هذه الدورة بإدخال المجاراة الشعرية كتقييم في التصفيات النهائية للشعراء المشاركين، حيث سيتم توثيق إصدار كتاب سنوي يضم أفضل 30 قصيدة في مدح النبي- صلى الله عليه وسلم-، مُناصفة بين الشعر الفصيح والشعبي، بالإضافة لإصدار قرص مضغوط «سي دي» يحوي أفضل 30 قصيدة بأصوات المُتأهلين أنفسهم.

تجدر الإشارة إلى أن الشاعرة بدرية البدري هي الثانية التي تتوج باللقب من سلطنة عمان بعد تتويج الشاعر جمال الملا في النسخة الأولى من الجائزة في الشعر الفصيح والشاعر حمود المخيني الذي فاز بالمركز الثالث في النسخة الرابعة في الشعر الشعبي، وتميزت النسخة الخامسة لجائزة كتارا لشاعر الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالمشاركة الواسعة من كافة دول العالم، إذ تعد الأكبر منذ انطلاق الجائزة عام 2016، بنسبة زيادة بلغت 29% عن النسخة الرابعة، لتعكس تفاعل الشعراء والمهتمين بالجائزة التي أصبحت علامة مضيئة على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي، كما تميزت بتنوع الفئات العمرية المشاركة بخلاف جوائز ومسابقات كتارا الأخرى، ويحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال قطري، فيما ينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 700 ألف ريال قطري، أما صاحب المركز الثالث فسيكون من نصيبه مبلغ 400 ألف ريال قطري.

قنديلٌ من الغار

بدرية البدري –

اخــــــلعْ جراحَكَ بالسطرِ المُقدَّسِ، لا

يصدَّك الذنبُ عن وحيٍ بكَ ارتحلا

واصعـد إلى السدرةِ العُليا بلا حَذَرٍ

من دافِقِ العشقِ، إنْ ناداكَ وانهملا

هنـــــــاكَ تنمو على الأشواكِ نرجِسَةٌ

تؤرجِــــــــــــحُ العـــطرَ فـي أوراقِها أَمَلا

وتســــتكــــــينُ إلــــــــى الأقـــــــلامِ قـــــافيةٌ

لولا «مُحـمَّدُ» ما أهدت لها الجُمَلا

ناداني الصوتُ، لكن لم أجــــــدْ بَشَرًا

آنســـــــــــتُ نــــــــــــــورًا تراءى ظِلُّه جَبَلا

أصغـــــــــــيتُ، كان هديلُ الوُرْقِ مِئذَنَةً

اركــضْ بقلبِكَ تلقَ الأرضَ مُغتَسلا

وكانَ وجــــهُك مــــا ألفــــيتُ فــي قلقي

فاخْضرَّ حرفٌ على غُصنِ الجوى ذَبُلا

يقودني الحبُّ كالأعمى؛ فيا بصَري

خارت عصاي وجئتُ الخوفَ مُنتعِلا

يعــــدو بي الــــدربُ والأشواقُ راحِلتي

والغـــــارُ أيقـــــظَ جفنَ الليلِ وابتهلا

خـــــلفي تلــــفّتَ بعــــضيْ إذ رأيتُ فــتىً

ســـــاقيه أطــلَقَ والريحُ استوتْ سُبُلا

أتـــى تســـيلُ ذنـــوبُ الأرضِ مـــــن دمِهِ

ما ضَــلَّ مسراهُ، لكِنْ بالرؤى شُغِلا

تكـــــــونُ قِنــــــديلَهُ فـــي ليــــلِ وحـــــــدتِه

يرجوكَ، أو قِبلَةً تهدي النُهى مُقَلا

أرضًـــــــــا يحــــــــطُّ علـــيها كـــلّما وَهـــــــَنًا

هـــوى جنـــــــاحاهُ، أو عن هَدْيِهِ عَدَلا

تحـــــــنو علـــــى ضعــفِهِ إنْ جاءَ يحمِلُهُ

قد انحنى ظهرُهُ من هوْلِ ما حَمَلا

نصفــــــان إنّــــي، ولا نصـــفٌ يــــُؤازِرُني

والخوفُ جفنٌ على بعضِ الرجا انْسدلا

عـــــــــارٍ من الرفقِ هذا الكونُ ينقُصُهُ

حنـــــــــــــــــينُ جِــــذعٍ رأى نجمًا لَهُ أَفَلا

كـفٌّ تحــــــــــــــطُّ عـــلى الأرواحِ حــــــــانيةً

لتهــــــدأَ الحربُ والثأرُ الذي اشتعلا

لا نورَ يوقِظُ هذا العصرَ من خَــــدَرٍ

والكهــــــفُ لمّا أوى، أحصــــــــــاهُمُ مِلَلا

بعــــضُ اليقينِ الذي في «اللهِ ثالِثُنا»

لــــو زارنا أورقــــــــتْ أرواحُــــــــــــنا رُسُلا

وطافَ بالبيدِ غيمٌ يستريحُ ضُــــحىً

من لفحـةِ الشمس، لمّا أسرَفَتْ قُبَلا

عُــدْ بي إليـــكَ رســـــــــــــــولَ اللهِ أتعبني

قلـــــــبٌ تُقـــــــــلِّبُه الأهــــــــــواءُ ما وَصَلا

وكُلّــــما قــــلتُ لي فـــــــيما ملكْتُ يــــــــــــدٌ

ألفيتُ كفّيَ صِفـــــــــرًا، تحــــــرُثُ المَللا

عُد بي من الحزنِ، في عينيّ عاصِفَةٌ

تذرُّ رملَ الأسى والسّـــــــــُهدِ مُكتَحَلا

تعـــــبْتُ مــــن مَصْعَدِ الأرواحِ أُبْصِرُها

تنسلُّ من خَـــــــنْدَقٍ من طُهرِها أَكَلا

من دمعةِ الجوعِ والأطفالُ حِصَّـــتُها

والأمهـــاتُ حُــــــــــــــــــــداءٌ يوقِدُ الشُّعَلا

يــــــا رحــــــــــــمةً أُرسِـــــلَتْ للعـــــــــالَمينَ ويا

وحيــــــــــــًا من اللهِ بالإحسانِ قد نَزَلا

أتيــــــتُ من هامشِ المعنى أحـــثُّ فَمي

علّـــي أرانـــــــي، أنــا مــــــــــــــن كُلَّهُ جَهِلا

لا أملِكُ الحرفَ لكنّي أراكَ بِهِ

فأُبــصرُ النـــورَ طيــــفًا مـــــرّ بي وَعَلا

وفـــاضَ نهـــرًا عـــلى شُطـــآن قافـــيتي

أحيا رميمَ حروفٍ أُقْبِرَتْ أَزَلا

خـــــلعتُ كُـــلَّ جِـــــراحــــيْ وانتبذتُ بهـا

سطــرًا عليًّا، كمن في نقصِهِ اكتملا