لقاء: سارة الجراح
– من يريد أن يتعلم الرسم فعليه بالتغذية البصرية أولا، ثم تعلم الأساسيات
– على كل فنان أن لا يقارن رسمته برسمة فنان آخر، بل عليه مقارنة نفسه بنفسه
– لمن يمتلكون موهبة الرسم: أنتم أشخاص محظوظون فعلا، لأنكم صانعو الجمال والدهشة
تحتضن السلطنة شعبا متعدد المواهب والفنون والمهارات، فليست هناك بقعة في السلطنة إلا وتجد فيها عازفا على أوتار الفن والإبداع، فتجد الموسيقي الذي يعزف على أوتار الآلات الموسيقية، وتجد الرسام الذي يعزف بالألوان والريشة ألحانا مرئية، وتجد المسرحي والنحات والمخرج والمؤلف والشاعر وغير ذلك من مجالات الفن المتعددة.
في هذه المساحة، نوجه بوصلتنا نحو فنانة شابة عشقت الرسم بكافة أنواعه، ووجدت نفسها في الرسم الواقعي من الوجوه والحياة البرية والطبيعة العمانية بشكل أخص، فالشابة بيان بنت حمد المحذورية تتحدث لوحاتها عنها وتقدم فرجة بصرية غاية في الإبداع والحرفية والجمال.
تدرس بيان في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وتخصصت في التصميم الرقمي وبذلك تتحول مهاراتها الفنية وموهبتها الجميلة إلى جزء من حياتها تصقله بالدراسة والعلم والمعرفة، بدأت بيان أول مشوار لها في الرسم عندما كانت في الثانوية العامة، حيث أقامت المدرسة معرضا فنيا لأعمال الطلبة برعاية الفنانة عالية الفارسية، ومن هنا كانت بداية ظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين بدايتها ودراستها وما هي عليه الآن محطات كثيرة أسهمت بصقل موهبتها من خلال المشاركة في ورش فنية عديدة.
بيان المحذورية، ضيفة “عمان”، فإليكم ما تقوله عن موهبتها:
- تركزين في أغلب الرسومات على البورتريه.. لماذا؟
– صحيح، ربما يلاحظ المتلقي ذلك بوضوح، فلقد وجدت نفسي محبة لرسم بورتريه الوجوه، ولا تكون الوجوه واقعية، ولأني أراها بالنسبة لي أسرع في إنجاز العمل.
- بالنسبة لك.. أي فنون الرسم أكثر مرونة؟ “البورتريه” أم “بوب آرت” أم “الجرافيك”؟
– “البوب آرت” يعتبر أسرع وأسهل فن بالنسبة لي، لكن في هذه الفترة تركت “البوب آرت” وانتقلت لتعلم مهارات و أساليب أخرى.
- ما هي تلك الأساليب؟
– الأساليب الأخرى التي بدأت أتعلمها عديدة منها: الرسم الواقعي، والرسم بالسكين، وكذلك أتعلم الرسم المائي.
- هل من يتعلم الرسم يصل مستواه كمستوى من اكتسبها بالفطرة؟
– بالنسبة لي لا يمكن أن يحدث ذلك، فمن لديه الموهبة يتعلم بشكل أسرع، ومستواه يتطور بشكل أكبر عكس الذي يكتسبها دون موهبة أو مهارة أو حب، وكما قال جمال حسين علي: “الرسّام العادي يرسم غصنًا، والرسّام الموهوب يرسم أنفاس الريح المارّة عبره”.
- في رأيك ما هي أسهل طريقة لتعلم الرسم؟
– هناك طرق وتقنيات كثيرة لتعلم الرسم، والشخص الذي يريد أن يتعلم الرسم عليه بالتغذية البصرية أولاً، وتعلم أساسيات الرسم إما عن طريق اليوتيوب أو الدخول في ورشات فنيه لتعليم الرسم.
- ما هي أول لوحة رسمتِها؟
– أول لوحة لي كانت بأسلوب “البوب ارت” للشخصية الشهرية “جاستن بيبر”.
- كموهوبين وفنانين هل أنتم بحاجة إلى معرض لتسويق لوحاتكم؟
– نعم؛ حيث تساعد المعارض الفنية في توسيع دائرة الفن لدينا، وتكوين ذاكرة بصرية فنية وخبرة تساعدنا على الاستكشاف وأيضاً نتعرف على موهوبين وفنانين وفنون أخرى بالإضافة إلى الترويج لأعمالنا الفنية.
- هل لديك أية مشاركات؟ وماذا عن المسابقات؟
– نعم، ولكنها مشاركات قليلة جداً، وقد قدمت أعمالا فنية في تقنية مسقط، وشاركت في مسابقة تابعة للجامعة.
- كيف تصفين شعورك أثناء الرسم؟ وما هي الأوقات التي تفضلين الرسم فيها؟
– الشعور بالرضى والسعادة؛ حيث إن الرسم ينقل الرسام من الواقع إلى الخيال، ويعزلك ويمضي بك الوقت دون الشعور به، ومن ناحية الوقت؛ لا يوجد وقت معين فبمجرد أن يأتي المزاج والإلهام للرسم أقوم وأرسم مباشرة.
- المناظر الطبيعية غائبة عن لوحاتك.. لماذا؟
– غائبة بسبب أنني كنت أتجهه لأسلوب واحد وهو “البوب ارت”، ورسم الوجوه، لكن الآن بدأت أرسم الطبيعة وخاصة بعض المشروعات في تخصصي تتطلب مني أني أن أرسم الطبيعة.
- ما هي نصيحتك لمن يهوى الرسم؟
– نصيحتي أن يزيد من فرصة إبداعه ويمارس الرسم بشكل أكثر، ويشارك في الورشات التدريبية متى ما أتيحت له لتطوير موهبته، ويتعلم تقنيات وأساليب جديدة، وأن يطلع على أعمال الفنانين العظماء لتتوسع نظرته للفن، والأهم من كل ذلك أن لا يقارن رسمته برسم فنان آخر، بل عليه أن يقارن نفسه بنفسه، بمعنى أن يقارن رسمته الجديدة مع رسمته القديمة حتى يعرف مدى مستواه في التطور، وأحب أن أقول للأشخاص الذين يمتلكون موهبة الرسم أنتم أشخاص محظوظون فعلاً، لأنكم صانعو الجمال والدهشة.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/فنانة-عشقت-الألوان-وصقلت-موهبتها-بالدراسة-بيان-المحذورية-الرسم-ينقلك-من-الواقع-إلى-الخيال-وتمضي-بك-الساعات-دون-أن-تشعر