300 متطوع لحماية ورصد السلاحف بمحمية رأس الحد

برنامج «سلاحف النينجا» حل مستدام يخدم البيئة العمانية

 

كتبت – خالصة بنت عبدالله الشيبانية:

تطلق هيئة البيئة اليوم برنامج «سلاحف النينجا» المعني بحماية ورقابة ورصد السلاحف، وذلك بمشاركة واسعة من الشباب من مختلف محافظات السلطنة، يتم خلال البرنامج تنظيف الشواطئ من المخلفات وخاصة الآثار الناتجة عن إعصار «شاهين» الذي شهدته السلطنة مؤخرًا، ويسعى البرنامج لتجهيز المتطوعين للقيام بدور حماية ورقابة ورصد السلاحف داخل محمية رأس الحد بتقديم حلقة عمل عن أهمية السلاحف البحرية، وخلال مدة البرنامج الذي يتم تنفيذه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، والتي تعد فترة ذروة السياحة في المحمية، يتم توفير المستلزمات المطلوبة للمشاركين من سكن ومواصلات وتغذية وأدوات للرقابة.

وأكدت المهندسة عايدة بنت خلف الجابرية، أخصائية نظم بيئية بالبيئة البحرية بهيئة البيئة، أن السلاحف في موائلها لم تتعرض لأضرار كثيرة، ولكن ارتفاع منسوب المياه أثر على الأعشاش القريبة من الشاطئ، وأدى إلى تلف البيض وخروج صغار السلاحف، وقالت: إن بعض الصغار كانت متجهة للبحر ولكن الموج الشديد تسبب في رجوعها للشاطئ مرة أخرى، وأضافت: إن البرنامج يهدف إلى إعادة تأهيل الشاطئ وحصر الأضرار، وأشارت إلى أن فكرة تجميع المتطوعين التي تمت عبر نشر رابط المشاركة في البرنامج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط لتنظيف الشواطئ، بل للمشاركة في حماية ورقابة السلاحف، وقالت أن عدد المشاركين بلغ أكثر من 300 شخص من مختلف ولايات السلطنة، وذكرت أنه في كل أسبوع يتم الاستعانة بثلاثين مشاركا، حيث يبدأ العمل الثلاثاء وينتهي الأحد، ابتداء من اليوم حتى بداية شهر يناير من العام القادم.

وتتركز مهام المشاركين في البرنامج في توعية زوار المحمية بالقوانين والإرشادات وردع المخالفين، والحماية والرقابة الليلية للسلاحف، وتنظيف شواطئ المحمية من المخلفات وخاصة مخلفات الصيد التي تعلق بها السلاحف الصغيرة، وتنفيذ مبادرة بلا أضواء مع السكان المحليين الساكنين داخل المحمية، ورصد عدد السلاحف المعششة لتزويد الجهات المختصة بدراسة السلاحف، وتغطية المهام التي يقومون بها في قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم عن معلومات خاصة بالسلاحف وطرق حمايتها، إضافة إلى المشاركة في إيجاد حلول وأفكار مستدامة لحماية السلاحف، وتتمثل جزئية الاستدامة التي يسعى لها البرنامج في تأهيل اكثر من 400 متطوع على مستوى البرنامج، وهذا العدد كفيل بنقل المعرفة والوعي للأسرة والمجتمع، كما أن مهمة جمع البيانات وهي مرحلة الرصد، فهي تؤثر في مؤشر الأداء البيئي مما يؤثر على تحقيق مؤشرات رؤية عمان 2040 بشكل إيجابي، إضافة إلى عمل مجسم في داخل المحمية باسم المحمية وبجانبه لوائح عن السلاحف البحرية للمساهمة في توعية الزوار وكذلك مساهمتهم بتصوير المجسم في مواقع التواصل الاجتماعي التي تستقطب الزوار لموقع اللوائح.

وقالت هيئة البيئة: إن ازدهار السياحة الداخلية بسبب الوضع العالمي لوباء كورونا وصعوبة السياحة الخارجية خلال السنتين الماضيتين، أدى ذلك لازدحام محمية السـلاحف بعدد كبير من الزوار الذين أتوا لمشاهدة تعشـيش السلاحف وفقس الـسلاحف الصغيرة دون معرفتهم بالإرشادات والـقوانين الخاصة بالمحمية، وأدى ذلك لفقدان السيطرة على الرقابة وحماية الــسلاحف في المحمية وبسبــب قلة عدد المراقبين لهذا العدد الكبير من الزوار، جاءت فكرة برنامج «سلاحف النينجا» الذي أوجد حلا لهذا التحدي.

ويهدف البرنامج إلى حماية ورقابة ورصد السلاحف، وتنظيف الشواطئ من المخلفات، وتشجيع فئة الشباب على التطوع البيئي، كما يهدف إلى توعية المجتمع المحلي بعدم استخدام الأضواء داخل المحمية، وتوعية المشاركين بأهمية السلاحف، وثم نقلها من خلالهم للمجتمع، وقد أطلق على البرنامج اسم شبابي يناسب الفئة المستهدفة، حيث يطلق اسم سلاحف النينجا على الأبطال الذين يمثلون المشاركين في البرنامج، والذين يقومون بحماية الضعفاء من المخاطر المتمثل في السلاحف البحرية.