«ومن الحبّ» مجموعة قصصية جديدة للكاتب سعيد السيابي

مسقط ـ العمانية: صدرت حديثا عن دار لُبان للنشر المجموعة القصصية (ومن الحبّ) للدكتور سعيد بن محمد السيابي بعد مشوار طويل مع الكتابة في حقول سردية متعددة قدمها الكاتب للقارئ خلال السنوات الماضية أهمها مجموعة (مشاكيك) و(الصيرة تحكي) و(جبرين وشاء الهوى) و(أسئلة النص أجوبة العرض في المسرح العماني والخليجي) وغيرها من الإصدارات الأدبية والسردية.
هذه المجموعة تأتي في صورة (القصص القصيرة جدا) قامت برسم غلافها وتصميمه الطالبة نوار الغدانية من مدرسة أم سعد الأنصارية، فهي لم تكن المجموعة الأولى للكاتب السيابي إلا أنها تحاول الاقتراب من الواقع المعاش الذي يواكب حياة الإنسان ويومياته، كما أنها تسجل لحظات استثنائية يمر بها العالم في أقطاره كافة، من خلال رصد أغلب ما تفرزه جائحة كورونا بشكل خاص، كما أنها تشاطر المواطن العربي بعضا من همومه وآماله وطموحاته.
في شأن المجموعة السردية، (ومن الحبّ) يقول الدكتور سعيد السيابي: تنطلق هذه المجموعة السردية لتشكل روح (القصص القصيرة جدا)، وهي تقترب من الواقع الذي يخيّم على العالم على وجه الخصوص في وقتنا الراهن، والمتمثل في جائحة كورونا، هذا الفيروس الذي أنهك العالم وغيّر مجريات حياته، في مشارق الأرض ومغاربها، بدءًا من الأيام الأولى للإعلان عن الجائحة وما مرت بها من محطات متباينة، واشتغال البشرية بحقيقتها والفرضيات التي تدور حولها إلى جانب تلك الأخبار والحقائق العلمية التي كشفت عن وجود لقاح لهذا الفيروس الذي لا يزال يلقي بظلاله إلى يومنا الحاضر.
ويضيف السيابي: كما تتناول المجموعة تلك الإشاعات التي تتحدث عن الفيروس والأقاويل المتناقضة بين التصديق والتكذيب لماهيته، خاصة وأن العالم من حولنا كان ولا يزال في صدمة مع الذات جراء ما وصلنا إليه من نتائج.
كما تشكل هذه المجموعة بقعًا ضوئية تقترب من كل ما هو جديد عن هذا الفيروس، كما أنني أهدي هذه المجموعة إلى أولئك الأحبة الذين فقدناهم بسبب الجائحة، فنحن في انكسار دائم وإننا مكبلون بأمرها، فلا نحن استطعنا حضور جنائزهم ولا المشاركة في واجب عزائهم.
ويشير الكاتب السيابي إلى أن الجانب الآخر من هذه المجموعة قصص مرتبطة بالمجتمع، والتفاصيل التي تمر في الحياة اليومية، تلك اللحظات التي لا تنفصل عن مشاعر الإنسان وتجلياته، حيث الفرح والحزن والحب والجمال، والتآلف والشعور بالآخر وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي لا تزال تشكل حقيقتنا في الحياة، كما تذهب بعض تلك القصص إلى الشأن والشارع العربي المرتبطة والطموحات والآمال التي نتمناها أن تتحقق للمواطن العربي.
وفي رؤية للدكتور والناقد العراقي جبار خماط حول المجموعة القصصية (ومن الحبّ) يقول: ما يظهر في النصوص القصيرة جدا، أنها نسق بنائي تشكيلي يمزج البصري ويستعير الصوتي بإشارات بديلة، ولهذا يمكن عدّ القصة القصيرة جدًّا، كيانًا مشهديًّا مستقلًّا يماثل بناء اللقطة السينمائية في جسد الفيلم.
نجد قدرة الكاتب على مزج التشكيل مع قدرة الذات على صناعة الدهشة، بأدوات اللغة المعروفة والمتداولة، تضعنا أمام عقل أدبي خالص، يتخذ مسار اللذة الجمالية قصدًا مركزيًّا؛ ليكون النتاج لوجه الإبداع لا غيره ولهذا فإن مفهوم الإبهار الأدبي يمثل قدرة ذاتية تميز كاتبًا عن آخر؛ إذ نجد الكتابة لدى الكاتب غواية تتحول إلى خطاب، وصورة أدبية تريد الخروج من براد اللغة إلى شمس التلقي، وإيجاد حيوات جديدة للنص. تلك القدرة الأسلوبية تجعل بعض النصوص خالدة، تعيش مع تغير الزمان والمكان وأحوال الإنسان، وبعض النصوص بالمقابل تكون قبورًا ورقية على الرفوف.
ويتساءل خماط وهو يقترب من المجموعة القصصية (ومن الحبّ) ما الذي يجعل نصوص سوفوكلیس وشكسبير وفيكتور هيجو ودستوفيسكي وهيمنجواي وهرمان هسة ونجيب محفوظ، بانوراما نصية تشكلت واستحضرت التاريخ المعاصر، والموضة، والأوبئة، والحياة الاجتماعية الأنثوية والذكورية، وحياة التعليم وخرائط السياسة.