أكدوا على الدور المحوري لوزارة الثقافة والرياضة والشباب في تشجيع فئات المجتمع –
استطلاع – مريم البلوشية –
يعد التطوع إحدى الظواهر الإنسانية التي تتضمن جهودا تبذل بصورة فردية أو جماعية من قبل أفراد المجتمع ويقوم على الرغبة والدافع الذاتي للإنسان، ويقوم على توظيف الطاقات البشرية لكافة أفراد المجتمع، فمفهوم العمل التطوعي في المجال الرياضي والشبابي بالأندية يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام سواء من وزارة الثقافة والرياضة والشباب أو من إدارات الأندية والاتحادات الرياضية ومن أفراد المجتمع لفعاليته في تحقيق أهداف وأنشطة وفعاليات الأندية الرياضية ووضع الخطط والسياسات التي تخدم الأندية.
خليفة العيسائي: برنامج الرخصة الدولية رافد للعمل التطوعي بالقطاعين الرياضي والشبابي
وفي هذا الجانب قال خليفة العيسائي مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب لـ(عمان الرياضي): بلا شك أن مفهوم العمل التطوعي هو من المفاهيم الإنسانية قبل أن تكون رياضية أو شبابية، ويتأصل العمل التطوعي لدى الشباب والفتيات من خلال مشاركتهم في مختلف الفعاليات في الجانب الرياضي والشبابي التي تنفذها الأندية والاتحادات واللجان الرياضية وكذلك وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومثال على ذلك الأنشطة الصيفية التي نفذتها الوزارة في الفترة الماضية قبل جائحة كورونا والتي شهدت تفاعلا وتطوعا كبيرا من قبل الشباب والفتيات في فرق العمل أو اللجان المنظمة للفعاليات والبطولات، ولله الحمد هذه من الصفات المتأصلة في الشباب العماني، وتوليهم الوزارة جُل اهتمامها.
وأضاف مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: خلال الفترة الماضية في برنامج «شجع فريقك» الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب تم تنفيذ برنامج الرخصة الدولية في التطوع وشارك أكثر من 150 شابا وشابة ولذلك هذا البرنامج يعتبر رافدا من روافد العمل التطوعي في القطاعين الرياضي والشبابي. وذكر العيسائي أن الأندية الرياضية لها جهد مشكور من خلال تفاعلها مع العمل التطوعي وتمثل ذلك في أن كل الأندية الرياضية بها لجان شبابية وفرق عمل تطوعية تساهم مع إدارات الأندية في تفعيل الأنشطة الشبابية وإدارتها وتنفيذها من كافة الجوانب.
وأوضح العيسائي أن هناك الكثير من الأندية الرياضية شكلت لجانا نسائية وهي معنية بالجوانب الرياضية والثقافية والفنية الاجتماعية وهذه دلائل جيدة على تأصل مفهوم العمل التطوعي في الأندية الرياضية والشبابية. وقال العيسائي: إن هذه الأعمال التطوعية الشبابية تلقى جميع أنواع الدعم والمساندة من وزارة الثقافة والرياضة والشباب والأندية الرياضية لأهمية العمل التطوعي وهو عمل محفز للشباب العماني، ومن خطط الوزارة عند انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها أن يكون هناك جوائز ومردود للمتطوعين.
حمد الحاتمي: الوزارة دورها محوري ومسيرتنا الرياضية بدأت بالعمل التطوعي –
قال المهندس حمد الحاتمي رئيس مجلس إدارة نادي عبري: إن العمل التطوعي يجب أن يبدأ بالتدرج وإشراك الشباب والفتيات في معسكرات عمل تطوعية ورحلات ومعسكرات لممارسة الكثير من الأنشطة ويجب أن تكون في المعسكرات قدوة من القيادات الرياضية لغرس مفهوم التطوع لدى الشباب والشابات واستثمار طاقاتهم للاستفادة منها في خدمة المجتمع والمجالات الرياضية والثقافية والفنية وبهذه الخطوة سيحصلون مستقبلا على فرصة في القيادات الرياضية، وهذا ما حصل لدينا فبداياتنا الرياضية بدأت بالعمل التطوعي من حيث الذهاب إلى الملاعب والأندية للمشاركة في المعسكرات الشبابية والرياضية، ولتعزيز مفهوم التطوع بصورة أوضح للشباب نحتاج إلى دورات وحلقات خاصة في هذا الجانب. وأضاف الحاتمي: إن دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب محوري وأساسي في التشجيع على العمل التطوعي ويجب على الوزارة تبني معسكرات وبرامج للعمل التطوعي من خلالها تستطيع استقطاب أكبر عدد من الشباب والفتيات ويجب أن تكون لدى الوزارة خطط لتفعيل العمل التطوعي من الجوانب المالية والكوادر البشرية.
حمد العلوي: هناك طرق كثيرة لتنظيم العمل التطوعي ويجب مشاركة الشباب في صياغة الخطة السنوية لأنشطة الأندية –
من جانبه قال حمد العلوي مدير عام الشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: لا يمكن إغفال أن المجتمع العماني بطبيعته مجتمع متكافل وصفة التطوع أصيلة فيه، وهذا ملاحظ في النشاطات الاجتماعية التي يزاولها الناس بالمجتمع، كل حسب طبيعته وجغرافية سكنه، ولهذا فإن تعزيز العمل التطوعي عبر الأندية أو عبر وزارة الثقافة والرياضة والشباب يتطلب ترجمة هذا الاستعداد المجتمعي وتأصيله في شباب الأندية عبر عمل منظم مخطط له ليأتي بحصاد وثمار وأثر أكثر، لذا تعزيز مفهوم العمل التطوعي لدى الشباب يأتي من خلال قسمين وهما: المشاركة وذلك بمشاركة الشباب مشاركة حقيقية فاعلة مع النادي، ومن الجيد إشراكهم حتى في صياغة الخطة السنوية لأنشطة الأندية من خلال رابط يرسل للفرق الرياضية التابعة للنادي والجمعيات والفرق التطوعية للمشاركة بالأفكار الإبداعية التي ستتضمنها الأنشطة وهذا يعمل على رفع المشاركة للشباب مع النادي.
وأضاف العلوي: بينما القسم الثاني وهو التنوع في المجالات وهي المواهب الشبابية والبيئة الحاضنة لها من أهم الجوانب الرئيسية لتفعيل التفاعل الحقيقي والاستقطاب لها، وبالتالي يجب على الأندية أن تراعي توفير مختلف الأنشطة التي تحتضن تلك المواهب ولا تقتصر على الرياضات المعتاد عليها، ومؤخرا رأينا نماذج جميلة ورائعة مثل جماعة التصوير وجماعة العلوم وجماعة الهايكنج وغيرها وهي مجالات حديثة مهمة في الاحتضان والاستقطاب.
وحول الطرق التي تؤصل العمل التطوعي داخل الأندية الرياضية والشبابية وتحقق الاستدامة بعيدة المدى قال مدير عام الشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: يجب إعداد فرق من الناشئة من سن 11- 18 سنة وذلك بتدريبهم وتأهيلهم للعمل التطوعي داخل النوادي وإشراكهم في الأنشطة والفعاليات والتسويق لهم من باب التشجيع بنشر إسهاماتهم في حسابات التواصل الاجتماعي للأندية، خاصة أن الدراسات النفسية تؤكد أن جيل التقنية هو جيل بصري يتفاعل أكثر مع المنشور البصري سواء صورة أو فيديو، مما يؤكد ذلك أن كل التطبيقات والحسابات التفاعلية صارت تركز على الجانب البصري.
وأشار مدير عام الشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى أنه يمكن تنظيم العمل التطوعي بالوزارة من خلال، أولا: تحفيز الشباب للمشاركة في العمل التطوعي من خلال تبيان المهارات والمعارف التي سيحصل عليها الشاب من العمل التطوعي كالحملات الإعلامية، وثانيا: تأهيل الشباب بالمهارات المطلوبة للانخراط في العمل التطوعي مثل إقامة برامج تدريبية تخصصية للعمل التطوعي، وثالثا: تعزيز الشباب المشاركين في العمل التطوعي من يشجع الآخرين على المشاركة كالتكريم السنوي للمشاركين في العمل التطوعي، ثم رابعا: من خلال إثارة دافعية البذل والإنجاز لدى الشباب ليساهموا في بناء مجتمعهم كإقامة المسابقات الدافعة للعمل التطوعي.
علي الرئيسي: يجب تفعيل التعاون بين المؤسسات الرياضية والإعلام لنشر مفهوم التطوع
أما علي الرئيسي عضو مجلس إدارة نادي عمان فقال: إنه من الممكن تعزيز مفهوم العمل التطوعي من خلال تكثيف الحملات الإعلانية عن أهمية العمل التطوعي والحديث عنه في وسائل الإعلام بشكل أكبر ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين المؤسسات والإعلام، وأيضا من خلال نشر ثقافة العمل التطوعي في الأندية بين الأعضاء الشباب. وحول عوامل جذب المتطوعين للأندية قال الرئيسي: إن الأندية مرتع مهم للعمل التطوعي لا بد أن تكون هناك أساليب جديدة ومبتكرة في العمل والأهم يجب أن تتوفر الموارد المالية والمعنوية للعمل التطوعي للقيام بالمهام بدون عوائق، وعلى مجالس إدارات الأندية العمل على وضع خطة لتحقيق أهداف العمل التطوعي. وقال أيضا: إن وزارة الثقافة والرياضة والشباب لها دور كبير في التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لغرس مفهوم العمل التطوعي لدى الطلاب منذ الصغر في المدارس.
حمدان السعدي: الحوافز المادية أهم ركائز العمل التطوعي مع بيئة مناسبة
الشيخ حمدان السعدي نائب رئيس مجلس إدارة نادي السويق أكد أن مفهوم العمل التطوعي من المفاهيم الواسعة جدا والعمل التطوعي في الجانب الرياضي والمختص بالأندية الرياضية مهم جدا، فالبداية لا بد أن تكون هناك قناعة لدى الشخص وأن يكون مستعدا لمواجهة الأعمال التطوعية بإيجابياتها وسلبياتها ودائما تكون الأعمال التطوعية في الأندية الرياضية من أشد وأصعب الأعمال وذلك لأنها تتعامل مع شريحة كبيرة من الناس منهم المنتقدون والمحفزون وذلك لاختلاف الأفكار المجتمعية المنتشرة.
وذكر السعدي أن تعزيز مفهوم العمل التطوعي لدى الشباب والفتيات يحتاج إلى بيئة مناسبة لذلك إدارات الأندية يجب أن تكون بيئة جاذبة لهذه الكوادر البشرية مثل تهيئة الظروف والاحتواء والاهتمام وتسليط الضوء عليهم ودعمهم وتقريبهم أكثر للنادي الرياضي وإظهارهم للمجتمع على المستويات المحلية مثل الولاية والسلطنة أو المستويات الدولية والعربية وهذا يولد نوعا من الانتماء وحب العمل التطوعي في مختلف المجالات الرياضية والشبابية.
وحول دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب في جذب الشباب وغرس روح العمل التطوعي، قال السعدي: إن العنصر أو الحلقة المفقودة في الأعمال التطوعية الرياضية أو الشبابية أو غيرها هي المادة وهي العائق بينما الأفكار والإبداع والجهود موجودة لذلك الجانب المالي لا بد أن يتوفر لأن الوزارة تطلب المشاركة في جميع المجالات الرياضية والثقافية والشبابية والمجتمعية، لذلك نحتاج للاحتواء والاحتضان ودعم مالي حتى لو كان بالشيء البسيط ويفي بالغرض، ولكن في حال طلب الدعم بدون توفير المقابل لا يجدي نفعا.
https://www.omandaily.om/الرياضية/العمل-التطوعي-ودوره-في-تحقيق-وتعزيز-أه