بهلا ـ أحمد بن ثابت المحروقي
المحقق سعيد بن خلفان الخليلي وأثره العلمي والسياسي
أصدرت مكتبة الندوة العامة بولاية بهلا مؤخرًا كتابها السابع والذي يعد ضمن إصدارات المكتبة للعام الحالي 2021، وحمل الكتاب عنوان (المحقق سعيد بن خلفان الخليلي…وأثره العلمي والسياسي)، وقد صدر عن مؤسسة اللبان للنشر، وبدعم من فريق إينار لمجتمع خلاق.
وأوضح خميس بن عبدالله الهميمي عضو مساند بمجلس المؤسسين بمكتبة الندوة العامة ببهلا: أن هذا الكتاب الذي أصدرته المكتبة يعد من الكتب ذات الأهمية وبأصل الكتاب محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي بجامعة السلطان قابوس في أبريل من عام 2000م، وقد سبر فيها شخصية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي بروح المحقق، فنحن أمام فقيه محقق يدرس فقيهًا محققًا، ويبدأ الكتاب بكلمة المحرر الباحث خميس بن راشد العدوي قائلاً فيها: وتأتي أهمية المحاضرة كونها رفدت البحث العلمي برؤى لم تُطرق قبل إلقاء المحاضرة عام 2000م، فقبلها مثلا لم يكن – حسب علمي مطروحًا سقوط اسمين من سلسلة اسم الإمام الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك – فمراجعة السيابي لهذا الاسم فتح المجال أمام مراجعة أحداث تلك الفترة وأصبح افتراض أن اسمه الخليل بن شاذان بن الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك هو الشائع، والسائد الآن في الدراسات التاريخية، وهو ما جعلني كذلك أراجع بعضًا من تلك الأحداث في بحثي «بهلا.. والإسهام السياسي والعلمي، خلال القرنين الخامس والسادس الهجري»، والذي ذهبت فيه إلى موافقة شيخنا السيابي على سقوط اسمين من سلسلة الإمام الخليل، وأضفت بأن الإمام الخليل بن شاذان الأول والإمام الخليل بن شاذان الثاني قد توليا حكم عمان.
وأشار الهميمي بأن السيابي قرأ المسار العلمي للمحقق الخليلي؛ تأثرًا وتأثيرًا، وطبيعة هذا المسار وأثره على الجانب السياسي الذي اشتغل به حتى أقام دولة الإمامة بتنصيب الإمام عزان بن قيس البوسعيدي، فألقى الضوء على الوضع السياسي في عمان حينها، وكشف عن أهمية تنصيب عزان بن قيس إماماً على عمان، وهنا لا أريد أن أستعرض ما جادت به قريحة السيابي، فأترك ذلك للقارئ يمتع به عقله وللباحث يستمد منه قلمه.
وأكد خميس الهميمي أن هذا العمل يأتي ضمن الأعمال التحريرية التي تقوم بها مكتبة الندوة العامة ببهلا في الإنتاج العلمي، وهو خط انتهجته المكتبة لكي تسهم بالمعرفة في الثقافة العربية.
لقد رأينا في هذه المحاضرة إضافة مهمة للفكر، ولربما أن السيابي قد طرح بعض أفكاره الواردة هنا في بعض كتبه الأخرى، بيد أن خروج المحاضرة بسياقها الذاتي وفي ظرفها الزمني بحدِّ ذاته فائدة علمية لا تغفل عنها العين البصيرة، فدراسة الشخصية بنفسها متكاملة فن من فنون التحليل الفكري، كما أن المحاضرة تعد مرجعًا توثيقيًا في خارطة فكر السيابي، حيث نستطيع أن نستوثق من الأفكار التي سبق بها غيره عبر التتبع الزمني لما يكتب ويلقي؛ والتي تعتبر هذه المحاضرة أحد محطاته العلمية.
وبين الهميمي أن الكتاب يقع في 56 صفحة من القطع المتوسط، وقد احتوى على (مقدمة التحرير، وأسرة المحقق الخليلي، ونشأته وتتلمذه، ومدرستاه في بوشر وسمائل، وأسلوبه الأدبي وتأثيره، وطريقته في الإفتاء، وتبحره في اللغة، ومؤلفاته في الشريعة، وشعره، ودوره السياسي، وملحق بالأسئلة والأجوبة).
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/مكتبة-الندوة-العامة-ببهلا-تصدر-كتابها-السابع-لهذا-العام